يصدرون منتجاتهم إلى أوروبا.. حكاية تحويل منزل بسيط إلى مصنع للسجاد يعمل فيه أطفال بالفيوم
الأحد، 18 نوفمبر 2018 08:00 ص
حول سقيقان منزل بسيط، إلى مصنع لإنتاج السجاد اليدوى وشغلا فيه أبناء وفتيات وأطفال قريتهن بمحافظة الفيوم فحقق نجاحا مبهرا، فرغم صغر أيديهم ونعومة أظافرهم إلا أنهم يجلسون فى مشهد مبهج يشبه العزف الجماعى بالأنامل على آلة موسيقية.
وأصبح يصدر منتجاته لدول أوروبا ويطلب منهم تصميمات بعينها يعلم المستوردون أنه لن يتقنها غيرهم وهو مصنوع على أيدى الأطفال
يقول ناصر عبد الله صاحب الورشة، إنه منذ 6 سنوات حول هو وشقيقه الدور الأول من منزلهم فى قريتهم الصغيرة إلى ورشة لصناعة السجاد وبدأ فى تدريب وتعليم أبناء القرية من الشباب والفتيات والأطفال خاصة أنه نسبة البطالة بالقرية كانت كبيرة.
وأضاف أن توفيق الله كان حليفهم لأنه نيتهم كانت إفادة الغير وإيجاد عمل لأنفسهم، مشيرا إلى أنه تعلم المهنة وكان يعمل دون مقابل ولكنه ترك المهنة واشتغل فى مهن آخر ى حتى استطاع أن ينشئ المصنع وكان فى البداية يعمل هو وشقيقه وزوجته، وبعد ذلك بدأت فى تعليم شباب وأطفال القرية والاستعانة بهم.
وأكد ناصر أن كل منتجاتهم تسافر إلى دول أوروبا من خلال مستورد من القاهرة يقوم بالتعاقد معهم ويقوم بتوفير الخامات ويتسلم منهم السجاد بعد انتهاء جميع مراحله، لافتا إلى أن هذه الحرفة تمر بعدة مراحل وكل مرحلة يخصص لها مجموعة من الأطفال ويديرهم "صنايعى" يكون مسئول عن منتجاتهم ويراقب جيدا سير صناعة السجادة بدقة حتى لا يكون هناك أى خطأ.
وتابع المصنع به قرابة 4 شباب و30 طفلا و4 فتيات،مشيرا إلى أنه يصر على تعليم الأطفال الحرفة لإنقاذهم من اللهو فى الشوارع وتعلم العادات السيئة وحتى يتم توفير مبالغ مالية تساعدهم على استكمال دراستهم، خاصة أن حالة أسرهم المادية ليست ميسرة، مؤكدا أنه يشجع الأطفال على التعليم والذهاب للمدارس ويتم تغيير ورديات عملهم خلال أيام الدراسة لتناسبهم وأجرهم يكون من 5 جنيهات حتى 15 جنيها فى اليوم.
كشف ناصر أنه يستخدم الغزل الصوف بألوانه المختلفة واختيار الألوان يكون طبقا لزوق "الزبون" وهناك سجاد يصل إلى 20 لون، موضحا أنه يسلم السجاد بنظام "المصنعية" وهى أنهم يتقاضون بالمتر وليس بالسجادة.
فى ذات السياق قال محمود رمضان أحد العاملين بالورشة، أن صناعة السجاد مهنة ممتعة يحبها منذ صغره حيث تعلمها وهو فى الصف الثانى الابتدائى ومنذ أن تعلمها وأتقنها علم أن هذه هى الحرفة التى كانت تناسبه وهو الآن فى العشرين من عمره ويعمل بشكل يومى ويرى فى المهنة مستقبله ومسئول عن مجموعة من الأطفال العاملين بالمهنة، مشيرا إلى أنه مختص برسم السجادة فى أولى مراحل التصنيع ويدخر المال الذى يساعده فى بناء منزل صغير للزواج فيه من إحدى فتيات القرية.
وقال عبد الله سيد عامل بالورشة، أنه تعلم المهنة منذ أن كان فى السادسة من عمره وعمل بالمهنة بجانب دراسته حتى أنهى الدبلوم الفنى وأصبحت صناعة السجاد هى عمله الدائم، لافتا إلى أنه يطور من نفسه وكل يوم يتعلم تفاصيل جديدة فى الصناعة.
وقالت الطفلة إيمان عصام، إنها تعمل بصناعة السجاد بالورشة وهى بالصف السادس الابتدائى وتذهب للورشة يوميا بعد انتهاء اليوم الدراسى، مؤكدة أنها تعمل حتى تدخر مالا يساعد والدها عندما تصل لسن الزواج أن يجهز احتياجات زواجها خاصة أن والدها حالته المادية غير ميسرة.
وقالت الطفلة شهد ممدوح، أنها بالصف الأول الاعدادى وتعمل بصناعة السجاد منذ سنة وتعلمت الصناعة والآن تتقنها وتلتزم بالحضور يوميا وتتقاضى 21 جنيها عن كل يوم حتى تساعد فى تكاليف زواج شقيقتها.
وقال الطفل عيد محمد، أنه يعمل نصف يوم بعد الدراسة مقابل 10 جنيهات فى اليوم حتى يساعد والده فى الإنفاق على أسرته، وقالت شهد محمد إنها فى الصف الثانى الإعدادى وتعمل بشكل يومى فى الورشة حتى تنفق على أسرتها التى ليس لديها مصدر للدخل.
ولفتت الطفلة ياسمين صابر أنها رغم عملها بالورشة إلا أنها متفوقة فى دراستها وتحرص على الاجتهاد فيها ولا تتغيب أى يوم ولكن عملها بالسجاد لأنها تريد أن تتعلم الحرفة وتتقنها عندما تكبر.