سوق التدخين في الخليج يمنى بخسائر كبيرة.. وتحذيرات من تأثيره على المراهقين
الجمعة، 23 نوفمبر 2018 10:00 ص
يشهد سوق السجائر والتدخين في الخليج العربي، خسائر كبيرة، فضلا عن الارتفاعات في الرسوم المفروضة عليه، إضافة إلى الملاحقات القانونية بحق المهربين بين دول الخليج.
وبلغت خسائر سوق التدخين في الخليج العربي، نحو 220 مليون دولار، كما ارتفعت رسومه بنسبة 100 بالمئة، علما أن نسبة 21 بالمئة من المراهقين يتعاطونه، متسببا بـ 70 ألف حالة وفاة، إذ تقدر تكلفة علاج المقلعين عن التدخين 5 مليارات ريال سعودي.
بدوره، أكد الدكتور خالد العجمي، استشاري الأمراض الصدرية، على تزايد سوء الحالة الصحية لدى المدخن كل يوم، بسبب زيادة السموم التي يقوم المدخن بإدخالها إلى جسمه من خلال شربه السجائر المركبة من القطران والنيكوتين، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الضعف الجنسي مرتبط بالتدخين.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية الحكومية، عن العجمي قوله، إن 21 بالمئة من المراهقين في السعودية يتعاطون التبغ، وتبلغ تكلفة علاج المقلعين عنه 5 مليار ريال، وعدد من يموت كل عام بسبب التدخين يقارب 70 ألف شخص سنويا.
وأشاد استشاري الأمراض الصدرية، بنظام مكافحة التدخين ولائحته التنفيذية الصادرة عن دول الخليج، وفرض ضريبة انتقائية على التبغ ومشتقاته بنسبه 100 بالمئة، متابعا: «أسهم رفع الضريبة، وتطبيق نظام مكافحة التدخين في التقليل من تعاطي التبغ في المجتمع».
وتمنى العجمي، أن تشهد الفترة المقبلة زيادة إضافية في سعر الدخان في كل أنحاء العالم، ومنع التسويق له في المسلسلات والأفلام، ومعاقبة مروجي تعاطي الدخان بصرامة، مشددا على أهمية البرامج والفعاليات الثقافية والتوعوية التي تنفذها الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة للتعريف بمضار التدخين والمخدرات.
وتابع: «كذلك زيادة العيادة المتخصصة للتوقف عن التدخين، ولمساعدة الراغبين في الإقلاع عن التدخين، وللاستمرار في زيادة النتائج الإيجابية، واتساع القدرة الاستيعابية في استقبال الأعداد الكبيرة من المراجعين الراغبين في الإقلاع عن التدخين».
وتقيم السعودية تحملات توعوية ومحاضرات متخصصة ومعارض في التعليم والأماكن العامة تبين الأضرار الصحية والاجتماعية لآفة المخدرات وتأثيرها على المتعاطي وكذلك طرق الوقاية منها، يقدمها مختصون من وزارة الحرس الوطني (إدارة مكافحة المخدرات بالحرس الوطني، وكذلك إدارة التوجيه والحرس الوطني)، واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات نبراس، والجمارك السعودية والهلال الأحمر السعودي، ووزارة الصحة، ومستشفى الأمل، ومستشفيات وبرنامج توعوي وقائي لجمعية «كفى».
في غضون لك، طالب الدكتور هشام مصطفى هرموش، مؤلف كتاب «التدخين وطرق مميزة لتركه»، بضرورة الاستمرار في استكمال البرامج التثقيفية المرشدة لبيان أضرار التدخين على الفرد والمجتمع، معللا زيادة التدخين واستهلاكه بعدة عوامل من أبرزها سعر السجائر، والإعلانات والتسويق، والتصدير.
ونقلت سبوتنيك عن هرموش قوله، إن الشركات الأمريكية المصنعة للدخان دفعت على تسويق شرب الدخان في المحلات، قبل تساهل الولايات المتحدة في تشريعاتها المبينة خطورة شرب الدخان مبلغ 2 مليار دولار على الإعلان.
وأكد هرموش، أن السن الذي تبدأ عنده عادة التدخين ينخفض وهو حاليا 14.5 سنة، وأن 95 بالمئة من المدخنين بشكل منتظم بدؤوا التدخين قبل بلوغهم سن الحادية والعشرين، مشيرا إلى أن الشركات المصنعة للتبغ تعرف ذلك، وعلى هذه المعلومة تطور إعلاناتها لإغراء الأطفال والمراهقين.
وبين مؤلف كتاب «التدخين وطرق مميزة لتركه»، أن عدد المدخنين بشكل منتظم سيموتون بسبب عادتهم هذه، متابعا: «كل سيجارة تسلب المدخن 5.5 دقيقة من حياته، أي أن كل علبة تدخين تسلب المدخن 110 دقيقة من عمره»، مشيرا إلى انعكاس التدخين على الناحية الجنسية عند الذكور البالغين.
وتابع: «التدخين يؤثر على حجم قضيب الإنسان، ولا يعني هذا أن القضيب لدى جميع الذكور المدخنين أصغر منه عند غير المدخنين، وإنما التدخين ينقص فرص الإنسان في الحصول على الانتصاب الكامل للقضيب من حيث الحجم، من خلال تضرر الأوعية بسبب التدخين عن طريق تثبيط جريان الدم ما يؤثر على بعض أعضاء الجسم بطريقة سلبية، كالضرر المحدث في القلب بفعل التدخين، وأن هذا التأثير على القلب مشابه بشكل كبير على القضيب مع الأخذ بالاعتبار أن الأوعية الدموية في القضيب أصغر بكثير من الأوعية في القلب بـنسبة 50 بالمئة».
بدوره، أوضح الباحث الاقتصادي، الدكتور أحمد آل عطية، زيادة قيمة واردات التبغ للسعودية لـ13 مليار ريال خلال السنوات الأخيرة، مبينا وجود سوق سوداء في الخليج بعد رفع أسعار السجائر، وبيع غير مشروع في المناطق الحدودية، وتهريبه من دولة الكويت بإعطاء كل مسافر «كرزين» لإيصاله إلى السعودية.
ويعاقب القانون الكويتي من يضبط بتهمة تصدير الدخان المستورد بكمية كبيرة، وشهدت السوق السوداء في دول الخليج العربي بيع 700 مليون سيجارة، وبلغت الضرائب المهدورة جراء السوق السوداء لعام 2018 قرابة 220 ملايين دولار، والسعودية الأعلى نسبة في السوق السوداء بنسبة 6.6 بالمئة.
وأوضح الباحث الاقتصادي تباين كمية استهلاك السجائر في السوق السوداء، والأسواق المرخصة، متابعا: «انخفضت كمية استهلاك السجائر في الأسواق المرخصة لـ 27.5 مليار سيجارة في عام 2017، من 34 مليار سيجارة عام 2015، وارتفع الاستهلاك في السوق السوداء من 484 مليون سيجارة في عام 2016 إلى 571 مليون في عام 2017».