منصة السوشيال ميديا.. سلاح التنظيمات الإرهابية لاستتقطاب شباب العالم (وثائق)
الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018 12:00 م
«إذا أغلقوا لكم حسابا واحدا أنشئوا ثلاثة، وإذا أغلقوا 3 أنشئوا 300 حساب، واخلقوا حالة من الهلع على جميع منصاتهم»..تلك الجملة الأكثر ترديداَ عبر إصدارات تنظيم داعش الإرهابى، ما يكشف معه مدى أهمية السوشيال ميديا كأقوى أسلحة الجماعات والتنظيمات المسلحة على مستوى العالم التى تحاول من خلالها تدمير العالم عن طريق إحداث حالة من الفوضى.
تنظيم داعش الإرهابى اعتمد على «السوشيال ميديا» بشكل كبير من خلال امتلاك ترسانة إلكترونية على مواقع التواصل الإجتماعى والشبكات الالكترونية، وذلك من أجل استخدامها على نطاق واسع فى عملية تجنيد الشباب على مستوى العالم للسيطرة على العقول والإنضمام للجهاد تحت راية «التنظيم».
غلق 300 ألف حساب إرهابى
وسبق للتنظيم الإرهابى أن بث شريط مصور تزيد مدته عن 16 دقيقة، يدعو فيه أنصاره وعناصره الإرهابية للتفاعل بشكل مكثف على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر» وغيرها، ونشر الأفكار المتطرفة، قال فيه المتحدث: «بنقرة واحده يصل صوتنا لملايين الناس»، حيث أن كل هذه جعلت المنصات الرقيمة على مستوى العالم بشن حملات تطهيرية ضد الحسابات المتطرفة فيها، كان آخرها إغلاق «تويتر» 300 ألف حساب تم تصنيفها على إنها إرهابية.
وعلى الأراضى المصرية بصفة خاصة خططت الجماعات المسلحة وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابى عقب ثورة 25 يناير، قبل عملية إنخراط وإندماج الحركات المتطرفة فى التنظيم الأخطر، فكان إستغلال الأوضاع داخل الدولة فى تلك الفترة بمثابة الهدف الرئيسى، ما أدى معه لإنضمام عدد كبير من الشباب على مستوى العالم وداخل مصر بصفة خاصة تمكنوا من مخاطبة الشباب للتأثير عليهم وخداعهم بالحديث عن الدعوة إلى الله وإرضائه واللعب على تحقيق أحلامهم.
اقرأ أيضا: أحد أسباب الإرهاب الدولي.. الجريمة الإلكترونية تجمع ما فرقته السياسية العالمية
استهداف الشباب
خلال 7 سنوات الأجهزة الأمنية ممثلة فى وإدارة مباحث الإنترنت، وقطاع مكافحة جرائم الإنترنت والإلكترونية، وإدارة التوثيق والمعلومات، فى تفكيك وتحطيم العديد من الصفحات التى تروج لأفكار التنظيمات الإرهابية بالغلق تارة والقبض على الأدمن أو المسئولين عن تلك الصفحات تارة أخرى، ما أدى بدوره لإفشال المُخطط الفوضى التى كان يسعى التنظيم لتحقيقه على الأراضى المصرية.
عملية استقطاب وجذب تنظيم داعش الإرهابى للشباب تمت عن طريق عرض حزمة من الاسئلة عبر الصفحة تكون أقرب للأسئلة الشرعية والفقهية، ثم أسئلة عن كيفية الوصول إلى الطريق الصحيح للجهاد، وصولاَ للسؤال عن كيفية الإلتحاق بالتنظيم وهو ما يسمى بعملية «التدرج فى الإستقطاب» أو ما يسمى بـ«الدعوة الفردية».
ووفقاَ لوثائق عدد من قضايا الإرهاب الخاصة بتنظيم داعش الإرهابى، لجأ التنظيم فى عملية جذب الشباب لعدد من الصفحات منها على سبيل المثال لا الحصر: «وكالة أعماق الإلكترونية»، و«ريم لادن»، و«بشر المتقين»، و«شارلك هولمز»، و«أبو أمينة الأنصارى»، واستخدامهم فى تنفيذ عمليات إرهابية ضد مؤسسات الدولة.
