بعد أزمة العام الماضي.. التعليم تتخذ قرارات جديدة في امتحانات مدارس المتفوقين

السبت، 17 نوفمبر 2018 04:00 ص

الدكتور طارق شوقي - وزير التربية والتعليم

إبراهيم الديب

بتاريخ 12 يوليه من العام الجاري، والموافق يوم الخميس، خرج الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، معلنا نتيجة امتحانات الثانوية العامة 2018، وسط حالة كبيرة من الترقب بين كافة أطياف المجتمع المصري، كونها مرحلة البداية لإطلاق يد «شوقي» من أجل تغيير منظومة التعليم بعد القضاء على حالات الغش الجماعي بشكل كبير، وانتهاء عصر تسريب الامتحانات.

وشهد إعلان الوزير لنتيجة الامتحانات، صدمة جديدة استقبلها أولياء الأمور، والمهتمين بالتعليم، تمثلت في انخفاض نسبة نجاح طلاب مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا عن الأعوام السابقة، بل عن النسب المتوقعة لتلك النوعية من المدارس، والتي تعتمد في المقام الأول على الطلاب النابغين في الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا، والمختلفين عن أقرانهم بالمدارس الأخرى من حيث التفوق العلمي، وقدرتهم على الاستيعاب وتحصيل المعلومات، والإبداع والابتكار.

وأثارت نتيجة طلاب تلك المدارس، والتي بلغت 59%، تساؤلات عدة عن أسباب تدني مستوى الطلاب بهذا الشكل في هذا العام بالتحديد، وهل كان يتم التلاعب في الدرجات من قبل، وماهي خطة الوزارة للنهوض بمستواهم إلى المرحلة الطبيعية على الأقل والتي من أجلها أُطلقت مدارس stem، وبات الجميع في حالة جدل عام وشد وجذب بين الوزارة وخبراء التربية وأولياء الأمور.

وفي أعقاب تلك الأزمة، قررت وزارة التربية والتعليم إعادة مطابقة التصحيح الإلكتروني لكراسات الإجابة وامتحانات الطلاب، بالتصحيح اليدوي، وفتح باب التظلم على النتائج لإعادة التقييم مرة أخرى، وانتهت الوزارة إلى تطابق التصحيح، إلأ أن الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام، ورئيس عام امتحانات الثانوية العامة، أكد أن انخفاض نسبة النجاح يرجع إلى أن الحد الأدني للنجاح في المادة 60%، وليس 505 كباقي طلاب الثانوية العامة.

وقررت الوزارة بناء على ذلك نجاح أي طالب حاصل على 46% من مجموع الدرجات في المادة الراسب فيها إلى 60%، ما ساهم في رفع نسبة النجاح إلى 78.5% بدلا من 59%، وذلك بعد تغيير قواعد التظلمات واستفادة الطلاب بحقهم في درجات الرأفة، على أن يخوض الطلاب الحاصلين على أقل من 46% امتحانات الدور الثاني للثانوية العامة.

وبعد تراجع تلك النسبة، وما شابها من مشكلات، وأزمات انعكست على الطلاب، وتنسيقهم بالجامعات، وتسببت في خلق عدة أزمات بين الوزارة وأولياء الأمور، ونشطاء التربية والتعليم، قررت «التعليم» تعديل آلية تقييم طلاب مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا للعام الدارسي الجاري، منعا لتكرار تلك المشكلات.

الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام، أوضح أنه تم تشكيل لجنة لتغيير القرار الوزارى المنظم لمدارس المتفوقين فى العلوم والتكنولوجيا، لمراعاة درجات «الكابستون»، وهو عبارة عن مشروع يقدمه كل طالب أو مجموعة من الطلاب فى دراستهم كل فصل دراسى عن موضوع معين يمنح عليه الطالب درجات.

وبحسب الدكتور رضا حجازي، فإن امتحان «الكابتسون» مخصص له 60% من الدرجات في الصف الأول الثانوي، وأن عمل اللجنة ينحصر فقط في مراعاة درجات المشروع الذى يقدمه الطالب لأنه فى الصف الثالث الثانوى يحصل الطالب فيه على درجة أقل من 60%، وبالتالى الطالب يعتبر راسب فى 3 مواد فرعية داخل المادة الرئيسية، قائلا: الطالب زميله فى الثانوية العامة العادية يعتبر ناجح وليس راسبا.

وبعد انتهاء عمل اللجنة وعرض تقريرها على الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، من المقرر أن يتم صدور قرارا بتعديل القرار المنظم لطريقة احتساب درجات الطالب والوزن الخاص بالمواد وطريقة احتساب الدرجات ليتساوى طالب مدارس المتفوقين مع زملائهم فى الثانوية العامة العادية فى مواد الرسوب.

وأشار «حجازي»، إلى أنه سيتم البدء في توزيع التابلت على طلاب الصف الأول الثانوي، نهاية الشهر الجارى، والهدف من التغيير هو إبعاد الطلاب عن الحفظ والتلقين إلى الفهم والتعلم المستمر وبناء الشخصية، لافتا إلى أن طريقة الامتحان في النظام الجديد ستتم من خلال آداء الطالب لامتحانين فى الفصل الدراسى الأول بينهم فاصل زمنى سيتم تحديد هذا الفاصل فى جدول الامتحان، لكى يستطيع الطالب أن يعوض إذا أخفق فى الامتحان الأول، ويتم احتساب أعلى درجة له وبالتالى يعتبر الامتحان منتهى بمعنى أن الطالب لن يؤدى الامتحان مرة أخرى فى الأجزاء التى اختبرها مثل العام الماضى، وكل ما هو جديد أن الطالب سوف يمتحن مرتين.

وبالنسبة للفصل الدراسى الثانى، أشار إلى أنه سوف يؤدى الطالب الامتحان مرتين فى محتوى ومقرر الفصل الدراسى الثانى فقط بينهم فاصل زمنى، وبعدها يتم تجميع الدرجات للطالب الخاصة بالمادة بأكملها الفصلين الدراسيين وفى حالة وصول الطالب إلى نصف الدرجة سوف يبقى للإعادة على أن يمتحن فى السنة الباقى فيها للإعادة فى جميع المواد وليس المادة التى رسب فيها فقط، مؤكدا أنه لا داعى للقلق أو البحث عن الدرجات ولكن على الطالب أن يركز على تحقيق نواتج التعلم واكتساب مهارات معينة وليس تركيزا وراء الدرجات.

وشدد رئيس قطاع التعليم العام، على أن المركز القومى للامتحانات يعد مواصفة الورقة الامتحانية ونماذج الأسئلة وسوف يعلن عنها، مؤكدا أن درجات الصف الأول الثانوى هذا العام لا علاقة له بمجموع الثانوية العامة المؤهل لدخول الجامعة وعلى الطلاب أن يطمئنوا.