أم كلثوم الـ«صحافية».. تمدح رامي وتعطي درسًا لمحرر في فن الحوار الصحفي
الأربعاء، 14 نوفمبر 2018 10:00 مكتب- معتمد عبد الغني
الصورة الذهنية الراسخة في عقل ووجدان الشعوب العربية للست أم كلثوم، وهي تقف على المسرح أمام فرقتها الموسيقية، ممسكًة بالمنديل الذي لا يفارق يدها، وتبدأ في غناء القصائد بصوت مازال سحره باقيًا رغم وفاتها منذ قرابة 40 عامًا، لكن كوكب الشرق طرقت باب جديد، عام 1948، بعيدًا عن الطرب والغناء والاسطوانات والتلحين، يوما ما كانت أم كلثوم "زميلة" في مهنة المتاعب.. كانت صحافية.
بتوقيع "الأنسة أم كلثوم إبراهيم".. كتبت ثُومة مقالًا في مجلة الهلال عام 1948، امتدحت فيه رفيق رحلتها وشاعر الشباب أحمد رامي، واستهلت المقال قائلًة: "مجموعة روحانية من الأحساس الملهم، والثورة العميقة المكبوتة، والهدوء الرزين مع ظرف نادر، وخاطر سريع، واخلاص لذات الإخلاص.. ذلك هو أحمد رامي، الفنان الذي جدد شباب الأغنية المصرية، وخرج بها من الأفق الضيق المحدود، إلى آفاق فسيحة عديدة تسرح فيها وتمرح وتحلق".
وتحدثت أم كلثوم، عن معرفتها بأحمد رامي، التي بدأت قبل أن تراه، وقتئذ كان في باريس، بينما هي في بداية المشوار الفني بالعقال والعباءة، تغني قصيدته "الصب تفضحه عيونه" من ألحان الشيخ أبو العلا محمد، وأخذت تغنيها في الحفلات العامة والخاصة، والتقيا لأول مرة في حفلتها بحديقة الأزبكية عقب عودته من باريس، وبين الوصلتين الغنائتين، هنأها عرفها بنفسه، وفي الوصلة الثانية غنت قصيدته.
وتطرقت "الست" إلى شخصية رامي، ووصفته بالظريف، لا يخلو مجلسه من نكتة أو فكاهة يرويها، وحكت عنه مشاركته في وليمة أكل، فطاب له أن يأكل من "المحشي" تاركًا أصناف الطعام الأخرى، فقال له احدهم: "كل فراخ أحسن وسيبك من الضولمة "الكدابة"دي".. فأجاب رامي: "كدابة كدابة.. أنا مصدقها يا أخي".
في ذات العام أيضًا، كتبت أم كلثوم مقالًا آخر بعنوان "إجابات أم سخريات"، في مجلة شهرية مهتمة بالموسيقى، وروت واقعة طريفة مع صحافي في مجلة اسبوعية، قدم لها أسئلة خالية من الهدف والمعني، فقررت كوكب الشرق أن تلقنه درسًا وتجاوب على الأسئلة بطريقة تثير الضحك والسخرية، وفي ذات الوقت جعلت المحرر عاجزًا عن النشر.
س: أي الألحان تفضلين غناءها؟
ج: اللحن الجميل.
■ ■ ■
س: بماذا تنصحين المطربين والمطربات الناشئين؟
ج: أنصحهم بأن يعلموا بأنهم مازالوا ناشئين.
■ ■ ■
س: كيف يمكنك السيطرة على المستمعين أثناء الغناء في الحفلات العامة؟
ج: أغني لهم.
■ ■ ■
س: لماذا لا تغنين ألحانًا خفيفة من نوع التانجو والفوكس مثلًا؟
ج: لأن المطربين الأجانب لا يغنون القصائد.
■ ■ ■
س: لماذا تفضلين الغناء أمام الميكروفون في الحفلات العامة؟
ج: لأنني أغني في الحفلات العامة أمام الميكروفون.
■ ■ ■
س: ما هي أحرج المواقف التي صادفتك في حياتك الفنية؟
ج: الإجابة على هذه الأسئلة.
■ ■ ■
س: اشتهر عنك حب المادة.. هل هذا صحيح؟
ج: الله يحنن عليك