بعد سحل طفلة الإسكندرية.. لماذا لا تحكم غادة والي قبضتها على الحضانات غير المرخصة؟

القدوة والمثل العليا والاحترام والإنسانية والأمان، كلها عوامل يبحث عنها ولي الأمر قبل إلحاقه فلذة كبده بإحدى الحضانات المنتشرة على مستوى الجمهورية، كفترة تمهيديه لإلحاقه بصفوف التعليم الأولى، والتي تؤهله نفسيا إلى قضاء وقتا من اليوم بعيدا عن أحضان والديه، ومنزله، والتعود على التعلم ليخطو خطواته الأولى نحو النجاح والتفوق.

ويتطلب تنشئة الطفل وتأهيله في السنوات الأولى من عمره تعاملا خاصا من أشخاص لديهم علم ودراية بجوانب وصعوبات المهمة التي يقومون بها، ومدى تأثيرهم على حياة هؤلاء الأطفال طوال عمرهم، وكيف أنهم يتحكمون في تشكيل نفسيات وعقول أطفالا يشكلون اللبنة الأولى للمجتمع، وأنهم سيصبحون يوما ما أشخاص ذات تأثير ونفع أو ضرر لمجتمعاتهم، ولهم إسهامات إيجابية أو سلبية عليه.

اقرأ أيضا: أولياء الأمور كشفوا المستور.. عام الفوضى لطلاب أولى «حضانة وابتدائى وثانوى» والسبب

وبالتالي فإنه من الضروري وضع معايير صارمة، تشرف عليها وزارة التضامن الاجتماعي لاختيار من يتولون عملية تربية وتعليم هؤلاء الأطفال، وأن يكونوا مؤهلين لتلك المهمة من واقع شهادات خبرة ودورات رسمية من جهات تعتمدها الوزارة، للحفاظ على مستقبل وشخصية وعقلية هؤلاء الطلاب من الانحراف والضرر، لاسيما وأن عدد الحضانات غير المرخصة في مصر بلغ نحو 5 آلاف حضانة خلال العشر أعوام الماضية، حسبما أوضحت الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي.

واقعة سحل طفلة على يد إحدى مربيات حضانة بالإسكندرية، والذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفترة الأخيرة، ولاقى انتشارا واسعا وردود أفعال غاضبة، تؤكد أنه لامفر من إحكام السيطرة على تلك الحضانات والتي انتشرت كمشروع استثماري يهدف إلى الربح لا دور أدبي أو تنموي له، ويسعى فقط إلى حصد أكبر عدد من الأطفال في محيط وجودها لدر المال على أصحابها.

محمود إبراهيم، والد الطفلة جوري، بطلة فيديو السحل، فوجئ بابنته وهي تتعرض لإهانات وحشية على يد مربيتها داخل الحضانة التي استأمنها عليها، من خلال مواقع السوشيال ميديا، حسبما أوضح في تصريحات له، مشيرا إلى أنه فوجئ بما يتعرض له الأطفال في تلك الحضانة، لاسيما وأنه يسأل ابنته يوميا عن كيفية قضاء يومها هناك إلا أن الأخيرة تتجنب الإجابة عليه، ولاحظ عليها رفضها الذهاب إليها صباح كل يوم وكون هذا هو حال أغلب الأطفال فلم يعطي للأمر اهتماما وتعامل معه وكأنه عاديا ولم يتخيل أن يصل إلى هذا الحد.

اقرأ أيضا: قوم اطمن على عيالك.. أرقام مفزعة لعدد الحضانات غير المرخصة في مصر

ويكمل الأب مؤكدا أنه توجه إلى الحضانة للحديث مع المعلمات داخلها، لكنه لم يجد أحدا سوى مالكها، والذي صُدم من هول ماشاهده وتضمنه مقطع الفيديو المتداول، لافتا إلى أنه أخبره بفصله لهؤلاء المعلمات قبل نحو شهرا، حينما طالب بمعرفة بياناتهم لمقاضاتهم رسميا على فعلتهم.

وعن قرار محمد كمال الدين الحجاجي، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالإسكندرية، بإغلاق الحضانة على خلفية هذا الحادث، أوضح محمود إبراهيم، أنه قرار احترازي لحين الانتهاء من التحقيقات، مشيرا إلى أنه حال التأكد من صحة ماتم تداوله في الفيديو فلن يتردد لحظة عن مقاضاة المعلمات، منوها أنه سيقوم بتحرير محضرا بمديرية أمن الإسكندرية لإثبات الحالة واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتسببين في الاعتداء على أبنته، مضيفا: «مش هنسيب حقها».

اقرأ أيضا : محافظ الدقهلية القبطي يحضر شعائر الجمعة.. صورة من دلتا مصر تجسد معاني «الوحدة الوطنية»