قطرة العين وأدوية الحساسية.. احذر بدائل مدمني «الترامادول» في مصر
السبت، 24 نوفمبر 2018 09:00 م
إذا حاولت أن تبحث عن الأسباب الرئيسية لاستخدام عقار الترامادول، ستجد أنه عقار مسكن للألم، ومركز له مفعول مقارب «للكوكايين»، ويستعمل غالبا لتسكين ألم مرضى السرطان، والإفراط فى هذا العقار كفيل أن يسبب لك «انهيارا عصبيا مصحوبا بتقلصات عضلية كبيرة تشبه حالات الصرع»، وبين ليلة وضحاها أصبح «الترامادول»، مصدرا رئيسيا لشباب مصر عامة، وأهالى المنيا خاصة كـ«عقار مخدر»، ولم يكن أمام وزارة الصحة سوى إدراجه ضمن المواد المخدرة الممنوع تناولها وتداولها إلا من خلال روشتة طبية.
فى الآونة الأخيرة، حاولت الأجهزة الأمنية تضييق الخناق على مروجى ومتعاطى العقاقير المخدرة من ضمنها «الترامادول»، حتى وصل سعر شريط الترامادول من 250 إلى 600 جنيه بمعدل 60 جنيها لقرص الترامادول، الأمر الذى أوجب متعاطى ذلك العقار إلى استخدام أساليب وطرق أخرى لتعوضهم عن ارتفاع سعره.. فى ذلك التحقيق نسطر طرق وأساليب متعاطى العقاقير الدوائية المخدرة كـ«بديل عن الترامادول».
فى البداية يقول الدكتور محيى الدين عبيد، نقيب الصيادلة، إن متعاطى العقاقير المخدرة لجأوا إلى استخدام المهدئات المعالجة للقلق والتوتر، مؤكدا أن التناول الدائم واستخدام جميع أنواع الأقراص العلاجية أو أدوية الحساسية، والتى ينتج عن تناولها بكثرة حالة من الهزال والتوهان، ولفت «محيى الدين»، إلى أن الأدوية ليس ليها علاقة بالإدمان، ولكن الاستخدام الخطأ يسبب الإدمان، موضحا أنها مشكلة تخص المدمنين وليس الصيادلة أو الوزارة.
على جانب آخر قال الدكتور ربيع دندراوى، عضو نقابة الصيادلة، إن تعاطى أدوية الأعصاب وقطرة العين وأدوية الحساسية والصداع، كل هذا يؤدى إلى حالة من التخدير والتغييب عن الواقع، ويحرص على اقتنائها مدمن الترامادول كبدائل، الأمر الذى يسفر عن نوبة من التوهان، وكل هذا يؤثر سلبا على الدورة الدموية وعلى الصحة العامة للجسم الإنسان.
واستكمل «دندراوى»، حديثه قائلا: العديد من الأدوية مشترك فيها مادة «برى جابلين» وهى مادة تم إدراجها فى بعض الدول مثل السعودية، والعديد من الدول أكدت على منعها إلا مصر، وتعتبر مادة مخدرة وأصبح الطلب كثيرا عليها فى أقراص مثل «ليرولين ليريكا» وأكثر من 77 نوعا مشتركا فيها مادة البرى جابلين، لافتا إلى أن مثل هذه الأدوية أصبحت فى متناول الكثير من مدمنى الترامادول وأرخص سعر للشريط يبدأ من 20 جنيها، مطالبًا الوزارة بإدراج تلك المواد وإدخالها جدول ثانى للحد من تناولها.
وفى سياق متصل، قال الدكتور مجدى محمد أبو العلا، طبيب متخصص فى علاج الإدمان إنه يجب أن يكون العلاج من الترامادول تحت إشراف طبيب متخصص فى علاج الإدمان لأن أعراض الانسحاب خطيرة وقاتلة، ويتبع ذلك مرحلة مكثفة من التأهيل النفسى والجسدى والسلوكى لضمان عدم العودة للتعاطى من جديد، حيث الهدف هو الاستمرارية فى التعافى دون الرجوع إليه وليس الإقلاع فقط.
فيما رأى عبدالعزيز محمد، دكتور علم النفس والاجتماع، أن الأسرة المصرية عليها الدور الأساسى فى البحث عن طرق نصح وتوعية هادفة، ولا بد أن يكون الشخص حريصا على تناول الحبوب والعقاقير بانتظام وهى مسألة تعود، مشددا على ضرورة انتشار حملات التوعية داخل الجامعات لمعرفة مدى خطورة المواد المخدرة وأن يكون لوسائل الإعلام المصرى دور قوى فى طريقة الإرشاد الصحيح.