«شيعة» السعودية الرقم المجهول .. يمثلون 10% من السكان .. «القطيف» أهم مناطق تمركزهم .. السياحة والبترول أبرز أنشطتهم الاقتصادية ..«الجمعيات الخيرية» نقطة إلتقاء مع الرياض.. و«النمر» أشهر قادتهم

الإثنين، 04 يناير 2016 09:30 م
«شيعة» السعودية الرقم المجهول .. يمثلون 10% من السكان .. «القطيف» أهم مناطق تمركزهم .. السياحة والبترول أبرز أنشطتهم الاقتصادية ..«الجمعيات الخيرية» نقطة إلتقاء مع الرياض.. و«النمر» أشهر قادتهم
الشيعة في السعودية
سارة وحيد

اشتعلت الأزمة بين السعودية وإيران، عقب إعلان وزارة الداخلية السعودية، تنفيذ حكم الإعدام في حق 47 إرهابيًا، وأصدرت الوزارة بيانًا، أكدت فيه تنفيذ الحكم للإرهابيين بينهم "فارس الشويل" تابع لتنظيم القاعدة، والشيعي نمر النمر، واصفة الحكم بـ"القصاص"، بينما هددت طهران بإعادة العلاقات مع الرياض.

حالة إحتقان

وردّت السعودية باستدعاء السفير الإيراني لدى المملكة الإ أن العلاقات السعودية الإيرانية أتسمت منذ القدم، بالأحتقان الشديد فقد قطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران في عام 1988، وذلك بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون،أثناء أداء فريضة الحج في منى، بعد الكثير من الصدامات مع الشرطة السعودية، وعادت العلاقات إلى طبيعتها عام 1991.

وخلال هذا التقرير ترصد «صوت الأمة» تحركات الشيعة في السعودية وعددهم وأمورهم المعيشية.

نسبة تواجدهم

تبلغ نسبة الشيعة في السعودية 10 %، ويمثل عددهم أكثر من ثلاثة ملايين ونصف، وذلك وفقا للتقرير "المسألة الشيعية في المملكة العربية السعودية"، الصادر عن المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات "ICG".

نقاط التمركز

يتركز الشيعة في المملكة العربية السعودية الشيعة في المنطقة الشرقية من المملكة، الغنية بالنفط، ويشكلون أغلبية السكان في هذه المنطقة، ولاسيما في القطيف، وهي أكبر مناطقهم كما أنهم يتواجدون في القرى التابعة لها مثل سيهات، جزيرة تاروت، العوامية، الجارودية، أم الحمام، الجش.

وفي منطقة الأحساء تتمركز الشيعة في الهفوف، المبرز، القارة، المنصورة، البطالية، وفي مدينة الدّمام، وخاصة في حي العنود، إضافة لأحياء أخرى كالجلوية والعزيزية والنخيل، بالإضافة إلى مناطق الشرقية كالجبيل ورأس تنورة، والخبر والظهران، كما تعيش أقلية شيعية في مناطق أخرى، مثل المدينة المنورة، وخاصة في حي العوالي، ويطلق عليهم، "أسم النخاولة "، بجانب الشيعة الإسماعليين من أبناء قبيلة "يام" في منطقة نجران، في الجنوب، الذين تتفاوت التقديرات في عددهم.

فبينما يقدرهم تقرير المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات بنحو 100 ألف، نجد أن تقرير "الحرية الدينية في العالم" لعام 2006، والصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، يقدر عددهم بنحو 700 ألف.

أنشطة الشيعة في السعودية

أولا: الدينية

يمارس الشيعة عباداتهم وأنشطتهم الدعوية بشكل مكثف في المنطقة الشرقية وتنقسم هذه الأنشطة إلى:

1–المساجد والحسينيات

وفي مساجدهم في القطيف تسمع في النداء "أشهد أنّ عليًّا ولي الله" و"حي على خير العمل" ولهم مساجد كثيرة منها "الزهراء، عمّار بن ياسر، مسجد الإمام الحسين بصفوى، مسجد الإمام علي، القلعة، العباس، الإمام الحسن في القطيف"، ومن الحسينيات "الزهراء، الإمام المنتظر بسيهات، حسينية الناصر بسيهات أيضًا، والزائر بالقطيف، والإمام زين العابدين، والرسول الأعظم، والراشد بسيهات، العامرة في المدينة المنورة".

2–الدروس والمحاضرات

وفي مساجدهم وحسينياتهم، تكثر الدروس والمحاضرات وتوضع الإعلانات لذلك دون رقيب أو حسيب في الوقت الذي لا يسمح لجيرانهم من أهل السنة بإقامة المحاضرات إلا بإذن من الإمارة ومركز الدعوة، وهذه بعض محاضراتهم:

أهل البيت في القرآن لعلي السيد ناصر والتشيع والولاية لعبد الله الموسوي، والتقية وحدودها لمنير الخبّاز، والندوة العقائدية لحسن الخويلدي.

3–الأعياد والمآتم

وهم كغيرهم من الشيعة دائمو الاحتفال بمناسبات يلصقونها بآل بيت النبي وكثيرو الإقامة للمآتم ومن ذلك:

–أسبوع الرسول الأعظم في ذكرى ميلاده مسجد العباس بالعوامية في الفترة من 12–17 ربيع الأول 1424، وإضافة إلى المحاضرات احتوى الأسبوع على معرض كتاب وأناشيد.

–الاحتفال بالمبعث النبوي في القطيف في مسجد علي المرهون في 27 رجب 1423، وألقى المحاضرة حسن الصفّار، أحد أبرز علماء وشخصيات الشيعة في السعودية.

4–حملات وشركات الحج والعمرة

وتكثر الإعلانات عندهم عن حملات الحج والعمرة والزيارة لقبر الرسول، والعتبات المقدسة في المناسبات المختلفة، مثل الرجبية، وعطلة الربيع وأشهر الحج وغيرها.

ويرافق هذه الحملات عدد من شيوخهم للتوجيه والإرشاد ومحاولة التأثير على الحجاج، ومن حملاتهم:

–حملة الإمام زين العابدين ويشرف عليها حسني مكي الخويلدي.

–حملة علي أحمد العبد العال في الخويلدية بالقطيف ويشرف عليها حسين صالح آل صويلح.

–حملة أحمد خميس آل عطية لزيارة مسجد الرسول الأعظم والعتبات المقدسة.

5–محكمة الأوقاف والوصايا

وهي خاصة بهم ويرأسها شيعي، رغم أنها تتبع وزارة العدل. وفي حقبة سابقة وتحديدًا زمن مؤسس المملكة عبد العزيز آل سعود تم تعيين الشيخ الشيعي علي الخنيزي قاضيًا أكبر في القطيف يتقاضى أمامه جميع السكان السنة والشيعة على حد سواءة.

ثانيا: التربوية والثقافية

للشيعة في السعودية تواجد تربوي وثقافي، وحضور في مختلف المؤسسات والدوائر، وفي مناطقهم الكثير من المدارس لمختلف المراحل وهي غالبًا مكتظة بالطلاب، ويقبل الشيعة على العمل في سلك التعليم، وفي الوظائف الإدارية المرتبطة به، ففي منطقة المدينة النبوية التعليمية تعمل 300 مدرسة شيعية، أما في المنطقة الشرقية فالعدد كبير جدًا، إضافة إلى أن المدرسين الشيعة يقومون بتدريس الطلاب من أهل السنة، ويبثون فيهم بعضًا من عقائدهم وأفكارهم.

وإضافة إلى المدارس فلهم في الجامعات تواجد ملحوظ، وخاصة في جامعة الملك فيصل بالدمام والإحساء والملك فهد بالظهران، كما أن لهم ميولًا للعمل في الكليات والمعاهد التقنية والصناعية.

ويحرص الشيعة على إقامة المعارض الثقافية ومعارض الكتاب وفيها تباع الكتب المخالفة للعقيدة الإسلامية ككتاب التوحيد لابن بابويه القمي، والآيات البينات لمحمد الحسين كاشف الغطا. كما يحرصون على الكتابة في الصحف والمجلات وإنشاء النوادي الأدبية والإصدارات الثقافية.

ثالثا: الاجتماعية

يمتلك الشيعة جمعيات خيرية عديدة تلقى دعم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وبعض أفراد أهل السنة، ومن هذه الجمعيات: جمعية العمران الخيرية، وجمعية المواساة الخيرية بالقارة، وجمعية البطالية، وجميعها بالإحساء.

وتقوم هذه الجمعيات وغيرها بجهود كبيرة لمساعدة الشيعة في رعاية المرافق العامة في المنطقة كأماكن العبادة ومغاسل الموتى وإصلاح المقابر، وإقامة الدورات المختلفة في الحاسوب والطباعة والخياطة، والاهتمام بالمرضى ومساعدات الزواج وإقامة الأعراس الجماعية التي يعول عليها الشيعة لزيادة نسبتهم في السعودية.

رابعا: الاقتصادية

للشيعة نشاط اقتصادي كبير وخاصة في شرق المملكة وتواجد ملحوظ في المؤسسات النفطية وهم يمارسون مهنًا ثابتة كالزراعة والصيد والحرفة ومن تجارهم الكبار:

السيهاتي للنقل، وأبو خمسين وهو صاحب تجارة منوعة والمرهون للمزادات العلنية، كما أنهم يستحوذون على تجارة الذهب في المنطقة الشرقية، وكذلك أسواق الخضار والفواكه، والأسماك والتمور، إضافة إلى المؤسسات المتنوعة في المنطقة الشرقية وكذلك في المدينة المنورة.

خامسا: السياسية

يتولى بعض الشيعة مراكز هامة في الدولة وأيضًا كان لهم مركز معارضة في لندن وواشنطن تصدر عنه مجلة الجزيرة العربية.

وقد شكل الشيعة عصب التنظيمات والحركات السياسية السرّيّة التي شهدتها المملكة والتي كانت معروفة على الصعيد العربي مثل القوميين والبعثيين والشيوعيين والناصريينة وهذا مما يدل على التقارب الحقيقي بين كافة أبناء اليهودية العالمية "الشيعة- ابن سبأ – الشيوعية- ماركس".

أبرز شخصيات الشيعة داخل السعودية.

محمد بن ناصر النمر

ولد ببلدة العوامية في القطيف، ودرس العلوم الدينية في مدينة النجف وأقام فيها 15 عاما بلغ فيها مرتبة الاجتهاد مع أنه كان كفيف البصر منذ صغره.

اشتهر بمعرفته بالطب وعلوم الفلك والهندسة ودرس على يديه مجموعة كبيرة من العلماء بعد عودته لوطنه، وله مؤلفات عديدة وكلها مخطوطة لم تتم طباعتها.

إبان مفاوضات الملك عبد العزيز مع وجهاء القطيف، اتخذ النمر موقفا متشددا من ذلك ودعا الناس إلى عدم تسليم أسلحتهم، كما حرضهم على المقاومة المسلحة أثناء الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالمنطقة إثر مضاعفة الضرائب وبسبب ضغوط الوهابيين على الشيعة.

وتمت محاصرة قصر الإمارة وشكل المهاجمون الشيعة قيادة لهم مما دفع الإنجليز للإسراع في فرض حصار على القطيف ومنع الإبحار من موانئها. وتم حل الأزمة بعد زيارة الملك عبد العزيز للجبيل والتفاهم مع رجالات المنطقة حيث سبقه وفد رفيع المستوى إليها. توفي الشيخ النمر في 1927 ودفن في بلدته العوامية.

عبد الحميد بن الشيخ علي الخطي

ولد بالقطيف في 1910، ودرس فيها عن طريق الكتَّاب القرآن الكريم ومبادئ الحساب ومقدمات اللغة العربية والفقه ثم توجه في عام 1937 إلى النجف الأشرف ودرس فيها السطوح «الدروس الأولية»، وحضر دروس البحث الخارج «الدراسات العليا» عند كبار علماء الحوزة، وأجيز في مجموعة من العلوم عن طريقهم كالفقه والقضاء والمنطق وعلم أصول الفقه.

وأثناء إقامته في النجف شارك في العديد من النشاطات كجمعية الرابطة الأدبية ولازم نخبة من الأدباء.

ثم عاد إلى موطنه السعودية ومارس العديد من الأنشطة الدينية والاجتماعية والثقافية وانكب على الكتابة والتأليف والبحث والتدريس حتى صار رائدا وصاحب مدرسة شعرية مميزة.

كان مشاركًا في الحركة المطلبية الخاصة بقضايا الشيعة الدينية والاقتصادية عن طريق كتابة العرائض والبرقيات واللقاءات مع مختلف المسؤولين.

في عام 1974 تولى رئاسة محكمة الأوقاف والمواريث الجعفرية بالقطيف إلى أن توفي عام 2001. له العديد من المؤلفات والأعمال الشعرية من أبرزها اللحن الحزين أو وحي النجف، ديوان عبد الحميد الخطي، من كل حقل زهرة، وحي القطيف أو وحي العواطف، "معركة النور مع الظلام، خاطرات الخطي.

«باقر موسى» عبد الله أبو خمسين

ولد بمدينة الهفوف وتربى في كنف والده الذي يعد من كبار علماء الأحساء وتلقى فيها علومه الأولية ثم سافر إلى النجف الأشرف بالعراق عام 1929 ودرس فيها العلوم الدينية وحينها شارك في العديد من الصحف اللبنانية والعراقية بمقالات متنوعة.

تولى القضاء في محكمة الأوقاف والمواريث الجعفرية بالأحساء عام 1968، وقام بالتدريس الديني ومارس العديد من النشاطات الدينية والاجتماعية منها إقامة المؤسسات الدينية، وجمع التراث العلمي والأدبي في الأحساء، وتسهيل المنح الحكومية للأراضي.

بقي يزاول عمله في القضاء حتى وفاته عام 1992، ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة. ألف العديد من الكتب في الشعر والتاريخ والأدب والأخلاق ومن أبرزها "أثر التشيع في الأدب العربي."

عبد الهادي بن الشيخ ميرزا الفضلي

ولد في قرية صبخة العرب بمدينة البصرة، وبعد أن ختم القرآن الكريم لدى كُتّابها التحق بالمدرسة الابتدائية وبدأ الدراسة الحوزوية فدرس النحو والصرف والمنطق والبلاغة.

في سنة 1948 التحق بالحوزة العلمية في النجف الأشرف لإكمال دراسته وله من العمر 14 عامًا، وأكمل هناك دروس المقدمات والسطوح لدى عدد من الأعلام ثم حضر أبحاث الخارج أيضا، بعدها التحق بكلية الفقه في النجف وحصل منها على البكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية وذلك سنة 1962، ثم تخرج في كلية الآداب بجامعة بغداد سنة 1971 بدرجة ماجستير آداب في اللغة العربية.

نشرت له مقالات وأبحاث ودراسات في مجلات عربية عديدة، وشارك في العديد من النشاطات الأدبية والثقافية وهو عضو في أكثر من منتدى أدبي وعضو مؤسس للجامعة الإسلامية بالمملكة المتحدة.

ناصر السلمان

ولد بالنجف الأشرف في 1944، وبدأ دراسته في الحوزة بالأحساء وعمره عشر سنين، ثم هاجر إلى النجف الأشرف سنة 1950 ليواصل دراسته، فأكمل المقدمات والسطوح وحضر أبحاث الخارج لدى لفيف من كبار علماء وأساتذة الحوزة، وحصل على شهادة البكالوريوس من كلية الفقه في مجال الفلسفة.

عاد إلى موطنه الأحساء في مدينة المبرز فلبث فيها فترة يسيرة ثم انتقل إلى مدينة الدمام حيث يؤم المصلين في جامع العنود، له "رسالة في أسرة السلمان وشيء من تاريخ مدينة المبرز"، "روحية الإنسان وماديته"، "نظرية المعرفة "رسالة بكالوريوس في الفلسفة".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق