حكاية «سيناوي».. أول مشروع لتجارة الزيتون والمخللات من أرض الفيروز (صور)
الأحد، 02 ديسمبر 2018 12:00 م
أدرك الشاب السيناوي محمد سعد الدين الشوربجي، أهمية المقومات الطبيعية التي تتمتع بها محافظته، وتفردها في إنتاج أطيب وأجود أنواع الزيتون والبلح والخضروات، فبدأ التخطيط لاستغلالها في تنفيذ أول مشروعاته على طريق النجاح، دون الانتظار في طابور العاطلين حتى تأتيه وظيفه براتب شهري قد لايسد احتياجاته الشخصية.
حصل «سعد الدين» على شهادة دبلوم متوسط، وبعد انتهاء دراسته وإعداد الدراسات اللازمة لمشروعه في إنتاج زيت الزيتون الأصلي، والمخللات، وتغليف الأعشاب الطبيعية، وهي تلك المنتجات التي تتميز بها أرض سيناء، وبات التمويل المالي عقبه تقف أمام حلمه في تنفيذ مشروعه، ولكن وصل إلى مسامعه مايقدمه جهاز تنمية ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة للراغبين في عمل مشروعات تجارية تخدم أهداف الاقتصاد المصري في الفترة الحالية.
لم يفكر الشاب السيناوي كثيرا وتوجه إلى واحدا من مقرات الجهاز لتمويل المشروع ومن هنا انطلق وحقق مشروعه نجاح وسدد قيمة القرض خلال فترة وجيزة وأصبح مشروعة يحمل إسم «سيناوي» كعلامة تجارية مميزة تحقق مبيعات داخل محافظة شمال سيناء وخارجها فى مختلف المعارض والمولات التجارية الكبرى.
ويسرد «الشوربجي» حكايته مع مشروع «سيناوي»، والذي بدأ التفكير فيه عقب انتهاء فترة دراسته، وفتح محل صغير في قريته عام 2011 يمكنه من خلاله بيع ماهو مطلوب من منتجات سيناوية مميزة ولأن منتجات سيناء لها رونقها وخصوصيتها وعند تسويقها تحتاج لطريقة تجهيز وعرض بشكل مختلف خصوصا عن بيعها فى السوق المحلى داخل المحافظة، فكان قراره الاتجاه لمشروع متكامل قائم على تفنيد كل منتج وإعطاؤه حقه ليخرج بشكل فاخر، وهذا القرار كان بحاجه لدعم مالى مناسب يقدر بنحو 100 ألف جنيه، لم يجد أمامه من سبيل فى توفيرها سوى مكتب جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بشمال سيناء.
واستطاع الشاب ان يتفانى في عمله رغم الصعاب التي مر بها، ومن خلال مساعدة جهاز دعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة تمكن من إقامة مصنعا متكاملا لإنتاج المخللات بكل أنواعها للزيتون بألوانه الأسود والأخضر، والزيتون المحشو، والشرائح، وأنواع المخللات الأخرى من فلفل ولفت وجزر وغيرها، وتجهيز وتعبئة عبوات زيت الزيتون بأنواع 3 منها الفاخر الخاص بالعلاج والعادى الخاص بالطعام، وزيت زيتون يستخدم للشعر والدهانات، وإنتاج عبوات للأعشاب الخاصة بسيناء منها المرمية، وإنتاج الزعتر وخلطات أعشاب تستخدم مع السلطات وأخرى للعلاج.
وأوضح صاحب المشروع أن أستطاع خلال فترة 5 سنوات تسديد القرض الذى حصل عليه، ومع تعرض المحافظة لأوضاع أمنية كان نصيبه منها أنه تضرر جزئيا بسبب تعذر الوصول لمصنعه فى منطقة الدهيشة بالمساعيد، إلا أن ذلك لم يثنيه عن المثابرة والجهد، فأقام مكان بديل مؤقت فى محل صغير لإنهاء أعمال التخليل والتعبئة، واستمر فى عمله وبمعدلات إنتاجه وتصريفه الطبيعى، ويستفيد من العمل فى مشروعة 15 شابا آخرين.
وشدد الشاب على أن تجربته لم تأتي من قبيل الصدفة، بل بذل عناء كبيرا للوصول إلى حلمه، وفضل البقاء في محافظتة والنجاح بها بدلا من مغادرتها والسفر إلى الدلتا، أو وجه بحري للعمل كما ينتهج أغلب أبنائها، قائلا:«عن تجربة فى شمال سيناء اللى بيقول مفش شغل لا كلها شغل ورزق أخذت القرض ومن لا شئ صرت شى»، موضحًا أن ما وصل إليه أنه أصبح صاحب مشروع معروف فى الوسط التجارى بسيناء والقاهرة يحمل اسم سيناوى، ويحقق مبيعات فى معارض ينظمها جهاز المشروعات، ومنافذ يسعى هو للوصول إليها منها مولات تجارية ومحلات كبرى فى القاهرة، لافتا إلى أن منتجه من شدة قوته الشرائية تجاريا أصبح ينافسه منتج آخر «مضروب» خصوصا زيت الزيتون الذى وصلت درجة الغش فيه لخلطه بزيت الطعام وبيعه بأسعار تقل حتى عن سعره فى المعصرة الذى يصل لـ75 جنيها، موضحًا أن المستهلك هو المتضرر من ذلك.
وأضاف، أن ما يميز المنتج من سيناء أنه طبيعى، وتكاليف إنتاجه وتجهيزه لاتعتبر مكلفة، وفائدته أهم وأشمل، مشيرا أنه إضافة لزيت الزيتون تعتبر المخللات إعدادها صنعة يتقنها بشكل جيد أبناء مدينة العريش ونجحوا فيها وامتلكو سرها، كما أن الأعشاب الطبيعية التى تنمو على مياه الأمطار وبشكل طبيعى بدون أى استعانة بمواد كيماوية هى فى حد ذاتها دواء لكثير من الأمراض.
وفى سياق متصل، قال المهندس سليمان العمارى، رئيس فرع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بشمال سيناء، إن مشروع سيناوى لإنتاج المخللات وتعبئة زيت الزيتون، كانت بدايته تشجيع من الجهاز لفكرة الشاب ودعمه، وتشجيع على الاستفادة من إنتاج زراعى فى شمال سيناء يخدم قطاع كبير من المزارعين الذين هم فى حاجه لفتح منافذ وفرص تصريف لإنتتاجهم بطريقة غير تقليدية، فضلا عن تشغيل أيادى عاملة وبينهم من يجيدون صناعة إنتاج المخللات.
أضاف العمارى، أن المشروع من بين العديد من المشروعات التى بدأت بقرض من الجهاز، موضحا أنه خلال الفترة من 1992 حتى سبتمبر 2018، تم تمويل العديد من المشروعات بإجمالى التمويل المتاحة كقروض 186,620,000 جنيه مولت قرابة 13876 مشروعا صغيرا ومتناهى الصغر، وفرت 24885 فرصة عمل، لافتا إلى أن الجهاز يقوم بحزمة مشروعات تشمل التسويق والتدريب والدعم الفنى، وتقديم النماذج الاسترشادية، ودراسات الجدوى، وإتاحة فرصة للمستفيدين لتسويق منتجاتهم عن طريق إقامة المعارض داخل المحافظة والمعرض المركزى بأرض المعارض بمدينة نصر بالقاهرة، والمشاركة فى المعارض الخارجية، وإقامة الندوات بمراكز الشباب المنتشرة بنطاق المحافظة لنشر ثقافة فكر العمل الحر.