قصة اعتقال سيدة منتقبة في أنقرة.. كيف فضح "أتاتورك" قيادات الإرهابية باسطنبول؟
السبت، 17 نوفمبر 2018 09:00 ص
باع الإخوان وطنهم فلم يكن غريبا عليهم أن يتنازلوا عن ماتبقى من كرامتهم، ويتحولون إلى «شياطين خرس» من أجل الحصول على حفنة من الأموال، أو السماح لهم بالعيش في وطن يأوي جماعات العنف، ومشايخ الضلال، ورؤوس الفتنة.
ولا تتوقف ضلالات الإخوان فقط عند الترويج للشائعات واختلاق الأزمات وترويج الفتن للرأي العام بغية الوصول تحقيق أهدافهم ومصالحهم الشخصية، بل تجاوزت ذلك إلى السكوت عن الحق، بل ومحاولة كتمانه والإعانة عليه، طالما أن الأمر يتعلق بكبيرهم الذي علمهم السحر، أو نظامه، أو بلده تركيا، وعلى الرغم من صيحات الإيمان والورع التي يطلقونها كأوصياء على الإسلام، إلا أن الأمر إذا وصل للطاغية العلماني كما يدعي المتأسلمون، مصطفى كمال أتاتورك، فإنهم يكتمونه، ويتبارون إلى الدفاع عنه.
واقعة اعتقال سيدة منتقبة بسبب انتقادها لأتاتورك، المعادي للإسلام، كما يردد المتأسلمون، كشفت عوار الجماعات الإرهابية، ومدى تفانيهم في خدمة النظام التركي، ورأسه رجب طيب أردوغان، حيث صمت أعضاء الإرهابية بتركيا عن اعتقال تلك السيدة عن مدى النفاق والانتهازية للجماعة، لأردوغان من أجل البقاء في اسطنول، حسبما أكد القيادي السابق بالجماعة، إبراهيم ربيع.
وأوضح «ربيع»، أن مبادئ الإخوان لاتتجزأ والانتهازية والنفاق والتبرير للوصول إلى غايتها، وهي مبادئ تتبعها دائما فى مواقفها تجاه القضايا الهامة، أو لمحاولة التقرب من أنظمة بعينها تساعد الإخوان وقياداتها فى الخارج.
حلقات الاعتقالات التي نفذتها أجهزة الديكتاتور العثماني، رجب طيب أردوغان، منذ توليه سدة الحكم في 2005، كان حصيلة مشاهدها نحو 240 ألف تركي، داخل معتقلات وسجون تركيا، بعد أن كان العدد الأكبر هو 52 ألفا قبل سيطرة حزب العدالة والتنمية على مقاليد الحكم.
ومع التسهيلات الجديدة التي قدمتها الحكومة التركية، خلال الأيام الماضية للأجانب للحصول على الجنسية التركية، لزيادة عدد الداعمين لنظام رجب طيب أردوغان، من غير الأتراك، بدأ بالفعل عدد من قيادات الإخوان وحلفائهم في الخارج البحث عن سبل الحصول على الجنسية التركية، خاصة الذين صدرت ضدهم أحكام قضائية نافذة، من أجل الحماية بتلك الجنسية التركية.
الفترة الماضية شهدت استدعاء الأجهزة الأمنية التركية، لعدد من الأسماء الإخوانية والمتحالفين معهم بناء على مذكرات للإنتربول الدولي قدمت ضدهم كان آخرها استدعاء كل من سلامة عبد القوي، الداعية الموالي للإخوان وأحمد عبده، مدير عام قناة الشرق الإخوانية، وهشام عبد الله أحد مقدمي البرامج قناة الشرق الإخوانية.
وفقا للمصادر المطلعة فالحالات التي تم استدعائها من قبل الأجهزة الأمنية بناء على مذكرات من الإنتربول الدولي، هي أول من تسعى الآن للحصول على الجنسية التركية، خاصة أن هذه الشخصيات أصبحت معددة في أنقرة.
المصادر كشفت أن هناك بالفعل عدد كبير من قيادات الإخوان حصلت على الجنسية التركية على رأسهم محمود حسين الأمين العام للإخوان، ومدحت الحداد، رئيس المكتب الإداري للإخوان في تركيا، وحمزة زوبع، القيادي الإخواني، بجانب عدد آخر من إعلامي الإخوان على رأسهم معتز مطر، ومحمد ناصر، وحسام الشوربجي.
ولفتت المصادر إلى أنه من بين الشخصيات التي سعت للحصول على الجنسية التركية أيمن نور خاصة بعد عدم تجديد جواز سفره في الخارج، بجانب أيمن عبد الغني، صهر خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان.
المستشار عماد أبو هاشم، أحد حلفاء الإخوان الذين أنشقوا عنهم مؤخرا، كشف أن عدد من قيادات بالجماعة بالفعل حصل على الجنسية التركية عبر علاقاتهم الشخصية مع بعض المسئولين الأتراك الأمر الذى أثار ضدهم حفيظة أولئك الذين يسعون من الإخوان للحصول عليها متهمين إياهم بتغليب مصالحهم الخاصة على مصلحة الجماعة و إيثار أنفسهم على من عداهم من الإخوان المقيمين فى تركيا .
وقال المستشار عماد أبو هاشم، في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، من مقر إقامته بتركيا، إنه من قيادات الإخوان من لا يتركون فرصة لقاء تجمعهم بأحد من المسئولين الأتراك إلا و قدموا له كشوفا بأسمائهم هم و ذويهم و المقربين منهم طلبا للحصول على الجنسية التركية ، إلا أن الاستجابة لطلباتهم هذه مازالت محصورة فى حدود ضيقة و تتم بصورة انتقائية لا تشمل الجميع.
ولفت أحد حلفاء الإخوان الذين أنشقوا عنهم مؤخرا، إلى أن الكثيرين من الإخوان و حلفائهم قد انتهت مدد جوازات سفرهم و لا يستطيعون تجديدها بسبب إدراجهم على قوائم الإرهاب أو لأسباب أخرى ، و بالتالى فإن الحصول على الجنسية التركية أو جنسية أية دولة أخرى يكون بالنسبة لهم بمثابة الحل الأمثل للالتفاف على هذه المشكلة التى تؤرقهم ، هذا من ناحية ، و من ناحية أخرى فإن الحصول على الجنسية التركية ييسر أمام هؤلاء سبل العيش و إيجاد فرص للعمل فى تركيا.