موسكو تفضح خطة واشنطن لاستغلال مخيم «الركبان»: تضفي الشرعية على وجودها العسكري
السبت، 17 نوفمبر 2018 04:00 م
حمل يوري تاراسوف، ممثل وزارة الدفاع الروسية في المجموعات المعنية بوقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية في جنيف، الولايات المتحدة الأمريكية مسئولية الوضع الإنساني الكارثي في مخيم «الركبان»، للاجئين فى سوريا، مؤكدا أنها تحتل هذه المنطقة بشكل غير قانوني.
وقال تاراسوف، فى اجتماع الهيئات الروسية والسورية لإعادة اللاجئين الذي عقد في وقت سابق من يوم الجمعة، إن «المسئولية الكاملة عن الفوضى التي نشأت مع اللاجئين في الركبان، تقع على عاتق الولايات المتحدة».
وأشار ممثل وزارة الدفاع الروسية،إلى احتلال واشنطن للمنطقة بشكل غير قانوني واستخدامها المشاكل الإنسانية في مخيم اللاجئين لإضفاء الشرعية على وجودها العسكري في جنوب سوريا.
وتابع: «ونعتقد بأن إخلاء الجانب الأمريكي للمنطقة التي تمتد على مساحة 55 كيلومترا للمناطق حول التنف سوف يؤدى إلى إغلاق معسكر الركبان»، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية.
كانت الفترة الأخيرة، شهدت تعرض عدد كبير من اللاجئين السوريين في تركيا، البالغ عددهم حوالي 4 ملايين، إلى عمليات استغلال «بشعة وغير قانونية»، حيث يتم تجاهل كل حقوقهم الأساسية، وفق ما ذكر تقرير لموقع صحيفة «أحوال» التركية.
وذكر المصدر أن اللاجئين يشتغلون في كل المجالات، مثل الفلاحة وإصلاح السيارات والتعدين والبناء، إلا أنهم لا يستفيدون من الامتيازات التي يكفلها لهم قانون الشغل. ولا يحصل هؤلاء العاملون على حقوقهم الأساسية في العمل مثل الإجازة السنوية وعطلة نهاية الأسبوع ومكافأة العمل الإضافي ومكافأة نهاية الخدمة.
وقال تقرير للموقع تحت عنوان: «عمالة رخيصة.. العمال اللاجئون في تركيا بلا ثمن»، إن أكثر اللاجئين الذين يعانون من هذه التجاوزات هم السوريون، مضيفا: «يبلغ متوسط أجر العامل السوري نصف أجر نظيره التركي.. كما أن هذه الأجور يتم دائما دفعها متأخرة أو لا يتم دفعها على الإطلاق».
وتفضل الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم تشغيل اللاجئين في الوظائف، التي تحتاج إلى عدد كبير من العمال، وذلك بسب انخفاض تكاليف أجورهم، بالإضافة إلى قدرة الشركة على فصلهم من العمل وقتما شاءت.
وقال صاحب شركة إطارات في أنقرة، يوظف اثنين من السوريين وأحد العراقيين: «إنهم لا يمانعون في العمل أكثر من اللازم. فهم يعملون حتى الثامنة أو التاسعة مساء. أقوم بتشغيل ثلاثة لاجئين مقابل تكلفة عامل تركي واحد. نحن نستفيد وهم يستفيدون. إنهم يكسبون لقمة العيش».
وتواجه اللاجئات العاملات ظروفا أسوأ بكثير، من بينها الاستغلال والتحرش الجنسي والمضايقات والاعتداءات، كما أنهن لا يستطعن تقديم أي شكوى رسمية «لأنهن يشتغلن بشكل غير قانوني»، وفق الموقع ذاته.
وحسب وزارة الداخلية، فإن 1.66 مليون لاجئ سوري في تركيا هم من الأطفال دون سن 18 عاما. وذكر التقرير أن الكثيرين منهم يعملون في شركات النسيج وورش إصلاح السيارات والمحلات التجارية والمطاعم والمخابز، ويحصلون على دولارين أو أربعة على الأكثر في اليوم.
كانت الصحيفة التركية، أشارت إلى أن النقاش يدور حاليا حول المناطق التي تسيطر عليها تركيا في حال سيطرة النظام السوري على مدينة إدلب، بعد أن أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عدة مرات خلال البضعة أشهر الأخيرة أنه يتوجب على الدول غير المدعوة في سوريا مغادرة الأراضي التي تسيطر عليها، لافتة إلى أن المقصود بالمدعوة الدول التي استدعها نظام الأسد، في حين أن تركيا تسيطر على عفرين وخط جرابلس وأعزاز على الرغم من اعتراضات النظام السوري.
وأوضحت الصحيفة التركية، أنه من المحتمل أن تضغط روسيا على تركيا لمغادرة عفرين وجرابلس وتركهما للنظام السوري عقب السيطرة على إدلب، حيث كان يتم نقل الإرهابيين وأسرهم باستمرار من المناطق التي تستردها قوات الجيش السوري إلى إدلب على مدار سنوات الحرب المندلعة في سوريا خصوصا في الأشهر الأخيرة، وعقب أعمال النقل هذه التي تمت من حلب ودير الزور ومناطق أخرى داخل سوريا بتدخل من تركيا أصبحت إدلب تضم حاليا 3.5 مليون سوري وفقا لبيانات الأمم المتحدة.
وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أعلنت أنه لن يكون هناك سلام مع الإرهابيين من أتباع تنظيم «القاعدة» المتواجدين في إدلب السورية، متابعة أن المطالب التي تتلخص في ترك الإرهابيين الذين يحتجزون الملايين كرهائن في إدلب لفترة مطولة غير مقبولة، لا يمكن أن يكون هناك سلام مع الإرهابيين المتواجدين في منطقة خفض التصعيد في إدلب.