بعد 4 أعوام على إنشائه.. مجمع الخدمات الزراعية يسكنه الأشباح (صور)

عددا من المشروعات التي أطلقتها بعض الوزارات والمحافظات تتوقف لأسباب تتعلق بالتمويل، أو نقص الإمكانيات، أو ورود خطأ بالدراسات المعدة لتنفيذها، منها مايكون قد تم البدء فعليا في تنفيذه وتوقف أثناء العمل، ومنها مالم يشهد أي إجراءات من الأساس، وبعضها في المراحل الأخيرة قبيل افتتاحه، وهناك مشروعات أخرى أفتتحت ولكن لم تنفذ الهدف الموضوع لها وأصبحت مجرد مكاتب خاوية، وإجراءاتها مجرد «حبر على ورق».

واحدة من تلك المشروعات هو «مجمع الخدمات الزراعية»، الذي أطلقته وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي قبل 4 أعوام بهدف خدمة المزارعين والمستثمرين، خاصة في الأراضي التى تكثر بهام مزارع الخضراوات والفاكهة بـ5 محافظات، من خلال عمل نموذج إنشاء يعمم بعد ذلك على كافة محافظات الجمهورية.

وكان مجمع الخدمات الزراعية بسوق الصالحية الدولي، هو نقطة الانطلاق في تفنيذ  تلك الفكرة، وتم تخصيص منافذ لها لتقديم كل ماهو جديد فى الزراعة وتوفير مستلزمات الإنتاج بالأسعار المدعوم والقضاء على تجارة السوق السوداء وغش المبيدات، إلا أن وزارة الزراعة أوقفت المشروع ولم يخرج إلى النور دون الإعلان عن الأسباب الحقيقية، ويهدف إلى تقديم خدمة  للتعرف على أحدث التقنيات فى الزراعية وزيادة الإنتاج وأصناف التقاوى والإجراءات المتخذة فى تصدير المنتجات إلى دول العالم وبيع المستلزمات الزراعية، و تقديم خدمات الحجر الزراعى المختلفة، وتحليل متبقيات المبيدات لمحاصيل الخضر والفاكهة، وكذلك الخدمات الفنية والإدارية الخاصة بمحاصيل البساتين، والمحاصيل الزراعية المختلفة، و توافر كافة المعلومات والبيانات اللازمة للعاملين والمتعاملين من مزارعين ومستثمرين، والتى سيقدمها قطاعا الشئون الاقتصادية والخدمات، وتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعى المعتمد والموصى به داخل المجمع.

المجمع تم افتتاحه وعقد بروتوكول تعاون بين الوزارة، والمجموعة العربية  للتنمية والاستثمار العقارى المالكة لسوق الصالحية لتقديم الخدمات للمزارعين عام 2014، إلا أنه لم يتم حتى الآن افتتاح المجمع الخدمي الذي يخدم 5 محافظات وهي «الشرقية، والسويس، والإسماعيلية، ودمياط، وشمال سيناء»، وذلك على الرغم من تخصيص المنافذ الخدمية العام الماضي، حسبما أوضح اللواء أحمد منتصر، مدير عام المجموعة.

وعلى جانب آخر أكد الدكتور محمد عبد التواب، نائب وزير الزراعة لشئون استصلاح الأراضي السابق، أنه لم يتم معرفة الأسباب الرئيسية وراء تعطيل مشروع سوق الصالحية الجديد على الرغم من كونه مشروعا قوميا، على الر غم من اتخاذ جميع الإجراءات من قبل وزارة الزراعة لافتتاحه وتخصيص  العديد من المنافذ  لخدمة مزراعي الـ5 محافظات الكبرى في إنتاج الخضر والفاكهة، بالإضافة الى أنه يقدم خدمة متكاملة للمزارعين، ويوفر نحو 3 آلاف فرصة عمل للشباب مباشرة وغير مباشرة.

وقال إن المشروع كان يستهدف النهوض بالقطاع الزراعي، وتقديم جميع التوصيات العلمية والفنية لكل العمليات الزراعية للمحاصيل المختلفة، خاصة فيما يتعلق بمعاملات ما بعد الحصاد كالتخزين والتعبئة، فضلاً عن تقديم كل مستلزمات الإنتاج من خلال قطاعاتها وهيئاتها المختلفة، وخصصت له وزارة الزراعة منافذ الخدمات لخدمة مزراعي الخضراوات والفاكهة وتجهيز المنافذ، وشمل  المجمع الخدمي «منفذ للإدارة المركزية للبساتين والحاصلات الزراعية، ومكافحة الآفات الزراعية، وجهاز تحسين الأراضى، والمعمل المركزى لتحليل المبيدات والعناصر الثقيلية، ولجنة المبيدات، والثقافة الزراعية، والحجر الزراعى،  ومعمل تحليل   التربة ، بالإضافة إلى الأنشطة التى تقوم بها وزارة الزراعة، ولجنة التقاوى، منفذ لبيع مستلزمات الإنتاج».

يذكر أن الخدمات التي كان يقدمها مجمع الخدمات بسوق الصالحية والذى خصص له دورين لكافة أنشطة وزارة الزراعة، تقديم خدمة المزارعين ومساعدتهم على تحليل منتجات الخضر والفاكهة المصدرة من قبل المركزى لمتبقيات المبيدات لمعرفة نسبة المتبقيات، وعمل مركز متميز لبيع المبيدات تحت إشراف مكافحة الآفات بشرق الدلتا للقضاء على غش المبيدات  ومواجهة مافيا  التجارة الغير مشروعة للمبيدات ، ومركز خدمات للإدارة المركزية للحجر الزراعي تقوم بمعاونة المزارعين فى حالة التصدير واحتياجات السوق العالمية من منتجات الخضر والفاكهة.

وفيما يتعلق بمركز الخدمات الزراعية، فشمل مركز جهاز تحسين الأراضى لتحليل التربة وجودة خواصها، وإدارة البساتين لتقوم بعمل ندوات إرشادية توعية بمخاطر التقلبات الجوية على الزراعات، ومنفذ بيع للتقاوى الزراعية لحصول المزارع على تقاوى وبذور معتمدة من الوزارة، ومركز للثقافة الزراعية لتوزيع النشرات الزراعية التى تحتوى على كافة الإرشادات وأصناف التقاوى وأساليب والمكافحة الجيدة.

 وكانت اللجان  المشكلة  من عدة قطاعات بوزارة الزراعة  بدأت عملها  العام الماضى  باختيار مركز نموذجى للمبيدات، ووحدات لتوفير مستلزمات الإنتاج، خاصة أن هذه المنطقة يوجد بها العديد من المزارع المعتمدة لتصدير منتجات الخضر والفاكهة، على أن  تقوم الوزارة  توفر الوزارة لهم الأسمدة والمبيدات والمخصبات الحيوية، كما توفر مركز الإرشاد الزراعي الذى يضم نخبة من الباحثين من الأمراض والآفات.