فشل وخيبة أمل.. هل يذهب أمير قطر إلى تركيا لإفتعال أزمة جديدة؟
الأحد، 25 نوفمبر 2018 05:00 م
في الوقت الذي يجتمع فيه الأشقاء على قلب رجل واحد في المنطقة العربية لحمايتها والتصدي لما تواجهه من أخطار وهجمات إرهابية سواء على أرض الواقع أو فكريًا ومن خلال إستغلال وسائل الإعلام المختلفة بشقيها التقليدي والبديل؛ تعلن قطر الحمدين بسياستها وترحكان مسؤوليها أن تصطف إلى جانب كل من يُعادي أمن وإستقرار المنطقة حتى وإن كان على حساب أشقاءها في دول مجلس التعاون الخليجي.
لعل أزمة حادث مقتل الإعلامي والمواطن السعودي، جمال خاشقجي التي حدثت لدى القنصلية السعودية في مطلع أكتوبر الماي لخير دليل على سياسات قطر المعادية للمملكة العربية السعدية والهادفة لضرب استقرارها من خلال تشويه صورتها أمام المجتمع الدولي، وذلك بالتتعاون مع النظامين الإيراني والتركي الذي أصبح مهمة أذرعه الإعلامية الترويج لأخبار غير مستندة على حقائق للنيلّ من المملكة العربية السعودية وقادتها وبالأخص ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
زيارات أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى تركيا متكررة منذ سنوات، فيما زادت وتيرتها على مدار الأشهر القليلة الماضية، حتى أصبح الأمر محلّ سخرية بعض من المتابعين في إشارة إلى أن الوقت الذي يقضيه في تركيا أصبح أكثر من نظيره في الدوحة، وكأنها بلده التي يستقر بها ويدعمها بأموال بلاده بدلًا من الشعب القطري. وأعلنت بعض من وسائل الإعلام التركية اليوم الأحد عن استقبال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان لتميم غدًا الأثنين في إسطنبول، والذي من المقرر أن يشارك في الاجتماع الرابع للجنة الاستراتيجية التركية القطرية العليا. ونشرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية، قنا أن ذلك الاجتماع من المقرر أن يتناول بحث العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في عدة مجالات. والجدير بالذكر أن تلك الزيارة تأتي قبيل أيام قليلة من قمة العشرين التي من المقرر أن يحضرها «أردوغان» في الأرجنتين في نهاية نوفمبر الجاري.
في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» أشار المحلل السياسي السعودي والباحث في العلاقات الدولية، سامي بشير المرشد أن زيارات تميم إلى تركيا بالفعل متكررة بشكل ملحوظ، بينما توقيت هذه الزيارة ربما يأتي إلى جانب المعُلن عنه للتباحث مع تركيا حول كيفية مواجهة الخيبة والفشل التي نالها الطرفين من افتعال الضجة الإعلامية التي شهدناها عن حادث مقتل المواطن والإعلامي السعودي جمال خاشقجي، أو لعلهما يبحثان كيفية افتعال أ اختلاق أزمة جديدة أو سبب آخر لمهاجة السعودية، على حد تعبيره.
سامي بشير المرشد
وقال: «بغض النظر هم أصروا على شنّ حملة شعواء كلفتهم جهدًا كبيرًا ووقتًا ثمينًا وأموالًا طائلة من خزينة الشعب القطري في الدوحة، وربما هناك الآن استجلاء ماذا تنوي تركيا فعله بعد خيبة الأمل هذه وإتضاح أنهم لا يستطيعون تخريب العلاقات مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية بالذات»، لافتًا إلى أن السعودية وبدعم من أشقاءها في المنطقة وعدد من الدول الإسلامية حول العالم وحلفاءها من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية إفشال تلك المخططات.
وأضاف «المرشد» أن «لقاءات تميم وأردوغان حليفه أصبح منطقي جدًا الآن حيث المشاكل والمعوقات التي تواجهما حيث تشديد العقوبات الأمريكية على إيران في حين أنهما يتعاونان معها، فكيف يمكن أن يحافظا على العلاقات مع أمريكا في الوقت الذي يدعمون فيه النظام الإيراني»، إضافة إلى «المشاكل التي تواجه قطر وتركيا حيث عدم رضاء الغرب عن السياسات التي تتعامل بها تركيا مع شعبها حيث قمع السجناء والصحفيين، وبالنسبة لقطر عزلتها عن جيرانها ومحيطها العربي بسبب ممارساتها ودعمها للإرهاب». وتابع «أرى أن المرء ربما لا يستطيع أن يفكر ماذا يريد أمير قطر من تركيا غير ذلك في ضوء هذه التطورات».