تغريدات ترامب.. كيف لعبت الدور الأكبر في تحديد أسعار النفط؟
الأربعاء، 14 نوفمبر 2018 12:00 م
يعد استخدام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لمواقع التواصل الاجتماعي «توتير»، والخروج على الجماهير بشكل يومي سواء كانت تلك الجماهير عالمية أو محلية كما أنها في بعض الأحيان تكون موجهة بشكل مباشر لدولة أو جهة بعينها، وسيلة للضغط أو توجيه رسائل معينة لها أهداف تخدم السياسية الأمريكية.
ومن بين تلك «التغريدات» تلك التى يخرج علينا بها الرئيس الأمريكى والمتعلقة بالنفط و التي تكون في معظمها موجهه إلى منظمة «الأوبك»، حيث كانت محاولات الرئيس الأمريكي لدفع المنظمة من أجل التخلي عن سياستها بوضع سقف لخفض إنتاج النفط، وذلك من أجل العمل على خفض أسعار النفط، التي شهدت ارتفاعات منذ بداية العام الجاري، حتى وصل سعر برميل النفط لـ 80 دولارا للبرميل.. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه حاليا هل كان لتغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأثير على أسواق النفط العالمية؟
تغريدات ترامب لها تأثير بالغ على أسعار النفط
من جانبه، قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة الطاقة والبترول بالجامعة الأمريكية، إن تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمتعلقة بالنفط لها تأثير بالغ على أسواق النفط وإنتاجه، موضحا أنه منذ تغريدة الرئيس دونالد ترامب الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بعد اتفاق روسيا والمملكة العربية السعودية لتخفيض سقف إنتاج النفط والوصول إلى 2 مليون برميل.
وأوضح القليوبي، أنه بعد شهر مايو 2017 كانت بداية لارتفاع أسعار النفط، بعد تعرض الولايات المتحدة الأمريكية لعدد من العواصف، التي أدت إلى تدمير جزء من البينية التحتية والمتعلقة بمنشآت إنتاج النفط بولاية بوسطن وكذلك تدمير البنية التحتية لخطوط الربط ما بين الولايات المتحدة الأمريكية، ما أدى تدمير جزء كبير جدا من عمليات التخزين، وبالتالي لجوء الولايات المتحدة الأمريكية إلى استخدام المخزون الاستراتيجي.
اقرأ أيضا: أزمة إنتاج النفط.. السعودية تبحث مقترحا لخفض الإنتاج وحلفائها حتى مليون برميل يوميا
اجتماع أوبك بالجزائر وتقليل المعروض لـ 2 مليون برميل
وأضاف أستاذ هندسة الطاقة بالجامعة الأمريكية، أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بتصدير جزء من إنتاج النفط إلى الصين، لتقليل لخفض الإنتاج ولم يحدث ما كانت تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية وحدث نقص كبير جدا فى كميات النفط، وبالتالي كانت من ضمن آليات اجتماع منظمة الأوبك رقم 144 بالجزائر لتقليل المعروض لـ 2 مليون برميل نفط، ولكن ما حدث هو قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإرسال تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ينصح فيها أوبك بزيادة سقف الإنتاج لـ 1.3 مليون برميل.
اقرأ أيضا: تباطؤ الاقتصاد العالمي يمثل خطراً.. سر تراجع أسعار الخام الأمريكي مع استقرار أسعار النفط
وأضاف القليوبي، أنه بعد «تغريدة» الرئيس الأمريكي، التي كانت موجهة إلى منظمة «الأوبك» أدى إلى حدوث إرباك داخل المنظمة، ولم تعقب عليها المنظمة فى ذلك الوقت، ولكن بعد بضعه أيام كانت تصريحات المملكة العربية السعودية بزيادة الإنتاج لـ 1.2 مليون برميل نفط، وكذلك قيام روسيا بزيادة الإنتاج اليومي من 11 إلي 12 مليون برميل، وكذلك زيادة سقف الإنتاج لدى «روز نفط» و «لوك أويل»، بزيادة 200 ألف برميل كل ذلك أدى زيادة جزء كبير جدا من المعروض.
وتابع: كما أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت باستخدام عددا كبيرا جدا من الحفارات للاستكشاف والحفر من أجل زيادة الإنتاج، كل ذلك أدى إلى زيادة المعروض، وبالتالي كانت بداية انخفاض سعر برميل النفط من 80 دولارا إلى 70 دولارا للبرميل، مضيفا أن التغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأثير إيجابي مسموع على أسعار النفط، التي نجحت حتى الآن في تحريك منظمة أوبك لتعويض نقص المعروض، وذلك بعد تطبيق المرحلة الثانية من العقوبات الأمريكية على طهران خلال بداية الشهر الجاري.