لله يا محسنين.. الجمعيات الخيرية التركية في خدمة التنظيمات الإرهابية
الأحد، 02 ديسمبر 2018 12:00 م
انكشف الوجه القبيح لعشرات الجمعيات التركية التي تستغل الغطاء الخيري، من أجل دعم الجماعات الإرهابية، فتجد جمعيات الخير في تركيا تستجدي عطف المواطنين بدعوى الإنفاق على المشروعات الخيرية وبناء المساجد والمستشفيات ومساعدة الفقراء واللاجئين، ومن ثم تقدمها على طبق من ذهب إلى الميليشيات الإرهابية لمواصلة القتل والدمار في سوريا، التي يدعمها إردوغان بأموال الشعب الفقير.
تبرعوا لدعم الإرهاب.. جمعيات الخير تجمع الأموال لتمويل داعش
يأتي على رأس قائمة الجمعيات المتورطة في دعم الإرهاب، بأموال المتبرعين الأتراك، والتي تعمل تحت حماية إردوغان وبرعايته، منظمة «الشباب الموحدين»، حيث برز نشاطها في جنوبي شرق البلاد، وتهدف إلى نشر الأفكار المتشددة بين الشباب وتجمع المال لإمداد الإرهابيين داخل تنظيم القاعدة وفروعه، إذ ظهر اسم المنظمة أثناء مذبحة محطة قطار أنقرة في 2015، والتي استهدفت مسيرة سلمية خارج محطة القطارات الرئيسية بالعاصمة، أسفرت عن وقوع 107 قتيلا، وتورطت فيها المنظمة إلى جانب أعضاء تنظيم داعش الإرهابي في مدينة غازي عنتاب.
أما جمعية «الإحسان للتعليم والثقافة والسلام والتضامن» فتقوم بنفس الدور، حيث أن لها علاقات مباشرة هي ومنظمة «الشباب الموحدين» علاقات مباشرة بالتنظيمات الإرهابية في سوريا، فيما تمارس جمعيتا «شباب تركيا» و«بناء المساجد وإحيائها» أعمال النصب لسرقة أموال المتبرعين في ولاية ديار بكر، حيث تشهد الولاية أعمال بناء 8 مساجد ويتم استخدامهم في جمع الأموال وإرسالها إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا، إذ تصل المبالغ التي يتم جمعها من خلالها إلى نحو 25 مليون ليرة.
جمعية الإحسان للتعليم والثقافة والسلام والتضامن
بينما تخصصت مؤسسة «الأتراك في الخارج» بالتعاون مع وكالة «تيكا» (الوكالة التركية للتعاون والتنسيق)، في التجسس على رموز المعارضة التركية في الخارج، وقادت السلطات إلى اعتقال 80 معارضا في 18 دولة أجنبية، منذ مسرحية الإنقلاب التركي الفاشلة 2016، فيما واجه بهاء الدين نجيب رئيس جمعية «تدريب وتطوير الشباب السوري»، تهمة الانتماء لتنظيم داعش، إلا أن القضاء التركي يغض الطرف عن نشاطها الإرهابي.
كشف تقرير «معهد ستوكهولم للحريات» عن استغلال النظام التركي، للأعمال الخيرية كغطاء لدعم التنظيمات الإرهابية في سوريا، وفي مقدمتها تنظيمي داعش والقاعدة، بالمال وتجنيد عناصر جديدة للقتال في صفوفها، وهو ما يكشف فضائح إردوغان يوما بعد يوم.
منظمة تيكا للاعمال الخيرية تمول الارهاب
ورصد تقرير المعهد، نشاط منظمتين في جنوب شرقي تركيا يقعا على مقربة من الحدود مع سوريا، يقودهما عضوان في تنظيمين إرهابيين، ويعملان من خلال الجمعيتين الخيريتين، على توظيف المسلحين وتجنيدهم لجماعات الإرهاب تحت سمع وبصر الحكومة التركية، إذ أن التركي «عيناك بولات» المنتمي لتنظيم القاعدة تورط في أنشطة جماعة تخفي نشاطها الإرهابي تحت غطاء العمل الخيري.
