قبل أن تفضحها الأمطار الغزيرة..هل رفعت وزارة الرى كفاءة مخرات السيول فعلاً
الإثنين، 19 نوفمبر 2018 10:00 ص
على الرغم من الاستعدادات الكبرى والمستمرة، التى توليها وزارة الموارد المائية والرى لموسم الشتاء بسيوله وأمطاره الغزيرة على مستوى الجمهورية،من خلال رفع كفاءة وصيانة وتطوير وتنظيف وتسليك شبكة مخرات السيول بالمحافظات،إلاّ أنه يظل هناك عنصر هام وحيوى وهو المتابعة والرقابة والتفتيش من وقت لآخر ،للتأكد من أن التقارير المكتبية التى تصل لوزارة الرى من مديرياتها بأنحاء الجمهورية،تطابق الواقع فيما يتصل باستعدادات مخرات السيول للقيام بدورها ،إذا تعرّضت محافظات الإسكندرية و شمال وجنوب سيناء والوجه القبلى والبحر الأحمر للسيول،وأن شبكة المخرات تمام التمام بصدق وليس بالكلام الذى من الممكن أن يكذّبه الفعل.
200 سد وخزان لمواجهة السيول
صورة لحالة مخرات السيول تغنى عن الكلام
بداية التطمينات على الاستعداد لموسم الأمطار جاءت على لسان الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى والذى أكد فى تصريحاته على وجود خطة متكاملة لمواجهة السيول المحتملة والأمطار الغزيرة خلال فصل الشتاء،وأضاف أنه تم توجيه كافة قطاعات وزارة الرى بإتمام استعداداتها القصوى لمواجهة أى طارئ فى هذا الشأن،ولم يتوقف الوزير عند حدود الكلمات والتصريحات فقط ،بل أشار إلى أنه تم الانتهاء من إنشاء 200 سد وخزان وبحيرة صناعية لمواجهة السيول والأمطار ،فى المناطق المعرضة لمخاطر السيول والفيضانات مثل سيناء ومدن البحر الأحمر والصعيد وكفر الشيخ،وزيادة فى التأكيد على أن الوزارة تعى جيدا مايدور فى أذهان سكان المناطق والمحافظات التى يمكن أن تتعرض للأمطار الغزيرة والسيول،قال وزير الرى:إننا نصمم المنشآت التى نقيمها حالياً للحماية من أخطار السيول على أساس أعلى كمية أمطار تم تسجيلها خلال آخر ١٠٠ عام.
تشكيل غرفة عمليات
مخرات السيول تحتاج إلى العناية بها بصدق
كما أعلنت الوزارة عن حالة الطوارئ بين قطاعات وأجهزة الوزارة المعنية بالتعامل مع موسم السيول، وكذلك تم تشكيل غرفة عمليات مركزية ترتبط بغرف عمليات فرعية فى المحافظات المتوقع سقوط الأمطار والسيول عليها،بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية،مع اتخاذ الإجراءات لمنع حدوث كوارث فى المناطق الساخنة،من خلال إنشاء 95 سدا و18 بحيرة و440 خزانا أرضيا منها 340 فى جنوب سيناء والبحر الأحمر ومطروح كما تتراوح سعة الخزانات الأرضية من 5 مترات إلى 500 مترا،وهذه الخزانات يستخدمها الأهالى على مدار العام فى الشرب والزراعة،كما استعد معهد الموارد المائية بوزارة الرى أيضا من خلال أطلس لجميع مخرات السيول بكافة أنحاء الجمهورية مع معرفة مكان وحجم مخرات السيول وكمية المياه التى تسقط عليه،والتأكد من أن مياه السيول تتدفق لتشحن الخزان الجوفى فى المناطق التى لا يوجد فيها مياه نيلية،وهناك أودية نشطة لا يكفيها منشأ حماية واحد وتحتاج من 5 - 6 منشآت،كما أن وادى وتير بجنوب سيناء يوجد به ما لا يقل عن 20 سدا لأنه نشط وكمية المياه التى تسقط عليه كبيرة جدا،كذلك السدود التى يجرى إنشاؤها لأعمال الحماية تخضع للدراسات العلمية،وتم مسبقا معرفة المناطق المعرضة للسيول،وتحديدها بدقة وهى البحر الأحمر وجنوب سيناء والساحل الشمالى وبعض مدن الصعيد مثل أسيوط وقنا وسوهاج.
مخرات السيول على الطبيعة
مخرات السيول وقد تهدم جانب منها
هذه هى التصريحات وهذا هو الجانب الوردى للاستعدادات لموسم الشتاء،أمّا على أرض الواقع وبعيدا عن تصريحات الوزارة،والوزير الدكتور محمد عبد العاطى وكبار المسئولين والمحافظين،فلم يقترب أحد ولو بالنظر إلى مخرات السيول على طول الطريقين الشرقى والغربى الصحراويين،من القاهرة وحتى سوهاج وأسيوط وأسوان،علاوة على المبانى والمنشآت التى تم بناؤها فى طريق مخرات السيول ببنى سويف وخاصة بمركز إهناسيا المدينة بقرية خورشيد وغيرها،وكذلك فى المنيا وعدد من المحافظات،حيث تظهر مخرات السيول بحالة يرثى لها،وقد أغلقتها جذوع الأشجار وإطارات السيارات القديمة وكميات كبيرة من النايلون والخيش وبقايا الأقمشة البالية وأطنان من الرمال اليومية المتحركة التى أحكمت سد المخرات بدرجات متفاوتة،إلى جانب تهشم أجزاء من مداخلها على الناحيتين التوريد والصرف.