من جانبه ترامب حاول مجددا التقليل من أهمية الحكم القضائى، واصفا إياه بأنه ليس قضية ذات أهمية كبيرة، لكنه قال إن "على الناس أن يحسنوا التصرف" مضيفا إن كادره الإدارى "يعدون قواعد وتشريعات" لتنظيم المؤتمرات الصحفية لاتباعها، ومن ضمنها الالتزام بالعدد المتفق عليه من الأسئلة، حسبما ذكر موقع BBC.
كيف بدأ الخلاف؟
مُنع أكوستا من دخول البيت الأبيض بعد يوم من دخوله فى مشادة حادة مع الرئيس الأمريكى فى مؤتمر صحفى فى الثامن من نوفمبر الحالى.
وحاولت موظفة نزع الميكروفون من يد أكوستا، وهو يحاول طرح سؤاله الثانى على ترامب، لكنه قاوم تسليمه لها قائلا لها "عذرا سيدتى".
واتهمت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز أكوستا بلمس المتدربة بطريقة غير مناسبة خلال تأدية عملها، أثناء سؤاله للرئيس الذى طالبه بالتوقف عن الكلام وأمره بالجلوس ووضع الميكروفون ووصفه بأنه شخص "وقح".
وقد رفعت شبكة CNN الإخبارية الأمريكية دعوى قضائية لإعادة تصريح اعتماد أكوستا الذى سحب منه، وأيدتها مؤسسات وجماعات صحفية أخرى، من بينها شبكة فوكس نيوز ذات الميول المحافظة والمؤيدة للرئيس ترامب.
القاضى تيموثى كيلى، الذى عينه ترامب فى منصبه العام الماضى،قال إن الحقوق الدستورية للصحفى أكوستا تجب حق البيت الأبيض فى ترتيب مؤتمر صحفى منظم، بحسب صحيفة الواشنطن بوست.
وانتقد أيضا قرار إدارة ترامب قائلا إن العملية "اكتنفها غموض كبير بحيث أن الحكومة لم تستطع إخبارى، من هو الذى اتخذ هذا القرار".
ووصف تصريح ساندرز الذى اتهم أكوستا بلمس متدربة بطريقة غير مناسبة بأنه "محاولات لاحقة متأخرة تكاد لا تتوفر على ما تتطلبه الإجراءات القانونية الواجبة".
وثائق المحكمة أشارت إلى أن البيت الأبيض دفع بأن قراره جاء لكى يحفظ لياقة التصرف المطلوبة داخله، ولم يشر إلى وجود سلوك غير مناسب نحو المتدربة.
وقال القاضى كيلى إن على البيت الأبيض أن يعيد تصريح دخول أكوستا إليه، ولكنه غير ملزم بدعوته لتوجيه أسئلة.
ومن المقرر أن تجرى جلسة استماع فى القضية المرفوعة من شبكة CNN الأسبوع المقبل، ولكن ليس من الواضح إن كان البيت الأبيض سيسعى إلى تجريد أكوستا من تصريح دخوله ثانية، أو السماح له بالعودة إلى عمله مراسلا رئيسيا لسى إن إن فى البيت الأبيض.
و قالت شبكة CNN فى بيان "نحن ممتنون لهذه النتيجة ونتطلع إلى حل كامل فى الأيام المقبلة" وأضافت "نقدم خالص شكرنا لكل من دعم ليس CNN فحسب، بل صحافة أمريكية مستقلة حرة وقوية".
وقالت ساندرز إن القاضى "أوضح أنه ليس ثمة حق مطلق لدخول البيت الأبيض بناء على التعديل الدستورى الأول" مشيرة إلى أن مكتبها الصحفى قرر إعادة هوية دخول الصحفى بشكل مؤقت.
وقال بَن وزنير، من اتحاد الحريات المدينة الأمريكى، إن محاولات البيت الأبيض لإسكات أكوستا ارتدت عليه.
وتابعت "كان البيت الأبيض يأمل بالتأكيد فى أن يكون إبعاد المراسل بمثابة ردع لمن يقومون باستجوابات قوية بيد أن قرار المحكمة سيكون له تأثير معاكس".
وأوضح أن "حرية الصحافة مبدأ أساسى، وتتعزز ديمقراطيتنا عندما يتحدى الصحفيون قادتنا بدلا من الإذعان لهم وتملقهم".
وامتدح أكوستا قرار المحكمة متحدثا للصحفيين أمامها قائلا "دعونا نعود إلى العمل".
وقال القاضى الذى أصدر الأمر إن قرار البيت الأبيض، قد يكون انتهاكا لحق الصحفى القانونى بمعاملة عادلة ولحرية التعبير.
ويقول مراسل BBC انتونى زورتشر إن أكوستا كان يجلس فى الصف الأمامى فى المحكمة عندما أوضح القاضى الفيدرالى أنه أصدر أمرا مؤقتا بإعادة السماح بدخول المراسل إلى البيت الأبيض.
وقد أعادت الدائرة الصحفية فى البيت الأبيض مؤقتا تصريح اعتماد أكوستا والهوية التى تسمح له بدخول إلى البيت الأبيض وتغطية الفعاليات الرئاسية.
ووصف محامى أكوستا الحكم بأنه "يوم عظيم للتعديل الأول من الدستور الأمريكى وللصحافة".
وشدد على القول "إذا لم يستمعوا إلى هذه القواعد والتشريعات سينتهى بنا الأمر بالعودة إلى القضاء مرة أخرى وسنكسب القضية".
وأضاف"ولكن ما هو أكثر أهمية إننا سنغادر (المؤتمر) ومن ثم لن تكونوا سعداء جدا" لحدوث ذلك.
وأوضح ترامب "لا يمكنك أن توجه ثلاثة أو أربعة أسئلة، وتظل واقفا و لا تجلس... اللياقة. يجب أن تتصرف بلياقة".