الموت المحير لنابليون بونابرت.. روايات وفاة مهندس الخطط العسكرية الحديثة

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018 05:00 م
الموت المحير لنابليون بونابرت.. روايات وفاة مهندس الخطط العسكرية الحديثة
نابليون بونابرت
كتب مايكل فارس

 

وصف نابليون بونابرت بأنه أعظم قائد حربي فى العصر الحديث، لما تميز به من دهاء فى الحروب ووضع خطط حديثة استطاع بها أن ينتصر فى أغلب حروبه والتى فاقه فيه أعدائه فى العدد والعتاد بمراحل، فهو قائد عسكري وحكم فرنسا وأصبح ملك إيطاليا وإمبراطور الفرنسيين، خلال أواخر القرن الثامن عشر وحتى أوائل عقد العشرينيات من القرن التاسع عشر، وكان لأعماله وحروبه خططه وتنظيماته تأثيرًا كبيرًا على السياسة الأوروبية كافة.

قد يعجبك: أحبها نابليون وحُكم عليها بقصف رقبها .. من هي زينب البكري حاملة لقب «مقصوفة رقبة»؟

وللأسف كانت نهاية بونابرت مأساوية، فقد نفي إلى جزيرة القديسة هيلانة، بعد حرب حاسمة فى 18 يونيو سنة 1815، وقعت بين فرنسا من جهة والحلفاء من روسيا وبريطانيا من جهة أخرى، التى سميت «معركة واترلو» على إثرها تم معاهدة صلح بين الطرفين متضمنة نفى بونابرت.

خلال فترة نفيه تراجعت صحة بونابرت لأسباب غير معلومة وفي  3 مايو 1821، كشف عليه طبيبان بريطانيان كانا قد وصلا مؤخراً إلى الجزيرة، ولم يستطيعا فعل شيء سوى النصيحة بإعطائه المسكنات، ليتوفى بعد الكشف بيومين، وآخر كلمات نطق بها قبل أن يفارق الحياة «فرنسا، جيش، قائد جيش، جوزفين».. وهى زوجته الأولى، ليصُنع قناع الموت الأصلي لنابليون فى 6 مايو، وقد أوصى بأن يُدفن على ضفاف نهر السين بعد وفاته، إلا أن حاكم الجزيرة رفض نقل الجثمان إلى الأراضي الفرنسية وأمر بدفنه على الجزيرة في مكان يُقال له «وداي الصفصاف» مصرا على نقش عبارة «نابليون بونابرت» على شاهد القبر.

قناع الموت
قناع الموت

كيف توفى نابليون؟ هذه روايات الأطباء والمؤرخين

لم يحسم آمر الوفاة بشكل رسمي عن أسباب الوفاة، فتعددت الآراء، فقد  قال فيه فرانشيسكو أنطومارشي، طبيبه الخاص، والذي أجرى تشريحًا لجثته، إنه مات بسرطان المعدة -  وهو نفس المرض الذى توفي به والده -، إلا أنه لم يوقع على تقرير الكشف الرسمي الذي طالبت به السلطات البريطانية على الجزيرة على الرغم من ذلك قائلاً: «ما شأني والتقارير الإنجليزية»، إلا أن بعض المؤرخين شككوا فى رواية الطبيب قائلين، إن ما أعلنه الطبيب حول التقرّح الحاد في معدة بونابرت كان بسبب ضغط البريطانيين عليه، فبهذا ينفون أى تهم موجة لهم حول تعمدهم إضعاف صحة الإمبراطور وإهمالهم العناية به فى المنفى.

وفاة نابليون

قد يعجبك: هل كان نابليون محتلا أم قائدا للتنوير؟.. لغز الحملة الفرنسية يبحث عن القول الفصل

خادم نابليون لويس مارشان فى المنفى كان له رآيا أخرا كتبه فى مذكراته،  والتى نشرت عام 1955، وقد وصف نابليون بأن صحته كانت جيدة قبيل الوفاة، الأمر الذى دعا خبير السموم السويدي "ستين فروشوڤود" لوضع نظريات أخرى حول كيفية موته، وقد نشرها في مقال له في نشرة "الطبيعة" العلمية سنة 1961، ومنها التسميم المتعمد بالزرنيخ، فكان يستخدم كسم قاتل خلال الحقبة الزمنية التي عاش بها بونابرت بسبب أنه لم يكن قابلاً للكشف بحال تم دسه بكميات ضئيلة على فترة طويلة من الزمن.

وقد أيده الطبيب الفرنسي فروشوڤود في مؤلف له ولزميله «بن ويدر» سنة 1978، نظرية الطبيب السويدي فقد أكدا أن جسد بونابرت ظل سليمًا إلى حد كبير بعد عشرين عامًا من وفاته، وهذه إحدى خصائص الزرنيخ، الذى يحافظ على الأنسجة الحيوية، وكذلك اكتشفا أن بونابرات كان يُعاني من ظمأ شديد في أيامه الأخيرة، وأنه دائمًا ما حاول إرواء نفسه بشرب كميّة كبيرة من شراب اللوز ذي نسبة مركبات السيانيد نفسها الموجودة في حبّات اللوز الناضجة، والتي تُستخدم لإضفاء النكهة على المأكولات والمشروبات، وذكرا أن معالجته باستخدام بوتاسيوم الطرطريك منعت معدته من لفظ هذه المكونات المضرة، وبالتالي فإن العطش كان إحدى عوارض التسمم.

موت نابليون
موت نابليون

وفى مقالة علمية نشرت عام 2007 أيدت أن يكون بونابرت قتل مسموما بمادة الزرنيج، حيث عثر على آثار له فى شعره وقد تم تحليله ليتم إثبات أنه كان  زرنيخًا معدنيًا، أي غير عضوي، وهذا النوع هو الأكثر سُمية بين أنواع الزرنيخ، ووفقًا لعالم السموم «پاتريك كينتز»، فإن هذا يُشكل الدليل القاطع على أن نابليون قتل مسموما.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق