صنع منها أواني قرابين الآلهة.. كل ما تريد معرفته عن «الألباستر» (صور)

الإثنين، 12 نوفمبر 2018 08:00 ص
صنع منها أواني قرابين الآلهة.. كل ما تريد معرفته عن «الألباستر» (صور)
صناعة الألباستر والتحف الفرعونية

 
يعتبر فن «الألباستر» من الفنون الجميلة التي يشتهر ويتميز بها أهل غربي الأقصر، حيث تعد مملكة الصناعة اليدوية، التي تقدم السحر الخاص بها للسائحين الأجانب خلال زيارتهم لمحافظة الأقصر، عبر تقليد التحف الفرعونية التاريخية لبيعها كهدايا تذكارية للسائحين الأجانب.
 
والمرمر أو «الألباستر»، هو نوع من المعادن الخام البيضاء كما يوجد منه نوع ذو لون برتقالي. تتكون تركيبة المرمر من الجبس. وتركبيه الكيميائي كبريتات الكالسيوم CaSO4 • 2 H2O، ولكن يتميز بصلابته وشدة بياضه عند وجوده طبيعيا. 
 
وقد استعمله القدماء منذ غابر الأزمان في نحت التماثيل وصنع أدوات الزينة . يسمى أيضا «الألباستر» حجر ناعم الملمس يوجد في الطبيعة بالألوان مختلفة يتميز بدرجة صلادة منخفضة تسهل معاملته وتشكيله، كانت تعتبر المنحوتات المصنوعة منه حكر على الأثرياء قبل ظهور الرخام. 
 
وتعتبر مدن مثل برلين في ألمانيا وكذلك ميلانو وفلورنسا وليفورنو في إيطاليا من أشهر المدن التي يتوافر بها في العالم. كلمة ألاباستر كلمة مصرية قديمة ومعناها الوعاء أو المزهرية الخاصة بالرب باستيت. يوجد في مصر بين قنا وأسيوط وفي بعض المناطق الأخرى.
 
كل ما تريد معرفته عن صناعة الألباستر والتحف الفرعونية أشهر حرفة يدوية بغرب الأقصر (2)
 
في عصور ملوك الفراعنة استخدم الألباستر في صناعة الأواني التي تقدم فيها المشروبات قربانا للآلهة في المعابد القديمة، كما استخدم الألباستر في الحياة اليومية بالمنازل كانت تصنع منه أواني العطور والزيوت.
 
وصناعة الألباستر فن حقيقي لا يقل قيمة عن فن الخزف أو النحت، ويحتاج إلى مجهود أكبر من باقي الفنون المشابهة له، وحجر الألباستر يحتاج فنان ونحات مميز للقيام بتشكيلها بصورة مرهقة للغاية، كذلك يختلف بألوانه من «الأبيض والوردي والبيج والبني والرمادي والأسود والأخضر»، ولكل حجر استخدامه للفنان الذي يصنعه.
 
تستقر صناعة الألباستر في مدينة القرنة منذ عشرات السنين بمنطقة جبل القرنة ومداخل مقابر وادي الملوك والملكات ومعبد حتشبسوت بغربي الأقصر، ومازالت توجد المعارض والورشة الفنية المميزة لصناعة الألباستر وتقليد التحف منتشرة على جانبي الطريق.
 
والمهنة يتوارثها الشباب من الأجداد والأبناء الذين ينقلون تلك الحرف إلى أطفالهم للحفاظ عليها من الاندثار، وتم مؤخرا تأسيس جمعيات لتلك الصناعة لتعليم الجميع حتى خريجي الكليات والمعاهد العليا حتى يستفيدون بشكل أكبر منها.
 
STEGD
 
الجمعيات الجديدة تعلم المهنة وتساهم في المزج بين الفن القديم والتطور التكنولوجي لمواجهة الزحف الصيني في كافة الصناعات، وتصنع من تلك الأحجار التماثيل للملوك والتصميمات للمعابد والآثار الفرعونية القديمة، التي يقبل عليها السياح بصورة مميزة في الأقصر لتكون هدايا لأسرهم وأصدقاؤهم.
 
بداية ظهور تلك الفنون في التاريخ، تعود لمهندس الملك خوفو المسئول وقتها عن تصميم وبناء الهرم الأكبر، حين قام بقطع ألواح ضخمة من أحجار الرخام المصري أو الألباستر، وقام بنقل تلك الأحجار عبر نهر النيل ليقوم بتغليف حجرة الملك خوفو التي بناها داخل الهرم وكانت بمثابة لوحة جمالية داخل حجرات الأهرامات.
 
يتمتع هذا الحجر الجميل بطواعية للنقش تظهر إبداعات الفنان الذي يتناولها، والمهندس «الأمير حمايونو» استطاع من هذا الحجر إهداء الملك «خوفو» نموذجا مصغرا من تصميمه للهرم الأكبر، وبعدها قام الملك بإهداء كل أصدقائه من الملوك والأمراء ممن زاروا مصر قطعا من الألباستر كتب عليها «خوفو راعي الأرض».
 
والحاج سيد المطعني، أحد أشهر نجوم فن النحت وتقليد التحف بالبر الغربي، تعلم ذلك الفن منذ طفولته فى بيت «هوارد كارتر»، مكتشف مقبرة الملك توت عنخ آمو، وتبدأ أسعار تحف الألباستر من 50 جنيها على حسب الحجم والشكل وتصل لآلاف الجنيهات بحسب الفن والحرفة المميزة المستخدمة في صناعتها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق