رحلة معالجة مياه الصرف الصحي.. كيف سابقت الحكومة الزمن في مشروع محطة الجبل الأصفر (صور)
الخميس، 22 نوفمبر 2018 10:00 ص
التحدي وسباق الزمن، هي القاعدة الأساسية التي ترتكز عليها المؤسسات الحكومية المعنية بتفنيذ المشروعات القومية الكبرى الفترة الحالية للنهوض بمستوى الاقتصاد المصري، وتحقيق طفرة تنموية كبرى تساهم في دفع عجلة الانتاج وتحقيق نهضة اقتصادية كبرى في شتى المجالات.
واحدة من القطاعات التي توليها الأجهزة التنفيذية أهمية كبرى في الآونة الأخيرة، مشروعات المياه والصرف الصحي، لإحلال الشبكات المتهالكة، وتنفيذ أخرى أكثر قدرة على الاستيعاب وتحمل خدمات المواطنين، بالتزامن مع تنفيذ مشروعات أخرى عملاقة في الطرق، والكهرباء، والتعدين، والبترول، وغيرها من تلك التي يتم افتتاحها تباعا وبشكل أكثر إيجابية وسرعة عن السنوات الماضية.
وبطاقة معالجة 500 ألف م3/يوم، من مياه الصرف الصحي، تعمل الحكومة على تنفيذ أكبر محطات معالجة الصرف الصحي على أعلى مستوى بمنطقة الجبل الأصفر بقلب محافظة القليوبية، والتي تعد أكبر محطة معالجة بالشرق الأوسط، وتوشك على الافتتاح الرسمى خلال الأيام القليلة المقبلة، وتخدم قطاع كبير من القاهرة الكبرى، بما يعادل 2.5 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحى يوميا، ولم يقف المشروع عند هذا الحد بل هناك خطة للتطوير لتصبح هذه المحطة الأولى بالعالم بعد أن يصل إجمالى المعالجة اليومية لها 3.5 مليون متر مكعب يوميا.
المهندس عبد الوهاب حلمي، مدير محطة معالجة المياه بالجبل الأصفر، أوضح أن المشروع تم التخطيط له من قبل المشروع العام للصرف الصحى بالقاهرة الكبرى بتصميم المكتب الأمريكى البريطانى، فى الثمانينات من القرن الماضى، كمحطة مجمعة للصرف الصحى بالضفة الشرقية لنهر النيل "عين الصيرة، المعادى، دار السلام، الأميرية، حائق القبة، المرج" وصولا لبعض المناطق بالقليوبية، مشيرا إلى أنه نظرا للحجم العملاق للمحطة تم البدء فى الإنشاء على مراحل.
وفي عام 1990م، تم تنفيذ المرحلة الأولى من محطة معالجة المياه، حسبما صرح «حلمي»، لافتا إلى أن المشروع بدء في الدخول إلى حيز التنفيذ عام 1998، وتعالج مليون و200 ألف متر مكعب من المياه بإجمالي تكلفة مليار جنيه، وبعد فترة وصلت إلى ملياري جنيه، ونظرا للتدفقات المتزايدة التى تواجهها محطة المعالجة تم السير جنبا إلى جنبا من خلال التطوير والتوسعات لتصل طاقة المحطة معالجة 2.5 مليون متر مكعب يوميا، من خلال دخول المرحلة الثانية حيز التشغيل والصيانة.
وقال مدير المحطة إنه يتم تنقية المياه ومعالجة «الحمأة» الخاصة بها، والتى يتم الاستفادة منها فى توليد الطاقة الكهربائية الخاصة بتشغيل المولدات، مشيرا إلى أنه على الرغم من كونها محطة ثنائية إلا أن نتائج أعمالها توزاي المحطات الثلاثية، حيث أن نسبة الحمل العضوي في مياه الصرف الصحي المغذية للمحطة تبلغ 350 ملي جرام ويلزم الكود المصري تخفيضها إلى 60 ملي جرام، بينما تنتج المحطة من 10 إلى 11 ملي جرام.، ومشيرا إلى أن كمية المياه التي يتم معالجتها يوميا تصل إلى 2.5 مليون متر مكعب ويمكن استخدامها في ري الأراضي الزراعية بإجمالي 150 ألف فدان يوميا.
مرحلة ماقبل المعالجة، هي بداية تلك الرحلة حسبما أوضح مدير محطة معالجة المياه بالجبل الأصفر، وخلالها يتم استقبال المياه ورفع الرمال والزيوت منها، لتدخل مرحلة المعالجة الابتدائية والتي تمشل مجموعة من خزانات الترسيب الابتدائي، وتمكث بداخلها المياه لفترة تصل إلى ساعتين ونصف، وتتيح تلك العملية ترسيب الحمأة والمواد العضوية الثقيل، ليتم سحب تلك الرواسب من خلال الشبكة الموجودة أسفل الخزانات ودفعها إلى المراحل الأخرى، وتتم عملية ترسيب الحمأة الابتدائية.
وعقب الانتهاء من المعالجة الابتدائية تدخل المياه إلى خزانات التهوية ويتم خلالها المعالجة البيولوجية لها من خلال ضخ الأكسجين إلى داخل الخزانات لتنمية البكتريا الهوائية التى تقوم بهضم المواد العضوية، بإجمالى 8 خزانات تهوية، بعدها تبدأ مرحلة «الترويق النهائى»، تمكث بها المياه لفترة معين، ثم تبدأ مرحلة الملامسة للكلور ويتم ضخ الكلور، لتنتهي عملية المعالجة بشكل كامل.
وفيما يتعلق بعملية توليد الكهرباء، أشار مدير المحطة إلى أنهت تتم من خلال الحمأة المنتجة من عمليات المعالجة ويتم تجميعها في خزانات التغليظ لرفع نسبة الاستفادة منها ثم يتم تحويلها لخزانات للتخمير، واستخراج غاز الميزان للاستفادة منه فى توليد الكهرباء، لافتا إلى أن مدة تحويل الحمأة إلى غاز لتوليد الكهرباء تصل إلى 20 يوم داخل كل خزان، حيث تنتج تلك المولدات 60% من الكهرباء التى تحتاجها المحطة، وهناك دراسة لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الكهرباء للمحطة، إلى جانب خطة اخرى لاستخدام الخلايا الشمسية داخل المحطة، قائلأ: «على الرغم من كل المحاولات الكبيرة لإنتاج الكهرباء والتى تصل إلى 60% من الاستهلاك والذى يبلغ 4500 ميجاوات شهريا، تصل فاتورة استهلاك الكهرباء الشهرية إلى 13 مليون جنيه، وسيتم توفير كل تلك المبالغ لخزينة الدولة».
وعلى جانب آخر أكد مدير المحطة إلى أنها تساهم بدرجة كبيرة في مواجهة الفقر المائى الذى أصبحت تعانى منه الكثير من الدول وباتت أثاره واضحة على العالم كله، حيث تضع الدولة تحقيق أكبر استفادة من كل متر موجود من المياه فى الصالح العام، مشيرا إلى أن المحطة تمتلك مزرعة تجريبية على مساحة 300 فدان، حيث أنه بعد المعالجة النهائية للمياه يتم استخدام المياه فى رى تلك المساحة وعمل أبحاث من مدى صلاحية هذه المياه فى الرى، حيث تضم المزرعة أشجار «الليمون، والزيتون، والموالح، والبيكان، والجيتروفا».