الجولان أرض عربية رغم أنف ترامب.. ماذا يعني التصويت ضد قرار يؤكد سيادة سوريا؟

السبت، 17 نوفمبر 2018 11:00 م
الجولان أرض عربية رغم أنف ترامب.. ماذا يعني التصويت ضد قرار يؤكد سيادة سوريا؟
هضبة الجولان

مازال مسلسل إهدار الحقوق العربية وانتهاك القانون الدولي، تتبناه الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات الأخيرة وخاصة مع التحولات الاستراتيجية التي حدثت لصانع القرار في واشنطن، بعد استلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حكم البيت الأبيض، فبعد قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة وما أعقبها من دعوة أمريكية للدول الصديقة بأن تحذو نفس الخطوة، تتحرك واشنطن في اتجاه آخر لتكريس سيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة في قرار يعد مخالفًا للمواثيق والأعراف الدولية.
 
وتدور في الأوساط الإسرائيلية والأمريكية بحسب الصحف العبرية، معلومات عن أن الولايات المتحدة قررت الخروج عن الموقف الذى تبنته، فى السنوات الماضية، بالامتناع عن التصويت على قرار "الجولان السورى المحتل"، الذى تعتمده الجمعية العامة للأمم المتحدة سنويا، حيث ذكرت القناة العاشرة العبرية، صباح اليوم الجمعة، أن البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة قررت التصويت ضد هذا القرار، الذى يؤكد أن مرتفعات الجولان هى أراضى سورية، تحتلها إسرائيل.
 
ويدخل هذا القرار الأمريكي ضمن خطة تداولاتها الصحف الإسرائيلية في يونيو الماضي، للاعتراف بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على هضبة الجولان السورية المحتلة، وتطبيق الاتفاقات التجارية بين واشنطن وتل أبيب فيها، على أن يقضى هذا الاعتراف إلى تأكيد أمريكا على التغييرات التي فرضها الاحتلال على أرض الواقع.
 
وتؤكد الصحف العبرية أن التحرك الأمريكي الجديد نحو «الجولان» جاء بتأييد الكونجرس، حيث يعتبر جزء من جهود يبذلها عضو الكونجرس  تيد كروز، والعضو الجمهوري في مجلس النواب رون ديسانتس، لتثبيت سيادة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على الأرض السورية.
 
بالرجوع قليلًا للتاريخ، سيتضح أن ما تريد أمريكا فعله هو إعادة للاستعمار الذي انتهى منذ ما يقارب الستين عامًا، حيث يعتبر الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان بدون وجه حق هو من ضمن الخروقات التي تمارس ضد المناطق العربية، حيث تحتل إسرائيل  منذ حرب يونيو 1967، حوالي 1200 كيلومتر مربع من الجولان لتكون الهضبة بموجب القرارات الدولية أرضًا محتلة.
 
وضربًا لهذه القرارات أعلنت إسرائيل في 1981 ضم مرتفعات الجولان بحكم الأمر الواقع، ليتخذ مجلس الأمن قرارًا بعد ذلك بالإجماع يدعو إسرائيل إلى إلغاء ضم الجولان واعتبار قرار الاحتلال بفرض قوانين وولايته وإدارته في هذه المنطقة السورية لاغ وباطل وليس له أثر قانوني دولي، ودعا على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها، في ذلك العام.
 
وسيجرى التصويت على القرار الذي يؤكد أن مرتفعات الجولان هى أراضى سورية، تحتلها إسرائيل، اليوم الجمعة، فيما شكرت إسرائيل الولايات المتحدة على قرارها، وباركت القرار، واعتبرته قرارا تاريخيا، إذ فى كل مرة يتم التصويت على القرار تمتنع واشنطن، ولكنها قررت هذه المرة التصويت ب"لا".
 
بدورها، قالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، إن "الولايات المتحدة ستصوت بلا"، وأضافت القناة العبرية أن البعثة الأمريكية أوضحت أنه "في السنوات السابقة امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت على هذا القرار. ولكن، نظرا إلى انحياز القرار المعادي لإسرائيل، فضلا عن عسكرة حدود الجولان السوري، والأزمة الإنسانية المتفاقمة، فقد قررت الولايات المتحدة التصويت ضد القرار هذا العام"، حسب قولها.   
 
 
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق