جولة بأقدم مصانعها بأسوان.. رحلة تصنيع عروسة وحصان المولد (صور)

يشهد شهر ربيع الأول الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في كافة أرجاء العالم الإسلامي، ويحرص المسلمون خلاله على التسابق إلى أفعال الخيرات، وإطعام الطعام، وإخراج الصدقات، ورعاية الأسر المحتاجه، امتثالا لتعاليم الدين الإسلامي، وسنة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم-، وتبدأ مظاهر الاحتفال بتلك الذكرى النبوية الشريفة خلال الأيام القليلة المقبلة.

واحدة من مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هي ماتعرف بـ«حلوى المولد»، والتي باتت من التقاليد التي أرستها الدولة الفاطمية، كعادة رئيسية بجانب الاحتفالات الدينية فى أيام ربيع الأول ابتهاجًا بمولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهي الصناعة التي تستحوذ على عدد كبير من التجار قبيل بدء الاحتفالات سنويا.

وبجانب حلوى المولد، ابتكر الصناع أشكالا منها تحولت فيما بعد إلى واحدة من الطقوس التي تجذب المواطنين إليهم، مثل الحلوى على شكل حصان، أو عروسة، للبنين والبنات، والتي كانت في البداية تُصنع من الحلوى ويأكلها الصغار فرحين بها، ومع مرور الوقت انقسمت تلك العادة إلى جزئين، الحلوى المأكولة، والعروسة أو الحصان للبنات.

ويحرص المسلمون في شتى بقاع الأرض على الاستعداد مبكرا والتجهيز لإقامة طقوس الاحتفال، وتوفير النفقات المخصصة لشراء الحلوى، ومع زيادة الأسعار التي تشهدها الأسواق المختلفة بدأت المصانع الصغيرة في كافة المحافظات استقبال المواطنين بكثرة، وغيرها من الورش المنتشرة في مدن المحافظات، لشراء احتياجاتهم بأسعار مخفضة عن مثيلاتها في الأسواق الكبرى.

«صوت الأمة»، رصد رحلة صناعة حلوى المولد داخل أقدم مصانعها بمدينة إسنا جنوب أسوان، والتي تبدأ من السكر، حسبما أوضح أحمد علي، صاحب المصنع، ويتم إضافة المياه والمواد الحافظة والألوان الصناعية المصرح بها، ويتم غليها على درجة حرارة معينة لمدة قد تصل إلى 30 دقيقة، حتى تصل إلى درجة اللزوجة والتسوية الملائمة لتتم عملية تشكيلها على قوالب مختلفة.

وأضوح أن قوالب تشكيل الحلوى من الخشب، على أشكال عروسة وحصان ومراكب وبواخر، يتم صناعتها داخل ورش متخصصة لإعدادها في مدينة طنطا الشهيرة بالحلوى الشرقية، لافتا إلى أنها تقليد مصرى قديم موروث عن آبائهم منذ الدولة الفاطمية حتى الآن، مؤكدًا حصولهم على الموافقات والاشتراطات الصحية اللازمة خلال الصناعة لضمان تقديم أفضل منتج للمواطنين دون الإضرار بصحتهم.

وأكد صاحب مصنع لحلوى المولد النبوى، على أنه العام الماضى لم تكن الأسعار فى الخامات مرتفعة بصورة كبيرة وذلك أدى لضعف الكمية المقدمة للبيع، حيث أن الفرق العام الحالى فى أسعار العمالة وأنابيب البوتاجاز والسكر أدى لرفع أسعار الحلوى التى كانت فى السابق، مشددًا على أنه فى السنوات القليلة الماضية كانت الأسعار مناسبة للجميع ففى الفترة من أعوام 2010 حتى 2015 كانت سعر العروسة والحصان من 5 لـ10 جنيهات بحسب البائع للأحجام المختلفة، وحاليًا إرتفعت سعرها لتصل لـ30 و50 جنيهًا بصورة كبيرة تؤدى لضعف البيع والشراء فى موسم المولد.