مسرح الافيهات يكسب.. لماذا بدأ المسرح الوثائقي في الاختفاء من المشهد؟

الأربعاء، 28 نوفمبر 2018 09:00 ص
مسرح الافيهات يكسب.. لماذا بدأ المسرح الوثائقي في الاختفاء من المشهد؟
المسرح الوثائقى
محمود السماك

في عام (1964)، ألف الكاتب المسرحي الألماني «بيتر فايس»، كتابا يتضمن أسلوبًا مسرحيًا جديدًا، أطلق عليه «المسرح التسجيلي- أو الوثائقي»، وتناول «الكتاب»، المواد التوثيقية والحقائق ذات الغرض التعليمي؛ لتوصيل الوقائع بدقة، مع لجوء الكتاب قدر الإمكان إلى اختصار الحوار عند سرد الأخبار والوقائع التاريخية أو الاقتصادية أو السياسية، أو المعلومات المتعلقة بمتغيرات الوضع الراهن والماضي، التي تعرض بصورة فنية لتوثيقها ورصد تفاصيلها. 
 
واشترط كتاب المؤلف الألماني، على عدة عوامل يجب أن تتوفر في سارد النص- المؤلف- وهي أن يتحلى كاتب المسرح الوثائقي بجانب من الحرية في التعامل مع هذه الأخبار والوقائع، أي لن يحاسب على الدقة التاريخية؛ لكونه كاتبًا مسرحيًا، وليس مؤرخًا.
 
ولا يقتصر دور المسرح الوثائقي على طرح الحقائق فحسب، بل يهتم بتفسير وتوضيح أدق التفاصيل فيها؛ حتى لا تقوم الأحداث على مجموعة من الوثائق الغامضة التي تؤدى إلى فقدان حالة التواصل بين المتفرج وهذا المسرح، وهذا ما أكده «بيتر فايس» عندما أقرَّ بأنَّ المسرح الوثائقي يقدم البديل الذي يؤكد أنه مهما كانت درجة تعقيد الحقيقة فإنه يمكن دائمًا تفسير تفاصيلها بوضوح.
 
وخلال السطور التالية تحلل «صوت الأمة»، دور المسرح الوثائقي، متسائلة : «هل مازال المسرح الوثائقي باقٍ ويخاطب الجماهير؟».
 
لقد شهد المسرح المصري منذ تأسيسه العديد من النجاحات، كما شهد طفرة مسرحية وشهرة عربية واسعة، إلا أنَّ في الآونة الأخيرة تعامل البعض مع المسرح بالمنطق التجاري، وأصبح المكسب وشباك التذاكر في المقام الأول، وأصبحت نصوصه تعتمد على «الاسكتشات» المضحكة، إضافة إلى ارتفاع تكلفة العروض المسرحية؛ نتيجة لارتفاع أجور النجوم والدعاية وإيجار المسارح.
 
كما أن المسرح الوثائقي المصري، له دور بارز في طرح القضايا الفكرية والتاريخية والاجتماعية، التي تمثل الواقع، وتعكس كل ما يحصل به بصورة واضحة، كما أنه يساعد في حل الكثير من المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع؛ لأنه يكشف الغطاء عنها ويقدم للناس بعض الحلول؛ لتزيد نسبة الوعي لدى المجتمع لما يدور فيه من أمور مختلفة وبصورة موضوعية وجادة.
 
كما أن «المسرح الوثائقي» عُني برصد وتوثيق الأحداث بدقة عالية وبشكل مركز قياسًا إلى المساحة الزمنية التي يشغلها أثناء العرض، فمن الممكن اختزال الزمن الحقيقي إلى ما يمكن تسميته بالزمن المسرحي، ويصل ذلك إلى حد اختزال مئات السنين الزمنية ببضع دقائق مسرحية. وبناءً على كل ذلك فإن المسرح الوثائقي يقدم لنا فن وعلم وثقافة.
 
ولكن الفترة الحالية، يبدو وأن المسرح الوثائقي، لم يعد لديه القدرة على جذب الجمهور كما في الماضي، وهو ما تسبب في هجره بشكل جزئي، خاصة بعد أن بدأ الجميع ينجذب إلى مسرح الافيهات- الاسكتشات- للترويح عن أنفسهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق