ورحل النعماني.. بطولات "ساطعة" على جبين الوطن
الأربعاء، 14 نوفمبر 2018 02:17 م
عاش العقيد «ساطع النعماني» نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور سابقًا، و كما يطلق عليه «الشهيد الحي» لحظات عصيبة منذ أطلق عليه عناصر جماعة الإخوان الإرهابية الرصاص من أعلى سور جامعة القاهرة، في أثناء إنقاذه العشرات من أهالي بين السرايات وما حولها، بعدما اعتدوا عليهم وقتلوا 15 منهم وأصابوا 60 آخرين ودمروا 70 محلا مملوكة للمواطنين.
في يوم 2 يوليو، ألقى الرئيس المعزول محمد مرسي، خطابا عبر شاشات التليفزيون، مرددا كلمة الشرعية أكثر من مرة، فكانت الإذن الذي أرسله لخروج عناصر جماعة الإخوان في منطقة بين السرايات، وظلوا يطلقون الرصاص على الأهالي واشتبكوا معهم، ما أسفر عن مقتل 15 شخصا من أبناء المنطقة ممن لا ذنب لهم، وقامت قناصة الجماعة بإطلاق الرصاص بصورة عشوائية على كل من تصادف مرورة في المنطقة، فقرر العقيد ساطع النعماني النزول إلى الشارع للسيطرة على الوضع المتأزم نتيجة الممارسات التي ترتكبها عصابة الجماعة بحق أبناء المنطقة، وبسببها بدأ العشرات من أهالي بولاق الدكرور وبين السرايات التدافع إلى مكان إطلاق الرصاص العشوائي، للدفاع عن أبناء الحي الذين سقطوا في دمائهم، إلا أن النعماني أثناء إبعاده للمواطنين عن مكان إطلاق النيران لمنع سقوط المزيد من القتلى، تلقى رصاصة غادرة وجهها إليه قناص من أعلى أسوار جامعة القاهرة، أصابت وجهه فسقط ولم يشعر بشيء بعدها، وكان في عداد الموتى، لولا مشيئة الله التي أعطته قدرا من الحياة وقتها ليرى تكريمه في حياته.
لم يعد ساطع النعماني إلى الحياة إلا بعد 92 يوما، قضاها في غيبوبة تامة داخل مستشفى الشرطة، نجم عنها توقف كامل في الكلي والكبد وأغلب أجهزة الجسم الحيوية، حتى أنه كانت تجرى له عمليات غسيل كلوي يوميا، وفقد بصره، وتحطمت أسنانه، إلى أن قرر اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، تسفيره في طائرة طبية للعلاج في سويسرا، وأجرى هناك 12 عملية جراحية بالبطن والوجه، كان فيها بين الحياة والموت على مدار 14 شهرا، لكن إرادة الله كانت المعين له في آلامه، وفاجأ الجميع بعد مرور شهوره الثلاث بعودته للحياة، وكانت دعوات المصريين الذين دافع عنهم «النعماني» من هجمات الإرهابيين طوق النجاة له.
لم يمهل القدر، العقيد «ساطع النعماني» الوقت ليرى ما أنجزته مصر من أمجاد على أرض الواقع، و رحل عن عالمنا بطل موقعة «بين السرايات» عقب إجراءه لأحد العمليات الجراحية بوجهه في لندن.