أمريكا تشن حربا على المؤسسات الإعلامية.. هل ينجح ترامب في تحقيق «الانضباط الإعلامي»؟
الخميس، 29 نوفمبر 2018 12:00 م
«أمر ما ينبغى أن يحدث.. من بينها إطلاق وكالة عالمية من شأنها أن تظهر للعالم أننا حقا عظماء»، هكذا قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى تغريدة له، فى إشارة إلى رغبة الإدارة الأمريكية فى تأسيس وكالة إعلامية حكومية، وهو ما يمثل سابقة فى تاريخ الإعلام الأمريكى، وذلك فى إطار الصراع الدائر بين البيت الأبيض وقنوات الإعلام الأمريكى.
الاقتراح الذى قدمه الرئيس الأمريكى يعكس أولويته فى تغيير مسار الإعلام الأمريكى فى المرحلة المقبلة، بعد انتهاء انتخابات التجديد النصفى، والذى تمكن خلالها الحزب الجمهورى من الاحتفاظ بأغلبيته فى مجلس الشيوخ وكذلك حكام الولايات، بينما لم يتمكن من فعل الشئ نفسه فى مجلس النواب، والذى نجح الديمقراطيون فى اقتناص أغلبية مقاعده لتحقيق قدر من التوازن على الساحة السياسية الأمريكية.
ويمثل الدور الذى لعبه الإعلام الأمريكى فى مناهضة الرئيس ترامب، منذ ما قبل انتخابه، أحد أهم الأسباب الرئيسية وراء العداء المعلن بين الجانبين، خاصة وأن الغالبية العظمى من المنابر الإعلامية الأمريكية لم تلتزم الموضوعية خلال انتخابات الرئاسة الأخيرة، والتى أجريت قبل عامين، فتبنت مواقف تبدو منحازة انحيازا صارخا لمنافسته الديمقراطية آنذاك هيلارى كلينتون، واستمرت الحملات المناهضة له بعد نجاحه فى الوصول إلى البيت الأبيض، إلى الحد الذى وصل إلى اتهامه بالعمالة لصالح روسيا، وهو ما يمثل سابقة جديدة أن يتهم رئيس أمريكى بمثل هذه الاتهامات فى صفحات الجرائد أو على قنوات الإعلام فى الولايات المتحدة.
دعوة ترامب لوسائل الإعلام الأمريكية بـ"الانضباط السريع" حملت اتهاما صريحا بالمسئولية عن الفوضى التى شهدها المجتمع الأمريكى، إلا أنها فى الوقت نفسه ربما أعطت انطباعا واضحا أن الرئيس الأمريكى يحمل فى جعبته خططا لتحقيق هذا الهدف، خاصة إذا ما استمرت وسائل الإعلام فى شن حملاتها التى يراها سببا رئيسيا فى حالة الاستقطاب التى تشهدها الولايات المتحدة، والتى ربما تمثل تهديدا صريحا فى ظل الحوادث الأخيرة.
ولعل حديث ترامب عن أهمية الخطوة التى أعلن عنها، باعتبارها تساهم فى إظهار صورة أمريكا "العظيمة"، يمثل استدعاء للشعار الانتخابى الذى تبناه إبان حملته الانتخابية فى عام 2016، فى محاولة لدغدغة مشاعر أصحاب النزعة القومية فى الداخل الأمريكى، إلا أنه فى الوقت نفسه يحمل إشارة إلى الدور الذى لعبته المؤسسات الإعلامية فى الولايات المتحدة فى تشويه صورة الولايات المتحدة أمام العالم، وبالتالى المساهمة فى تقليص نفوذها على المستوى الدولى.