الحوثيون يوقفون القتال في اليمن لأول مرة.. هكذا تفوق ترامب على أوباما في إدارة الأزمة
الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018 02:00 م
بعد صراعات استمرت لنحو 4 أعوام بين الحوثيين في اليمن وقوات التحالف الدولي على رأسهم السعودية والإمارات، أعلنت حركة الحوثي في بيان إيقاف هجماتها باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ على السعودية والإمارات وحلفائهما في اليمن استجابة لطلب من الأمم المتحدة، وفقًا لوكالة رويترز.
وأعلنت الحركة استعدادها لوقف القتال بشكلِ كامل، وهو ما يظهر دوافع خفية للقرار، الذي طالما اتخذته سيكون بمثابة مُعطيات لحل الأزمة السعودية اليمنية في المنطقة، لتبدأ هُدنة تُديرها الولايات المتحدة الأمريكية.
في مطلع أكتوبر الماضي، نشرت وكالة بي بي سي البريطانية، تقرير حول تحرك الولايات المتحدة الأمريكية نحو التنسيق مع السعودية في إطار وقف إطلاق النار في اليمن، إذ دعا وزيرا الدفاع والخارجية الأمريكيان إلى وقف إطلاق النار في اليمن وبدء محادثات سلام، ودعا وزير الدفاع جيم ماتيس إلى اجتماع أطراف الصراع على طاولة التفاوض تحت مظلة الأمم المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة، وهو ما قوبل بالموافقة من قِبل الحكومة السعودية.
هل تفوقت سياسات الحزب الجمهوري على الديمقراطي في حل النزاع السعودي- اليمني؟
على الرغم من المخاوف التي أبدتها وسائل إعلامية غربية نحو تصرف ترامب تجاه الحرب الدائرة في اليمن، إلا أنه وعلى ما يبدو أن واقعية هذه المخاوف من عدمها، لم تُبنى على استقراء سياسة الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، ولا على سياسات الحزب إزاء أزمات المنطقة، لكنها أجزمت أنه مهما كانت أسس التحالفات التي ستنطلق منها السياسة الخارجية لإدارة ترامب، فإنها ستنحو مُنحى مختلف عن إدارة سلفه الديمقراطي باراك أوباما الذي واجه فتره ولايته تصاعد الصراع بشكل خارج عن السيطرة.
أما «ترامب»، ظاهريًا يبدو أنه مُختلف عن سابقيه ممن اعتلوا كرسي البيت الأبيض، حيث يُظهر كما أنه يتبّع أهوائه ولا يسير ضمن سياسات، ولكن هُناك خطوط عريضة عامة لتوجهات الإدارة الأمريكية في سياستها الخارجية، لا تحتمل المساس بها باعتبارها خطط طويلة الأمد. وهو ما يتناوله ترامب تجاه ملف اليمن ومحاولة التخلص من أزمة تستنفذ حكومته، وفي الوقت نفسه يُمكن أن تزيد من هيمنة الشيعة في المنطقة.
خريطة
مراحل التدخل الأمريكي حتى إعلان حركة الحوثي وقف القتال
بعد التهديدات التي تعرضت لها أمريكا لسعى إيران عقد تحالفات خفية في المنطقة، لمد جذورها الشيعية وسيطرتها على الشرق، ودعمها حركات الحوثي من أجل السيطرة على اليمن المُجاور للسعودية كحليف سُني وقوي للولايات المتحدة، بدأت أمريكا تزويد الدول العربية المشاركة في التحالف ضد حركات الحوثي بأسلحة ومعلومات مخابرات.
في نهاية سبتمبر الماضي، نوّه ترامب عن أزمة جديدة تواجه الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الخطر الصيني، وقال ترامب أن الصين تحاول التدخل في الانتخابات الأمريكية لأنه أول رئيس أمريكي يتحداها تجاريًا، حتى أن صحيفة نيوزويك الأمريكية نشرت في مايو 2018 تقرير كبير بعنوان «الاقتصاد الأمريكي في خطر».
ومع استمرار تداعيات الحرب وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا، بدأت أمريكا دعواتها لأطراف الصراع لتهدئة الأوضاع في الشرق، كما بدأت في لعبة العقوبات الاقتصادية للضغط على إيران لوقف تسليح حركات الحوثي في اليمن وميليشات سوريا.
ومؤخرًا، أبدت واشنطن تحفظات متزايدة منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول في أوائل الشهر الماضي، حتى أعلن وزير الدفاع الأمريكي وقف إمداد طائرات التحالف بالوقود، لترد المملكة أن لديها إكتفاء ذاتي من الوقود.
وحث حلفاء غربيون رئيسيون من بينهم الولايات المتحدة على وقف لإطلاق النار قبل استئناف الأمم المتحدة جهودها بشأن الصراع، بعدها أمر التحالف الذي تقوده السعودية بوقف هجومه على ميناء الحديدة اليمني، والذي أصبح نقطة تركيز هذه الحرب.
تعمّد الحوثيون وقف هجماتهم في البحر الأحمر من جانب واحد في يوليو الماضي لدعم جهود السلام بعد أن علّقت السعودية مؤقتا صادرات النفط عبر قناة استراتيجية بالبحر الأحمرعقب تعرض ناقلات نفط خام لهجمات كبيرة.
الحوثيون يعلنون وقف الهجمات بعد 4 سنوات صراع
قالت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران والتي تحارب الحكومة المدعومة من السعودية منذ أكثر من أربع سنوات، إنها مستعدة لتجميد وإيقاف العمليات العسكرية في كل الجبهات وصولا إلى سلام عادل ومشرف إن كان «التحالف» يريد السلام للشعب اليمني.
وحسب ما نشرته الوكالة البريطانية رويترز، أن حركة الحوثي في اليمن أوقفت الهجمات باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ على السعودية والإمارات وحلفائهما في اليمن استجابة لطلب من الأمم المتحدة.
خاصةً بعد أن تزايدت الضغوط الدولية على الأطراف المتحاربة في اليمن لإنهاء الحرب التي أدت إلى سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل ودفع اليمن إلى حافة مجاعة.
وقال محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة لجماعة الحوثي في بيان له صباح اليوم «بعد تواصلنا مع المبعوث الدولي وطلبه إيقاف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة .. فإننا نعلن عن مبادرتنا بدعوة الجهات الرسمية اليمنية إلى التوجيه بإيقاف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على دول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وحلفائها باليمن».
ويحاول مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إنقاذ محادثات السلام عقب انهيار جولتة في سبتمبر بعد عدم حضور الحوثيين. ويأمل جريفيث عقد المحادثات قبل نهاية العام في السويد للاتفاق على إطار للسلام في ظل حكومة انتقالية.
وقال جريفيث لمجلس الأمن الدولي الجمعة إن الأطراف المتحاربة في اليمن قدمت «تأكيدات قاطعة» بالتزامها بحضور محادثات سلام تعقد قريبًا وتعهد بمرافقة وفد الحوثيين من صنعاء إذا دعت الحاجة لذلك.