البداية مع إله الحب.. الصين تدخل رسميا في أعمال صيانة الأثار المصرية
الأربعاء، 28 نوفمبر 2018 11:00 ص
خلال ساعات، تنطلق أعمال أول بعثة أثرية صينية فى تاريخ مصر لتنفيذ الحفائر والترميم بمعبد مونتو ابن موت آمون رع بالكرنك قبل فتحه للجمهور خلال الفترة المقبلة. ووتعد هذه البعثة الصينية هى الأولى من نوعها فى مصر حيث وصلت الأقصر والتقى اثنين من أعضائها وزير الآثار فى زيارته الأخيرة لمعابد الكرنك.
والمعبد المستهدف ترميمه مخصص لـ"مونتو" إله الحرب فى ثالوث طيبة وتم اكتشافه فى 1925 فى شمال مجمع آمون رع ومساحته صغيرة نسبياً وغير مفتوح للزيارات حالياً.
وقال الدكتور مصطفى الصغير، مدير عام آثار الكرنك، إن البعثة ستقوم بأعمال الحفائر العلمية والترميم والتوثيق وعمل المسح الأثرى للجدران والكتل الحجرية داخل المعبد.
وأكد مصطفى الصغير امتلاك الصينيين خبرات واسعة فى مجال الحفائر والبعثة جاءت عقب الزيارات المتكررة للرئيس الصينى ونائبه والوفود الرسمية لمصر، وعمل أول بعثة صينية يأتى عقب توقيع مذكرة التفاهم بين وزارة الآثار والمعهد الصينى لتنسيق العمل المتعلق فى أكتوبر الماضى والتى استهدفت:
- حفظ الآثار والمشاريع البحثية وبناء القدرات وتبادل المعارض المؤقتة، والبعثات الأثرية.
- دعم الأنشطة الثقافية والتعليمية والأثرية لرفع الوعى بالتراث الثقافى المصرى والصينى وحمايتهما والحفاظ عليهما.
- التشجيع على تجديد وتشكيل البعثات المناسبة للبحوث والحماية والتقييم والنشر وغير ذلك من فرص التعاون فى مجال حماية التراث الثقافى.
وفى السياق أوضح الطيب غريب كبير مفتشى معابد الكرنك، أن "مونتو" كان إله الحرب عند الفراعنة ويرمز له بالصقر
حيث يعتبر "مونتو " الحامى لمنطقة طيبة، وعدد كبير من ملوك الأسرة الـ11، وشيدت له عدة معابد بأرمنت والطود والكرنك والمدامود ومعبد "مونتو" بالكرنك عبارة عن مقصورة بناها الملك تحتمس الثالث ويقع بالقرب من معبد بتاح، وهو عبارة عن هيكل متهدم يحيط به سور، وتلك المقصورة ترتفع على جدار مكسو بصفائح مربعة وبه بقايا نقوش مميزة على الحوائط.
وأضاف غريب أن معابد الكرنك مملكة تاريخية كبرى تضم عددًا كبيرًا من المعابد والمقصورات والأعمدة والمسلات من التاريخ الفرعونى القديم ما زالت قابعة منذ آلاف السنين، وتعتبر الأعظم فى تاريخ القدماء المصريين، واستمرت أعمال التشييد أكثر من 1500 عام، وسمى معبد الكرنك بهذا الاسم بعد الفتح الإسلامى لمصر، حيث كلمة "الكرنك" تعنى الحصن أو المكان الحصين، ومدخل المعبد عبارة عن "طريق الكباش" الملىء بتماثيل لحيوان كان رمزاً للقوة عند الفراعنة، والطريق الذى يتوسط التماثيل هو الطريق الرئيسى المؤدى للمعبد.
وترجع شهرة الكرنك لكونه مجموعة من المعابد بنيت بدايةً من الأسرة الـ11 فى حوالى 2134 ق.م على مساحة 63 فدانًا، عندما كانت طيبة مركزًا للديانة المصرية، وهذه المعابد المحاطة بأسوار من الطوب اللبن ترتبط ببعضها بممرات تحرسها تماثيل لأبى الهول على صفين، ومعبد آمون مساحته 140 مترًا مربعًا، مزود بقاعة ضخمة لها سقف محمول على 122 عمودًا بارتفاع يزيد عن 21 مترًا ومصطفة فى 9 صفوف، بخلاف النقوش البارزة على الأعمدة والبوابات العملاقة والمسلات.