ثورة شارع الصحافة والإعلام على مهرجان المبدعات «المشبوه»: من أنتم؟

مظهرهن يشير إلى أنهن قادمات للتو من إحدى الملاهي الليلية الرخيصة بمنطقة وسط القاهرة، أو شارع الهرم، أما جوهرهن فلا يختلف كثيراً، لم يسمع أحد عنهن قبل الليلة المشئومة التي ظهرن فيها على أنهن إعلاميات عربيات مبدعات في مجالاتهن، واستحققن على ذلك تكريم من قبل مهرجان لا يعرف له تاريخ ولا حاضر، أشعلن بصورهن المهينة لمهنة الصحافة والإعلام مواقع التواصل الاجتماعي، فراح النشطاء يعلقن على هذه الصور بالسخرية مرة وبالغضب مرة، وبمطالبة معاقبة المسئول عن هذه الصورة مرات ومرات.

الفعالية المثيرة لغضب الجماعة الإعلامية والصحفية، يطلق عليها «مهرجان الإسماعيلية للمبدعات العرب»، القائمون عليه نكرات ادعوا زوراً صلاتهم بجهات حكومية وقنوات فضائية وصحف قومية ومستقلة بدون أي سند لذلك، وظناً منهم في أنهم قادرون على إحراج المسئولين عن هذه الكيانات، وضعوا بوسترات عليها لوجوهات قنوات وجرائد ومواقع اليكترونية باعتبارها راعية للمؤتمر، الأمر الذي تم نفيه من قبل كل الكيانات التي ظهرت في صور المؤتمر.

ومن جانبه اتخذ المجلس الأعلى للإعلام موقفاً صارمًا من المهرجان، بإصداره قراراً بالتحقيق الفوري في أمر مهرجان «الإعلاميات المبدعات العرب بالإسماعيلية» المهين للإعلام المصري، وقال محمد العمري وكيل المجلس الأعلى للإعلام إن المجلس سيناقش أمر المهرجان والقائمين عليه، وما الذي يمكن فعله للتصدي لإقامة مهرجانات مجهولة تسيء للإعلام المصري وتستغل اسم مصر، مشدداً على ضرورة التصدي لمثل ذلك الأمر، حتى يمكننا وف فوضى المهرجانات التي تقام لحساب أفراد خارجين عن المهنة وغير مسموح لهم بمزاولتها.

محمد العمرى

وكشف «العمري» أن المجلس الأعلى للإعلام ليس من صلاحياته وقف أو منح تراخيص لإقامة مهرجانات، ولكنه مراقب ومتابع لكل ما يدور بسوق  الإعلام، ويرصد ما يتخلله من ظواهر سلبية، لذا سيقوم بعد تحري الأمر والتثبت من كافة المعلومات برفع تقارير للجهات المعنية، المخول لها وقف هذه المهرجانات والتحقيق مع المسئول عنها.

وفي الهيئة الوطنية للصحافة، قال الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس الهيئة إن الصورة التي عكسها هذا المهرجات سيئة للغاية، وتشوه سمعة مصر وإعلامها وصحافتها، ولا سيما أن القائمين عليه  وضعوا بالكذب بوسترات لبعض الجرائد القومية والمستقلة، ليوهموا المتابعين بأن هذه القنوات والجرائد راعية للمؤتمر على غير الحقيقة،  مشيراً إلى أن الجرائد التي تم وضعها على البوسترات من حقها مقاضاة القائمين على المهرجان، موضحاً أن الهيئة تواصلت مع نقابة الصحفيين، وأوضح الاستاذ عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين أنهم شرعوا بالفعل في اتخاذ الاجراءات القانونية ومقاضاة المسئولين عن تنظيم هذا المهرجان، بعدما أصدرت مؤسسات الأخبار ودار التحرير وروز اليوسف ودار الهلال أصدرت بيانات عاجلة تنفى فيها علمها بهذه المسابقة.

عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، قال إن مؤسسة الأهرام لم تشارك بهذا المهرجان الوهمي المسيء للصحافة، مؤكدا أن النقابة ستشارك فى القضية بالتضامن مع مختلف الصحف التي قاضت هذا المهرجان.

ومن جانبها نفت مصادر رسمية بمحافظة الإسماعيلية علاقتها بتنظيم المهرجان المسيء من قريب أو من بعيد، مؤكدة أن المهرجان لم يتم تنظيمه من الأساس على أرض محافظة الإسماعيلية بينما تم تنظيمه بمحافظة السويس، وتم استغلال اسم محافظة الإسماعيلية، نظراً لانتماء منظم المهرجان فقط إلى محافظة الإسماعيلية، مؤكدة أن منظم المهرجان اعتاد تنظيم عددا من المهرجانات حملت مسمى الإسماعيلية خلال السنوات الماضية، وذلك لإيهام من يستهدفهم من الصفوف المتأخرة فى مجالات الإعلام والصحافة والفن، بأن المهرجان الذى يكرمهم له كيان رسمي.