مستر ترامب هل تعلم أن البترودولار + واردات السعودية = سلامة الاقتصاد الأمريكى؟
السبت، 01 ديسمبر 2018 11:30 ص
وسط كثير من اللغط والتطاول على العربية السعودية من كثير من الدول التى وقفت معها المملكة مواقف الشهامة والدعم والحماية الاقتصادية، بل والسياسية هنا تختل الموازين وتظهر حقائق النوايا والأغراض الدفينة والكراهية الصادمة التى أظهرتها قضية مقتل الصحفى خاشقجى، والذى يوضحه المثل العربى:
«رب ضارة نافعة»، لتكشف للمملكة حقيقة سياسية دول الجوار ودوّل الحلفاء وبراعتهم فى استغلال المواقف وتكريس إعلامهم بل وحكوماتهم بل وأكثر فى توجيه التهديدات من رؤسائهم، لكل هؤلاء أقول عفوا أيها الجاحدون للجميل، فإن المملكة لن تضعف ولن تنكسر، فما أكثر من حيل الحليم ومن دهاء الأفكار التى تجعل من غرور الأسد سعيه كى يتخلص من أنيابه ومخالبه، ولذلك فإن خيارات السعودية كثيرة لكى ترد على كل تلك التعديات سواء سياسية واقتصادية،
ولكن أردت أن أعود قليلا إلى التاريخ منذ ثلاثة أو أربعة عقود كانت العملات فيما سبق ترتبط بالمعادن الثمينة، والدولار لم يكن استثناء، ولكن أمريكا طبعت من عملتها أكبر من احتياطيها من الذهب، واكتشف ذلك فوقعت فى حرج، وبدأت قيمة عملتها بالتنازل، وأدى ذلك لفك ارتباط الذهب بالدولار عام 1971، ولكن الولايات المتحدة بحثت عن طريقة لحفظ قيمة الدولار وإبقاء قيمته العالمية، فهرعت إلى المملكة العربية السعودية، وعرضت عليها الحماية والسلاح مقابل حصر بيع النفط بالدولار دون أى عملة أخرى، ومقابل استثمار فائض أرباح النفط فى البنوك الأمريكية، وتم ذلك فى عام 1974 تقريبا، وتبعت المملكة العربية السعودية بقية الدول النفطية وكذلك أجبرت مشترى النفط على شراء الدولار ، وأصبحت تلك الاتفاقية انتصارا عظيما للولايات المتحدة إذ أصبحت جميع دول العالم التى تريد نفطا مجبرة على شراء الدولار للحصول على النفط، فأدى ذلك إلى ارتفاع قيمة الدولار مجددا وإجبار كثير من دول العالم على الحفاظ على احتياطى كبير من الدولار لتأمين حاجاتها النفطية، وأصبح بإمكان الولايات المتحدة طباعة مزيد من الدولارات مقابل كل دولار يسحب من السوق ويوضع فى الاحتياطى. فكانت لها هذه الاتفاقية كالدجاجة التى تبيض ذهبا وطالما هناك طلب على النفط وتخزين للدولار فيمكن للولايات المتحدة الاستمرار بطباعة المزيد، ومن أحد آثار هذا الانتعاش الأمريكى تفوقها عسكريا على مجموع الجيوش الثمانية التالية لها، ولم يعد لها منافس على مستوى العالم، لتكون الأسئلة التى نريد من الكونجرس الأمريكى الديمقراطى طرحها على مستر ترامب وينتظر الإجابة عليها وهى ماذا لو بيع النفط باليوان الصينى (البترويوان) أو بالروبل الروسى (البتروروبل) أو بالين اليابانى (البتروين) أو بالريال السعودى (البتروريال) لنتخيل مثلا أن دول الخليج قررت بيع النفط بالريال؟ مالذى سيحدث؟ ستصبح دول العالم كلها مجبرة على شراء الريال، وسترتفع قيمة الريال عاليا ويصبح الريال الواحد يعادل أضعاف قيمته، ويؤدى ذلك إلى قوة اقتصادية كبيرة يمكنها أن تدفع لقوة عسكرية كبيرة تقف ضد السيطرة المالية العالمية والتحكم بالشعوب، لكن مع الأسف كان الخيار بالتبرع بهذه القوة للولايات المتحدة الأمريكية مقابل ثمن بخس من حكم وحماية بالأجرة، وليعيش العربى فى بلاده بعملة تابعة خاضعة للسياسات الاقتصادية الأمريكية ويعانى من انخفاض قيمة العملة ويعيش مشاكل اقتصادية وفقر وضيق، وقد يعترض البعض على الريال لعدم جاهزيته أو وجود بعض العوائق، لكنى ذكرته هنا كمثال، فالخيارات مفتوحة، كبيع النفط بسلة عملات أو عقد اتفاقيات فردية مع بعض الدول للتبادل بعملاتها كالتى بين روسيا والصين وبين إيران دون وساطة الدولار بينها فى بعض المعاملات،
ويمكن كذلك تسعير بعض النفط بالذهب أو الفضة، وقد يكون هناك خيار أقوى، وهو تحالف دول الأوبك وغير الأوبك بقيادة روسيا لتخفيض الإنتاج المعروض دون ٤.٥ مليون برميل يومى وتحويل هذا الانخفاض من الإنتاج إلى صناعة أكثر ربحية وهى البتروكيماويات وتقليل حجم المعروض خلال الخمس سنوات المقبلة. أيضا هناك خيار لطلب الوساطة الروسية المصرية لجلوس المملكة السعوديه مع إيران والتفاوض فى المصالح التى تخدم الطرفين، أيضا هناك خيار لتحويل كل صفقات السلاح إلى روسيا وبالتالى سوف تفقد مصانع السلاح الأمريكية ٥٠ ٪ من حجم التشغيل السنوى، وأكثر من ذلك كله وهو خيار الأقوياء للملكة العربية السعودية بالتركيز مع مصر فى بناء السوق العربية الاقتصادية غير النفطيةالمشتركة، وأيضا القوة العسكرية العربية المشتركة التى تحكمها قوانين وقواعد القومية العربية، ومظلة الجامعه العربية، إن أطروحات وخيارات المملكة وحليفتها القوية مصر شعبا ورئيسا والتى جعلت خيار أمنهم وهو أمن المملكة السعودية، وهكذا خيارات المملكة كثيرة والحفاظ على أمن وسلامة المملكة وأهلها خط أحمر لكل مصرى وكل مسلم فى العالم.
وإلى تكمله قادمة