موقع «وكالة أعماق الإلكترونية»
«وكالة أعماق الإلكترونية»..تُعد الذراع الإعلامي الأقوى لتنظيم داعش الإرهابي، الذي أعلن التنظيم من خلاله مسؤوليته عن التفجيرات التي استهدفت عدة كنائس في مصر، وأسفرت عن عشرات القتلى والمصابين، بداية نشأة الوكالة ترجع إلى ربيع 2014 كصفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، حيث أن وكالة أعماق، لا ترتقي لمستوى مؤسسات إعلامية يعتبرها داعش رسمية وناطقة باسمه مثل مؤسسة الفرقان للإعلام، أشهر جهة إعلامية تابعة لتنظيم داعش، والتي أصدرت سلسلة صليل الصوارم وأيضا مؤسسة الاعتصام، ومركز الحياة للإعلام، فضلاَ عن مركز الفجر ومؤسسة أجناد.
اقرأ أيضا: عصابات أصحاب الياقات البيضاء.. الجريمة الإلكترونية من كيفية التنفيذ لـ«طرق المواجهة»
هذا الإتهام كان الأبرز الذى اسندته نيابة أمن الدولة العليا، لـ23 متهماَ من عناصر تنظيم داعش، المحبوسين احتياطياَ منذ عدة أشهر على ذمة التحقيقات التي تجريها حول تورطهم في تأسيس شبكة إرهابية بمحافظات الدلتا.
صفحة «وبشر المتقين»
صفحة «وبشر المتقين» تُعد أحد أهم الصفحات الإلكترونية التابعة للتنظيم التى كانت تعتمد على استقطاب الشباب والكبار على حد سواء، حيث أكد المتهم أحمد منصور خلال التحقيقات أنه تم تكليفه من المكنى أبو الحسين، وابلغه بإنشائه لصفحة ألكترونية سرية على موقع التواصل الإجتماعى فيس بوك، تحت مسمى «وبشر المتقين» لإستخدامها فى التواصل مع عناصر الخلية فى المقام الأول، واستقطاب الشباب فى المقام الثانى.
صفحة «ريم لادن»
كشفت التحقيقات مع المتهم ربيع خالد أمين، إنضمامه لتنظيم داعش التى تقوم على تكفير الحاكم بدعوى تطبيق الشريعة الإسلامية، ووجوب الخروج عليه وقتال معاونيه من رجال القوات المسلحة والشرطة، وأبان تفصيلاَ التواصل إلكترونيا مع بعض المعتنقين للفكر التكفيرى، منهم صاحبة صفحة «ريم لادن» التى دعته للإنضمام للتنظيم، وعرفته بالحركى شريف المصرى لتسهيل إلتحاقه بصفوف التنظيم، كما عرفته بالحركى ناصر الدين الذى امده بملفات نصيه تحوى مواد عن الأمنيات وتصنيع العبوات المفرقعة.
صفحة «طور سيناء»
صفحة «طور سيناء» أحد أبرز الصفحات التى اعتمد عليها عناصر التنظيم لإستقطاب شباب سيناء، والتى استغلت فى عملية الجذب نشر صور وفيديوهات ومعلومات خاصة بالأثار الدينية مثل « شجرة العليقة المقدسة-دير سانت كاترين- مسجد الحاكم بأمر الله» وغيرها من الأثار، كبداية علمية فى عملية الجذب داخل أرض سيناء.
اقرأ أيضا: لماذا تنتشر القرصنة الإلكترونية؟..الجريمة السيبرانية بين الواقع وغياب التشريعات
صفحة «شارلك هولمز»
الصفحات الساخرة لم تغيب عن أفكار التنظيم، لإستقطاب مزيد من الشباب، كما أكد المتهم محمد حامد إدريس، عضو تنظيم داعش، وأحد الكتائب الإلكترونية للتنظيم، ومسئول صفحة «شارلك هولمز»، بإنشاء الصفحة سالفة الذكر للهروب من أعين الأمن أولاَ وجذب الشباب بطريقة فُكاهية وساخرة، مثل عمل «الكوميكسات» عبر مواقع التواصل الإجتماعى لإقناع الشباب بفكرة ضرورة الجهاد والخروج على الحكم بحمل السلاح.