يواصل الديكتاتور التركي رجب طيب أردوغان انتهاكاته ضد جيش بلاده، حيث اعتقل جهاز الشرطة التركي مؤخرا عشرات الجنود من قيادة القوات البرية، بتهم تورطهم في انقلاب 2016 والانتماء لحركة عبدالله جولن.
واعتقلت قوات الشرطة التركية 41 متهما من بين 44 صدرت بحقهم قرارات اعتقال بتهمة الانضمام إلى «حركة الخدمة» التى يتزعمها المعارض التركى الشهير فتح الله جولن، والتي يعتبرها النظام التركى تنظيما سريا، ويتهمها بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة، وهو الأمر الذي نفته الحركة أكثر من مرة، وتطالب دائما بتحقيق دولي.
كلان أخرها حين أصدرت محكمة تركية أحكاما بالسجن مدى الحياة على 74 شخصا من بينهم جنود في الجيش لم تكشف سلطات إردوغان هويتهم ولا عددهم، بدعوى المشاركة في مسرحية الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016 والعمل على تعطيل النظام الدستوري.
يواصل إردوغان حملته لإهانة الجيش بدعوى تنقيته من "المدسوسين"، وأمر بمداهمة أكثر من 25 إقليما الاثنين الماضي عقب صدور مذكرات اعتقال بحق 89 شخصا بينهم 50 جنديا، وذكرت وكالة الأناضول أن الادعاء أمر بالقبض على 50 جنديا في إقليم تكيرداغ شمال غربي البلاد.
عادت اعتقالات الفجر من جديد إلى المشهد التركي الجمعة الماضي، عندما داهمت الشرطة منزل الناشط يغيت أكساك أوغلو واعتقلته مع 12 آخرين من الأكاديميين والنشطاء المتهمين بالتحريض على احتجاجات حاشدة للإطاحة بالحكومة.
واتهمت السلطات التركية أكساك أوغلو بالعمل مع رجل الأعمال المعتقل والمحامي الحقوقي عثمان كافالا لإحياء الاحتجاجات الحاشدة ضد إردوغان التي شهدها منتزه غيزي في إسطنبول منتصف عام 2013.
وذكرت وسائل إعلام محلية الجمعة الماضي أن ممثلي الادعاء أمروا باعتقال 188 شخصًا بينهم 100 من أفراد سلاح الجو السابقين بدعوى اتصالهم برجل الدين المعارض فتح الله غولن الذي يتهمه رجب بتدبير مسرحية الانقلاب.
تتهم دول الاتحاد الأوروبي إردوغان باستهداف المعارضة التركية بادعاء تورطها في مسرحية الانقلاب، وذكرت وكالة رويترز أن التيار المعارض لعضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي يتزايد بفضل الحملة الشرسة على منتقدي رجب.
بلع عدد السجناء والمعتقلين في سجون تركيا 260 ألف شخص، وأقيمت 289 دعوى قضائية ضد متهمين بالمشاركة في مسرحية الانقلاب، حسب وزير العدل التركي عبدالحميد غول، فيما ارتفع عدد السجون التركية إلى 384 سجنا في نوفمبر 2017.
كانت وسائل إعلام تركية، قالت إنه بتنسيق من نيابة مدينة «ديار بكر» تواصل فرق مكافحة التهريب والجريمة المنظمة بمديرية أمن المدينة تحقيقاتها المتعلقة بكشف التنظيم السري المزعوم في قيادة القوات البرية، والتوصل للمحادثات المتعاقبة المزعومة التي أجريت من هواتف عمومية بأعضاء في حركة الخدمة.
وفي إطار التحقيقات تم اعتقال 41 متهما من بين 44 صدر بحقهم قرارات اعتقال، ومن بينهم 38 جنديا في الخدمة، وجنديين تم فصلهم، وجنديين متقاعدين، وجندي قُطعت صلته بالمدرسة العسكرية، وجندي آخر استقال من المؤسسة، كما تتواصل الحملات الأمنية للقبض على الثلاثة الفارين الآخرين.
في وقت آخر، دعت منظمة العفو الدولية «أمنيستي» الجمعة الماضي، إلى وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها الديكتاتور ضد معارضيه والمدافعين عن حقوق الإنسان باسم «الأمن القومي».
وقالت المنظمة الدولية إنه لا يجب السماح لحكومة الرئيس أردوغان بمواصلة تقويض حقوق الإنسان في ظل الحملة الأمنية المتواصلة منذ محاولة انقلاب يوليو 2016.
وفي وقت سابق السبت، نشرت صحيفة «زمان» التركية، خبر نقل عدد من الجنود المصابين بالتسمم إلى قسم الطوارئ بأحد مستشفيات مدينة مانيسا غرب تركيا.
وقد ظهرت أعراض التسمم الغذائي على الجنود الأتراك بثكنة العقيد محمد عارف سيحون التابعة للقيادة الأولى لتدريب كتائب الكوماندوز بمدينة ماسينا عقب تناولهم العشاء مساء أمس الجمعة.
ونُقل الجنود الأتراك الواحد والعشرين إلى المستشفى على إثر معاناتهم من صداع وأوجاع في المعدة لتلقي العلاجات اللازمة، وأعلنت إدارة الصحة في مدينة مانيسا في وقت لاحق أن الجنود تعرضوا لتسمم غذائي.
وقالت الصحيفة المعارضة، إن حالات التسمم الغذائي باتت ظاهرة منتشرة بين الجنود، ما يكشف عن تردي خدمات التغذية المقدمة للجنود، مشيرة إلى أن مراقبين يرون أن إسناد تقديم مثل هذه الخدمات إلى شركات لا تتمتع بالكفاءات المطلوبة، لكونها مقربة من حكومة حزب العدالة والتنمية سبب تكرار هذه الأزمات.