عامان على وفاة محمود عبد العزيز.. الساحر لا يزال هنا

 

«حد يخاف من الموت.. كيف تخاف من الخواف.. الموت خواف لو مخوافش ميجيش مستخبى.. أقولك هو مش خواف هو خجول لدرجة معوزش حد يشوفه.. قربت منيه وقرب مني كتير وحسيت بأنفاسه.. الموت أنفاس خفيفة زي النسمة ميحسهاش إلا المقصود».. هكذا وصف الفنان محمود عبد العزيز الموت في جمل بسيطة بأحد مشاهد مسلسل جبل الحلال لتكون جمل مأثورة يرددها الجماهير.

 

وفي الذكرى الثانية على رحيل الساحر النجم محمود عبد العزيز، الذي رحل عن عالمنا 12 نوفمبر 2016 بعد صراع مع المرض، حتى وافته المنية عن عمر يناهز 70 عاما، لا يزال الساحر حيا في قلوب محبيه وعشاقه، ولما لا وهو يستطيع أن يبكيك وأن يضحكك في نفس الفيلم عشرات المرات، ولن ننسى له «الكيف» و«جرى الوحوش» و«الكيت كات».

 

ولد الساحر محمود عبد العزيز بمدينة الإسكندرية في حي الورديان، يوم 4 يونيو 1946 وحصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة الإسكندرية، تزوج مرتين وأثمرت الزيجة الأولى عن ابنيه المنتج والممثل محمد محمود عبد العزيز والممثل كريم محمود عبد العزيز، والثانية من الإعلامية بوسي شلبي.

 

وقد بدأ محمود عبد العزيز مسيرته الفنية في السبعينات بمسلسل «الدوامة»، حين أسند له المخرج نور الدمرداش دوراً فيه، بجانب كل من محمود ياسين ونيللي، وجاءت انطلاقته السينمائية من خلال فيلم «الحفيد» أحد كلاسيكيات السينما المصرية عام 1974، كما قدم العديد من الأفلام الرومانسية خلال فترة السبعينيات، حيث بدأ رحلته مع البطولة في عام 1975 عندما قام ببطولة فيلم «حتى آخر العمر».

 

 

قدم الساحر محمود عبد العزيز خلال مسيرته الفنية الممتدة ما يزيد عن 120 عملا فنيا متنوعا بين السينما والتليفزيون، ومسرحية واحدة وهي «خشب الورد»، تم اختيار 3 أفلام له ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وهي أفلام «العار، البرىء، الكيت كات»، وكان من أنجح أعماله التليفزيونية مسلسل رأفت الهجان وباب الخلق وجبل الحلال، كما حصل على جائزة أحسن ممثل من مهرجاني الإسكندرية ودمشق عن دوره في فيلم «الكيت كات».

 

ورحل محمود عبد العزيز بعد أن ترك ثروة كبيرة من الأعمال الفنية الخالدة، حيث ترك ما يقارب 85 فيلماً من بطولته، واستمر بالعطاء حتى آخر أيامه، وأظهر المصريون مشاعرهم الحزينة على غياب الساحر في عامه الثاني داعين الله أن يغفر له ويرحمه.

 

 

وفي الذكرى السنوية الثانية، نبرز أشهر الأقوال المأثورة له في العديد من أعماله الفنية ما بين الكوميديا والتراجيديا يحفرها الساحر في قلوبنا حتى لا تنسى.

 فمن أبرز الأفلام التي قدمها الساحر وظهر فيها أقوال لا تنسى فيلم الكيف الذي شاركه البطولة فيه الفنان يحيى الفخراني، الذي تناول فيه ظاهرة انتشار المخدرات.

 

استطاع الساحر أن يسخر من الواقع بطريقة كوميدية ومن أبرز الجمل التى قالها فى هذا الفيلم «الشكرمون طاخ في التروللي» و«لازم ندوش الدوشة بدوشة أدوش من دوشتها عشان ماتدوشناش» و«أول مانشخلل الشخاليل ونشبرأ الشواشي هتتسرسأ البصاري وحانشفك دوغري» و«يازيدي يازيدي».

 

 

ومن تلك الجمل أيضا عندما أجاب يحيى الفخراني، في الفيلم حول سؤاله لماذا يتناول المخدرات ويغيب عقله بها قال محمود عبد العزيز: «ده أنا بادهبزه وادهرزه عشان يبرعش ويحنكش ويبقى آخر طعطعة».

 

وفي رده على تهديدات تاجر المخدرات له في الفيلم جميل راتب قال الساحر:«احنا بالصلاة عالنبي حلوين قوى مع بعض.. لكن ساعة الغلط بنطرطش زلط.. يعنى لحمنا جملي مكندز مانتكلش».

 

 

«بحبك يا ستاموني مهما الناس لاموني» كانت أيضا من أبرز الجمل التى قالها الفنان الراحل محمود عبد العزيز فى فيلم الكيف، التي يرددها الأجيال الحالية على الرغم من عرض الفيلم عام 1985 إلا أنها من الجمل التي لا تنسى وحفرت في ذهون معجبيه.

 

كما قدم محمود عبد العزيز أغنية «يا حلو بانت لبتك أول ما دابت قشرتك يحرم عليا محبتك.. آه يا قفا آه يا قف» والتى ظلت من الأغانى الكوميدية التى يرددها الكثيرون حتى الآن والتي وصف فيها حبيبه بـ «القفا».

 

 

 

أما فى فيلم إبراهيم الأبيض، الذي قام فيه محمود عبد العزيز بدور المعلم زرزور خرج بعدة جمل أصبحت لغة الشباب حاليا وهي «الجرأة حلوة مفيش كلام» و«الإنسان ضعيف»، وكان ينطق كلمة ضعيف «دعيف» ليعطيها نكهة خاصة به.

 

وكانت أشهر الكلمات للفنان الراحل محمود عبد العزيز وهو يقوم بدور الشيخ حسنى الكفيف: «أنا بشوف أحسن منك في النور والظلمة وأنت بتستعماني ياصبحي»، وكان يؤكد طوال الفيلم أن البصيرة أهم من البصر فيستطيع ببصيرته أن يتوقع الأجواء المحيطة به في إطار كوميدي يشكك الناس حول إذا ما كان كفيف أم لا.