فى ذكرى ميلاده.. قصة المصري «صديق الفلاح» الذي انتزع لقب السلطان من العثمانيين
الأربعاء، 21 نوفمبر 2018 02:00 ص
هو الخديوي الوحيد الذى انتزع لقب «السلطان»، من الخلافة العثمانية، حسين كامل رئيس مصر، الذى ولد21 فى نوفمبر 1853، وهو ابن الخديوي إسماعيل، وقد نُصّب حسين كامل سلطاناً على مصر بعدما عزل الإنجليز ابن أخيه الخديوي عباس حلمي الثاني، وأعلنوا مصر محمية بريطانية في 1914 في بداية الحرب العالمية الأولى ، تلك الخطوة أنهت السيادة الاسمية للعثمانيين على مصر.
لقب حسين كامل بلقب السلطان وهو نفس اللقب لرأس الدولة العثمانية، وقد أقامه الإنجليز سلطانا على مصر وبهذا الإعلان من جانب الانجليز صارت مصر سلطنة وخرجت من سلطان تركيا ولكنها وقعت فى ذات الوقت تحت الحماية الإنجليزية .
اقرأ أيضا: ضبط 654 قطعة أثرية ترجع لعصر "السلطان حسين كامل" في شارع 26 يوليو (صور)
وقبل توليه السلطة في مصر سبق له أن تولى نظارة الأشغال العمومية ، فأنشأ سكة حديد القاهرة – حلوان ، ثم نظارة المالية فرئاسة مجلس شورى القوانين، ثم حصل على حكم مصر بتعيين من الإنجليز ولكن هذا التعيين قابله المواطنين برفض شعبي، وقد كان يسميه عامة الشعب "صديق الفلاح"، وخلال فترة حكمه التى استمرت ثلاث سنوات من ( 1914 – 1917 ) بعدم الاستقرار ، بسبب رفض الشعب له لأسلوب حكمه إضافة لحبهم للخديوي المعزول الذين رأوا فيه حبه للبلاد إضافة لتورط مصر فى المعارك الحربية التى دارت إبان الحرب العالمية الأولى ، والتي حاول فيها الجيش العثماني طرد الإنجليز من مصر ، مما جعل المصريين يرحبون بذلك، وقد وصف المؤرخين تلك الفترة وكتبوا عن أهم الشعارات التى كان يرددها المصريون إبان تلك الفترة ومنها: "الله حي ، عباس جاي".
خلال فترة حكم السلطان حسين كامل، عمدت الحركة الوطنية في مصر إلى العمل السري ، واعتمدت العنف ، فتعددت محاولات اغتيال الوزراء والمسؤولين ، بل السلطان نفسه ، وقد سيطرت بريطانيا كليا على مصر، لتصبح هي القاعدة البريطانية الرئيسية ، التي تنطلق منها العمليات الحربية ، لمواجهة القوات العثمانية ، في مختلف الاتجاهات، و رُهنت السياسة الداخلية المصرية بالمصالح البريطانية ، أمّا سياسة مصر الخارجية ، فقد تحكمت فيها بريطانيا تحكماً كاملا .
محاولة اغتياله
تعرض السلطان حسين كامل لمحاولة اغتيال فى 8 إبريل عام 1915، على أيدى شاب يدعى محمد خليل، وهو تاجرًا للخردوات فى المنصورة، ومن المتشيعين للحزب الوطنى بزعامة محمد فريد، حيث تقدم حاملا فى يديه باقة من الورد الأحمر نحو العربة السلطانية التى تقل السلطان حسين كامل، كانت العربة تمر فى شارع عابدين بالقاهرة الساعة الثالثة والثلث، وكان فى داخل الباقة مسدس، بحسب ما ذكر الدكتور مصطفى الغريب محمد فى كتابه «السلطان حسين كامل.. من الإمارة إلى السلطنة» عن «دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة»، حيث قال إن كبير الأمناء سعيد ذوالفقار الذى كان يجلس بجانب السلطان شك فى الشاب فنبه ضابط الحرس لمنعه من الاقتراب، ولم يكد ينهى عبارته حتى أشهر الشاب مسدسه، وأطلق رصاصة تجاه حسين كامل، غير أنها أخطأته.
السلطان حسين كامل
ويضيف «الغريب»: استطاع ضابط الحرس أن يسدد ضربة بالسيف إلى الشاب قبل أن يطلق رصاصته الثانية، فشق طربوشه وأصيب رأسه إصابة خفيفة، وصاح السلطان للإمساك به، مطالبًا فى الوقت نفسه بعدم قتله، حيث أراد أن يتعرف على شركائه الذين هدفهم الانتقام منه، وسرعان ما قبض عليه، بينما استكمل السلطان طريقه لقضاء أغراضه التى كان قد خرج من أجلها.
وقد توفى السلطان حسين كامل فى 9 أكتوبر 1917، وقد أنجب كل من الأمير كمال الدين حسين، و الأميرة قدرية حسين، والأميرة سميحه حسين.