ورغم اتهام القضاء لتلك المؤسسة بإرسال مقاتلين إلى سوريا، إلا أنها مستمرة في عملها حتى الآن بحرية ودون محاسبة، إذ يرأس بولات، إحدى جمعيات «الشباب الموحدين للتربية والثقافة والعلوم الاجتماعية والإحسان»، والتي ثبت دعمها للإرهابيين وفقا لتحليل وقائع محاكمة المشتبه بهم بعد الهجوم الإرهابي الذي شهدته أنقرة في أكتوبر 2015، حيث اعترف أحد المشتبهين فيهم، بالانتماء إلى تنظيم داعش ويدعى يعقوب شاهين، بأنه اشترى وخزن موادا متفجرة في غازي عنتاب، وكان يواظب على حضور محاضرات الجمعية، وعند اعتقاله أقر بأن رئيس الشرطة طمأنه بأن المدعي العام والقضاة يقفا في صفه.
فيما أشار 3 مشتبهين آخرون في الهجوم، إلى ترددهم على الجمعية، أحدهم كان مسؤلا عن شراء ونقل المواد المتفجرة؛ حيث اعترف بالحضور إلى الجمعية بعد أن توقف عن تعاطي المخدرات.
التاريخ الأسود لـ «عيناك بولات» الإرهابي
عمل خبازا قبل انضمامه إلى تنظيم القاعدة في أفغانستان، وتخلى عن زوجته وابنته ذات الـ4 سنوات ورضيعه الذي لم يكمل عامه الأول، استجابة لدعوة القيادي الإرهابي أسامة بن لادن، بالسفر إلى كابول فور وقوع هجمات 11 سبتمبر 2001، وشارك في الحرب برفقة القيادي التركي محمد يلماز و20 مسلحا آخرين، لكنه فر إلى باكستان وعاد إلى تركيا عام 2002، واعتقل فور وصوله لمطار أنقرة في 12 فبراير، إلا أن إردوغان أطلق سراحه مع متطرفين آخرين فور توليه رئاسة الحكومة في نوفمبر 2002، ضمن مشروع قانون العفو الذي مرره حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان.
في يناير 2008 أعيد اعتقال عيناك بولات، بعد مداهمة للشرطة في غازي عنتاب، أسفرت عن اعتقال 25 شخصا ومقتل آخرين، وطالب حينها المدعي العام بأحكام سجن تراوحت بين 7 و16 عامًا، للمشتبه بهم بتهم الإرهاب، ثم أُطلق سراحه وجميع المشتبه بهم في يناير 2009.
كما أكد تقرير معهد ستوكهولم، ممارسة بولات وزملاءه عملهم المتطرف في جنوب تركيا تحت غطاء المنظمات الخيرية التي كان وصفها القضاء التركي سابقا بـ «بوابة داعش» وأدان عملها وجمعيات أخرى تحت الستار الخيري والديني.
تنظيم داعش
تركيا تصدر الإرهاب إلى أوروبا والبلاد العربية
أصدرت منظمة المرأة الكردية، في النصف الأول من 2018، تقريرا أكدت فيه تحريك النظام التركي لعناصر من تنظيم داعش في أوروبا وبلدان عربية منها سوريا، عبر مكاتب للتخطيط تديرها الاستخبارات التركية تحت غطاء العمل الخيري، بغرض تمرير الدعم المادي واللوجستي للإرهابيين، والعمل على توفير الغطاء القانوني لأعمالهم الإجرامية، منها «جمعية البدر، وأحفاد العثمانيين، والتعاون الاجتماعي، وغرف العثمانيين، والإغاثية»، وأن مهامها تتركز في إرسال الذخائر واللوجستيات إلى عناصر داعش وجبهة النصرة، إلى جانب تعاونهم الكامل مع تنظيم الجيش السوري الحر الموالي لتركيا.
فيما كشف الجهاز المكلف بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، بوزارة الداخلية الفرنسية في ديسمبر 2017، عن وجود نحو 200 جهة خفية داخل تركيا ولبنان، تمول تنظيم داعش الإرهابي تحت غطاء العمل الإنساني والإغاثي.