كيف ساهمت القاهرة في تغيير مشهد صناعة البترول والغاز بمنطقة المتوسط؟
الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018 10:00 ص
تمتلك مصر مقومات أساسية تسهم في تغيير مشهد صناعة البترول والغاز في منطقة البحر المتوسط من خلال المشروع القومي، كي تصبح مركزا إقليميا لتجارة وتداول الغاز والبترول، كما أن هناك عدداً من الخطوات التي تم اتخاذها على الصعيد الداخلي، التي يأتي على رأسها تشكيل لجنة حكومية بهدف إعداد استراتيجية محددة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة.
ويعد إصدار قانون الغاز الجديد الخطوة الأولى لإقامة الجهاز المستقل لتنظيم أنشطة سوق الغاز بالإضافة إلى أن تحرير سوق الغاز تدريجيا، الذي سيؤدي إلى إعطاء فرصة للقطاع الخاص للدخول والمنافسة، وعلى الصعيد السياسي يتم تفعيل التعاون بشكل وثيق مع الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد تم توقيع مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي لدعم الشراكة الاستراتيجية للطاقة وتوقيع عدة اتفاقيات ثنائية مع الدول المجاورة مثل قبرص والأردن والعراق لتعظيم الاستفادة من اكتشافات الغاز بالمنطقة.
هذا بالإضافة إلى التعاون القوى بين مصر واليونان في صناعة البترول والغاز وتوقيع عدة اتفاقيات للتعاون بين الدولتين لوضع الإطار السياسي للمزيد من الاتفاقيات التجارية بينهما، وذلك وفقا لتأكيدات المهندس طارق الملا وزير البترول، خلال مشاركته في مؤتمر أبوظبى الدولي للبترول «أديبك 2018».
تفيذ مشروعات كبرى
على المستوى الفني والتجاري، جاءت تأكيدات المهندس طارق الملا بأنه جاري تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى في مجالات التكرير والبتروكيماويات والبنية الأساسية لتحقيق هدف تحول مصر إلى مركز إقليمي للطاقة، مشيرا إلى أن هناك تنسيق وتعاون مع الشركات العالمية العاملة في المنطقة في مجال البحث والاستكشاف من أجل تحقيق الاستغلال الأمثل للثروات الكامنة في منطقة المتوسط.
وفيما يتعلق بالبنية الأساسية المتاحة للغاز المسال لإعادة تصدير الغاز المنقول من شرق المتوسط، التي ستسهم في إمدادات الغاز لدول أوروبا وتنوع مصادر الإمدادات أشار المهندس طارق الملا، إلى وجود استفادة مشتركة من مشروع مصر القومي كمركز إقليمي للطاقة تتمثل في الاستفادة الاقتصادية لمصر، التي تتحقق من توفير مصدر للإيرادات من رسوم المرور والنقل والعديد من المزايا التجارية وتعزز ثقة السوق.
الاستغلال الاقتصادي الأمثل
أما على الصعيد الإقليمي، فإن مصر يمكن أن تصبح مركزاً للتكرير والتصنيع والتوزيع والنقل لتسهم في تحقيق الاستغلال الاقتصادي الأمثل لاكتشافات الغاز فى المنطقة، كما جاءت تأكيدات الوزير على استمرار الشراكة القوية مع الاتحاد الاوروبى في مجالات الطاقة والتنسيق والتعاون للاستفادة المشتركة من الفرص المتاحة ومواجهة التحديات التي تواجه المنطقة.
وفى هذا الإطار تستطيع مصر، أن تساهم في إحداث نقلة نوعية نحو استخدامات الطاقة النظيفة بمنطقة شرق المتوسط بما سيسهم في تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ وجهود تقليل الانبعاثات حول العالم، كما أن هذه الشراكة في مجال الطاقة تأتى على رأس الأولويات للجانبين في ضوء أهميتها كمحرك للنمو الاقتصادي، وتأتي مذكرة الشراكة التي تم توقيعها تعكس أهمية التفاهم المشترك وضرورة تطوير وتحسين التعاون بما يسهم في تحقيق أهداف استراتيجيات الاتحاد الأوروبي، لتأمين إمدادات مستقرة للطاقة وتنويع مصادرها والعمل على تحقيق التنمية المستدامة.
الاكتشافات الكبيرة
وأشار المهندس طارق الملا، إلى نجاح مصر في تحقيق عدد من الاكتشافات المهمة والكبيرة خلال السنوات الأخيرة مثل حقل ظهر والتي تشير إلى وجود احتمالات واعدة واكتشافات أخرى كبرى في المياه العميقة بالبحر المتوسط، وهو ما أطلق شعلة اهتمام الشركات العالمية للبحث عن الغاز والبترول، يتوقع أن تغير من مشهد الطاقة في منطقة المتوسط بأكملها، وضخ المزيد من الاستثمارات في مجال البحث عن الغاز الطبيعي بمناطق الامتياز المجاورة لحقل ظهر لتحقيق المزيد من الاكتشافات الواعدة بالمنطقة.
وزير البترول خلال افتتاح المعرض
وأوضح الوزير أن مردود الثروات البترولية الكبرى بحوض شرق المتوسط لا يقتصر على دول المنطقة فقط بل يمتد ليؤثر على الكيانات العالمية العملاقة التي تتمتع بخبرة كبيرة في مجال الطاقة، موضحاً أن مصر تعد أكبر وأسرع سوق متنامي للغاز الطبيعي في أفريقيا وشرق المتوسط.