الرهان على المشروعات الصغيرة.. قصص التحول من الوظائف إلى أصحاب عمل
الأحد، 25 نوفمبر 2018 01:15 م
تبقي المشروعات الصغيرة والمتوسطة هي الرهان الأكبر لتحقيق نقلة نوعية لمعدلات النمو المستهدفة للاقتصاد المصري، أسوة بما شهدته الدول الأخرى المتقدمة على هذا الصعيد، وفي هذا الإطار أخذ جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة على عاتقه أن يلعب دور الداعم الرئيسي لتحقيق نقلة نوعية على صعيد المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وذلك عن طريق 31 مكتبًا إقليميًا موزعا على كافة محافظات الجمهورية.
ولم تقتصر تجربة جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة على تقديم التمويل، بل إن مكاتب الجهاز ملحق بها مجمعات خدمات تعمل بنظام الشباك الواحد، وتتيح للمتقدمين سرعة الحصول على القروض وإنهاء الأوراق المطلوبة والحصول على خدمات استخراج التراخيص والسجل التجاري والبطاقة الضريبية.
قصص نجاح كبيرة تعرضها "صوت الأمة" قامت بمساعدة جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، عن طريق تقديم الدعم المالي وغير المالي الكفيل بتحقيق نجاح لمشروعات جديدة.
مجدى عبد الغنى عجم 45 عاما، قرر التحول من عامل بمصنع للكرتون هو وشقيقه عادل بالمنطقة الصناعية بقويسنا كمشرفين ورديات، إلي خوض تجربة الحصول على قرض مشروع جهاز تنمية المشروعات، لتنفيذ فكرة إنشاء مصنع للكرتون بالقرية لتوفير فرص عمل للشباب وبناء مستقبل لهم، وذلك بالاعتماد على الخبرة التي اكتسبوها في هذا المجال
واجه الأخوين صعوبة في الحصول على تكلفة عمل دراسة جدوى المشروع والتي تبين أنها تكلف نحو 350 ألف جنيه، وعندها توجها للحصول على قرضًا من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة بفائدة 5%، بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وتم إنهاء الأوراق خلال 15 يومًا من التقديم، وعقب ذلك تم استلام القرض وتم البدء في إنشاء المصنع.
ورغم أن المشروع بدأ برأس مال في عام 2013 بلغ 350 ألف جنيه وصل حاليا إلي 3 ملايين جنيه الآن، وساهم المصنع في بداية المشروع في تشغيل 25 عاملاً وعاملة وبعد تكبير المشروع وصلت الأيدى العاملة إلى 50 عاملاً وعاملة يعملون بنظام الثلاث ورديات، ويتقاضون مرتبات تبدأ من 1500 جنيه وحتى 1800 جنيه للعامل والعاملة.
سعت رانيا المهدى، حاصلة على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنحليزية، إلي استغلال خبرتها السابقة وعمل مشروع تعبئة الزيوت فى مدينة الغردقة، لتوريد الزيوت للفنادق السياحية والفريد من نوعه فى منطقة البحر الأحمر.
وفي عام 2009 اشترت أرض المصنع، وبدأت فى تجهيزه من مالها الخاص، وتقدمت لجهاز المشروعات الصغيرة، وحصلت على قرض بقيمة 700 ألف جنيه، وقامت بشراء ماكينات التعبئة الخاصة بالزيوت.
وقالت رانيا المهدى، صاحبة مصنع لتعبئة الزيوت بمدينة الغردقة، إنها كانت تعمل فى إحدى الشركات المتخصصة فى مجال الزيوت ولديها خبرة فى ذلك المجال، وعند زيارتها المتعددة لمدينة الغردقة لرحلات سياحية طرقت فى بالها إنشاء مصنع لتعبئة الزيوت فى مدينة الغردقة وتوريدها للفنادق السياحية، وخاصة لعدم وجود تلك النوعية من المصانع.
وأكدت رانيا المهدي أن جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة لعب دورا كبيرا في بداية العمل بإعفاء ضريبي لمدة 5 سنوات، مؤكدًا أن تلك الخطوة كانت هامة جدًا بكونها بدأت العمل فى ظروف صعبة، حيث إنها بدأت أول يوم عمل فى المصنع يوم 20 من يناير 2011 قبل الثورة بـ5 أيام.
خالد إمام بدأ حياته من مشرف إنتاج بمصنع ملابس جاهزة لصاحب عمل.. ويوجه نصيحة للشباب: لا تضيعوا عمركم بانتظار فرص العمل.. ويؤكد: قرض الجهاز فائدته قليلة
قصة نجاح أخري يرويها خالد محمد إمام، من محافظة المنوفية 45 عامًا، قرر أيضا استغلال خبرته العملية في صناعة الملابس في إنشاء مشروعه الخاص، بعد أكثر من 7 سنوات قضاها في هذا المجال بمصانع مختلفة، وتعلم كيفية إنشاء مصنع ملابس صغير، ولم يمر طويلاً، حتى أتت إلى فكرة فتح مصنع ملابس صغير ولم يكن يمتلك سوى 20 ألف جنيه فقط.
ابن محافظة المنوفية وجد ضالته عندما توجه إلى جهاز تنمية المشروعات، وساعدوه للحصول على قرض بمبلغ 62 ألف جنيه فى البداية، وانشأ مصنع صغير بمدينة شبين الكوم مكون من 10 ماكينات خياطة عادية، وبعد مرور 5 سنوات سدد القرض بالفائدة البسيطة وهى 5%.
بعد 5 سنوات من مشروعه الصغير أصبح من صناع الملابس بالمحافظة ووصل إلى مرحلة تصدير منتجاته إلى دول عربية وأوروبية، وهو ما ساهم فى نمو رأس المالى، وساعده ذلك في تحديث الماكينات القديمة وشراء أخرى لخدمة العمل وإرضاء العميل.
وأكد إمام، إن مشروع جهاز تنمية المشروعات له فضل كبير فى نجاح المشروع، من خلال تيسير طرق السداد في القرض بداية من 500 جنيه حتى وصل لـ2500 جنيه حتى تمام سداده بالكامل، ووصل رأس المال من 62 ألف جنيه لـ200 ألف جنيه هذا العام دون مكاسبه.
من جانبها أكدت نيفين جامع الرئيس التنفيذى لجهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أن الجهاز ضخ تمويلات لقرابة 160 ألف مشروع خلال النصف الأول من 2018 وفرت قرابة 305 آلاف فرصة عمل، وقدرت جامع حجم التمويلات المقدمة للمشروعات متناهية الصغر بـ 2 مليار جنيه خلال الفترة من يناير إلى نهاية يوليو 2018 سواء من خلال الجمعيات التى يتعامل معها الجهاز أو من خلال الإقراض والتمويل المباشر.
واعتبرت جامع، أن الدولة أنشأت هذا الجهاز بهدف خدمة الشباب وأصحاب المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، مشيرًا إلى أن المشروعات الصغيرة لها أثر ملحوظ على المجتمع والاقتصاد، وأن العاملين بالجهاز مدربون معتمدون بالجهاز حاصلين على برامج من خلال منظمة العمل الدولية، ونحن نبدأ مع الشباب بالأفكار وبعض البرامج التدريبية التى تساعدهم فى نجاح المشروع.