الخروج من عباءة أوروبا.. هكذا تخطط مصر للاستفادة من فك الارتباط بين بريطانيا والقارة العجوز
الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018 10:00 م
يبدو أن ركب البريكست يسير نحو التطبيق رغم الأزمات المتلاحقة التي تتلقاها رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي بخروج عدد كبير من مسؤولي حكومتها تباعا اعتراضا على خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي، ولكن رئيسة الوزراء يبدوا أنها ماضية بلا رجعة، وهو ما يفرض على كافة الأطراف ضرورة التعامل مع الأمر باعتباره أمر واقع.
ومن هذا المنطلق يمكن فهم التحرك المصري الأخير الساعي لبدء محادثات تجارية تمهد لتوقيع اتفاق تجارة حرة مع بريطانيا، أسوة بدول أخري تسعي إلي تحقيق أكبر مكاسب ممكنة من خطة خروج بريطانيا من عباءة الاتحاد الأوروبي، أو الحفاظ على حجم التجارة القائم على الأقل، خاصة أن المملكة المتحدة تشكل حصة لا بأس بها من إجمالي حجم التبادل التجاري بين مصر والاتحاد الأوروبي.
وبالرجوع إلي لغة الأرقام هناك أكثر من مبرر يجعل من الضروري أن تسعي الحكومة للحفاظ على العلاقات التجارية والاستثمارية، خاصة أن خطة فك الارتباط بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي قد تحمل فرص أكبر لزيادة الصادرات المصرية في القطاعات التي ستتأثر بخروج المملكة من الاتحاد، علما بأن هذه الفرص دفعت دولة بحجم الصين لتسارع ببدء خطط توقيع اتفاقية تجارة حرة لتعويض خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
وسجل حجم التبادل التجاري بين مصر والمملكة المتحدة خلال النصف الأول من العام الجاري نحو مليار و329 مليون دولار، كما بلغت الاستثمارات البريطانية في مصر حوالي 5.6 مليار دولار موزعة بين 1450 مشروعاً في مجالات الصناعة والخدمات والإنشاءات والسياحة والتمويل والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وبالنسبة للاتحاد الأوروبي بكامله فإنه يشكل أهمية كبيرة لحجم التجارة المصرية في الخارج بما فيها بريطانيا، حيث شهدت الصادرات المصرية لأسواق الاتحاد الأوروبي خلال الـ 11 شهراً الأولى من عام 2017 زيادة كبيرة سجلت نحو 7.5 مليار يورو مقابل نحو 6.3 مليار يورو خلال نفس الفترة من عام 2016 وذلك نسبة وزيادة بلغت 24%.
وحقق عجز الميزان التجاري بين مصر والاتحاد الأوروبي تراجعا خلال نفس الفترة بنسبة بلغت نحو 16%، حيث بلغ 10.7 مليار يورو، مقارنة بـ 12.76 مليار يورو خلال نفس الفترة من عام 2016، وذلك نتيجة تراجع واردات مصر من الاتحاد الأوروبي بنسبة 3%، لتصبح 18.2 مليار يورو مقابل 18.8 مليار يورو خلال نفس الفترة من عام 2016.
وبالنسبة إلي الاستثمار الأجنبي يعدّ الاتحاد الأوروبي المستثمر الأول في مصر، ويساهم بنسبة نحو 75% من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر خلال الفترة الماضية، كما يستحوذ الاتحاد الأوروبي على نسبة 22.7 % من الصادرات المصرية للأسواق الخارجية
وتعد كلمة "بريكست" اختصار لـ "British exit" أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة، بعد الاستفتاء الذي أجرته بريطانيا عام 2016 صوت فيه الغالبية لصالح الخروج من الاتحاد بعد نحو 40 عاما من العضوية.
ويحرم خروج المملكة المتحدة من عباءة الاتحاد الأوروبي عدد من المميزات عند التعامل مع دول الاتحاد الأوروبي بعد تطبيق خطة الخروج بحلول مارس 2019 وأهمها حرية التنقل والعمل والتجارة داخل الاتحاد.