المشنقة في الانتظار.. القصة الكاملة لنهاية عصابة «أصحاب التوك توك»

"المشنقة في انتظارهم".. نهاية حتمية انتظرها أعضاء عصابة "أصحاب التوك توك" طيلة عام، مثلوا فيه أمام القضاء بعد إحالتهم للمحاكمة الجنائية انتهت بإحالتهم للمفتي، على خلفية تورطهم في إدارة تشكيل عصابي لسرقة أصحاب وسائقي "التوك توك" بمحافظة سوهاج بعد استدراجهم لمناطق نائية وقتلهم.

قصة عصابة أصحاب التوك التوك، كتب نهايتها المستشار جمال فزاع رئيس محكمة جنايات سوهاج، بإصدار قرار قضى فيه بإحالة أوراق زعيمي العصابة إلى فضيلة مفتي الديار المصرية لإبداء الرآي الشرعي في إعدامهما شنقا، وهما كل من: عنتر عبد الشافي محمد عبد الرحمن، وشهرته "النون" عاطل يبلغ من العمر 20 عاماً، والسيد حربي علي إسماعيل، 21 عاما كان مجندا بالأمانة العامة التابعة لوزارة الداخلية إبان القبض عليه في مايو 2017.

قرار محكمة جنايات سوهاج الصادر بحق أعضاء عصابة قتل أصحاب "التوك توك"، تضمن أيضا تحديد جلسة 4 يناير 2019 للنطق بالحكم في القضية برمتها بعد ورود رآي فضيلة مفتي الجمهورية بشأن إعدام زعيميها، مع حجز إعلان مصير 3 متهمين آخرين من المتورطين في الانضمام إلى التشكيل العصابي لسرقة التكاتك بعد قتل أصحابها وسائقيها في نطاق مركز جرجا بمحافظة سوهاج.

◄حضن شيطاني.. شاب يرقد بجوار والده لقتله طمعا في «ساعة يد» (مستندات)

بدأت القصة بحالة فزع انتابت أهالي مركز جرجا بمحافظة سوهاج إثر اختفاء العديد من سائقي "التوك التوك" بعد خروجهم من منازلهم للعمل، وفي خلال فترة البحث عن المختفيين ظهرت جثة مجهولة طافية على ترعة "نجع مقلد" عثر عليها الأهالي، تبين أنها تعود إلى شخص حررت أسرته محضرا بتغيبه من قبل.

في نفس الفترة ظهرت بنفس الطريقة جثة أخرى تبين أنها تعود إلى شاب يدعى محمد عبد العزيز محمد محمود، يبلغ من العمر 18 عاما ويعمل سائق توك توك، حررت أسرته محضر باختفائه والمركبة التي يقودها من قبل قيد تحت رقم 3518، حيث عثر على جثمانه الأهالي بحافة إحدى الترع بـ"نجع كرم الشاويش".

ازدادت حالة الغموض في المجتمع السوهاجي حتى انتشرت الأخبار في المحافظة أن عصابة تخصصت في سرقة مركبات "التوك توك" وقتل أصحابها، تمارس نشاطا ملحوظا في قرى مركز جرجا، الأمر الذي دفع مدير أمن سوهاج اللواء مصطفى مقبل – آنذاك – لإصدار قرارا بتشكيل فريق بحث جنائي لإزالة حالة الغموض وكشف ملابسات العثور على سائقين التوك توك مقتولين.

◄السرقة دينهم.. حكاية استغلال المسجلين خطر في تمويل الإرهاب بكرداسة

أثناء التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة في الوقائع السابقة، فوجئ ضباط مركز شرطة جرجا ببلاغ من المواطنين يفيد العثور على جثة شاب يدعى "علي ناصر عز الدين" يبلغ من العمر 17 عاما، ملقاة داخل أرض زراعية بالطريق الغربي غارقا في دمائه، وبمناظرة الجثمان تعرفت والدة الضحية عليه، ليتبين أنه صاحب واقعة الاختفاء الموثقة في البلاغ رقم 1170/2017 إداري.

وفقا للتحقيقات، تمكن فريق البحث الجنائي من الإمساك بخيوط آولية ساهمت في إسقاط التشكيل العصابي الذي تبين فيما بعد ارتكابه لوقائع قتل أخرى مقترنة بجريمة السرقة، إذ تبين أن العصابة تزاول نشاطها الإجرامي في نطاق مركزي جرجا والبلينا، وتنقسم إلى مجموعة قتل واستدراج سائقي التوك توك للمناطق الزراعية النائية، والأخرى للتخلص من الجثث والتصرف في "المركبة".

ظهرت في هذه الأثناء جثة أخرى مجهولة الهوية اتخذ النيابة العامة وقتها قرارات بتكليف مصلحة الطب الشرعية، بإجراء تحليل "DNA" للجثمان الذي تبين بعد ذلك أنه يعود إلى شاب يبلغ من العمر 18 عاما، حررت أسرته محضر برقم 3494 بتغيبه عن المنزل أثناء عمله وقيادته لـ"توك توك" بناحية بني عيش التابعة لمركز جرجا.

◄هكذا فكت مباحث مدينة نصر «لغز» سرقة أموال شركة السجائر (صور)

وكشفت التحقيقات أن المتهم الأول المدعو عنتر عبد الرحمن، والمتهم الثاني المدعو السيد حربي، يقفان خلف عمليات الخطف والقتل لسائقي التوك توك بنطاق جرجا، بينما يتولى المتهمون الثلاثة مهمة البيع والتخلص من "المركبات" المسروقة من الضحايا، وذلك بعد استدرج المجني عليهم للأماكن النائية، كما أرشد المتهمون الأجهزة الأمنية على مكان إخفاء المركبات.