لا تستهينوا بموقع التغريدات القصيرة.. هكذا يؤثر «تويتر» على الأسواق الاقتصادية

تلعب المعلومات التى يتم تشاركها على مواقع التواصل الاجتماعي، دورا حيويا في تعزيز كفاءة الأسواق المالية، إن لم يسئ استخدامها بنشر معلومات مضللة، والدليل على ذلك ما نراه من قدرة موقع التغريدات القصيرة «تويتر»، على التنبؤ بما سيحدث في الأسواق، وتحريكها نحو تحقيق المكاسب في أوقات كثيرة، ورغم أن البعض يجد صعوبة في تصديق أن المعلومات على «تويتر» و«فيسبوك» و«جوجل بلوجز» قد تؤثر على الأسواق المالية، إلا أنه في الحقيقة هذا أمر شائع حدوثه، خاصة بعد أن تحولت وسائل التواصل الاجتماعى، إلى منتدى شائعا لتداول الأخبار وتحليل الاقتصاد والتمويل. 

لا يخفى على أحد أن موقع مثل «تويتر» أصبح أحد أهم المنافذ لصانعي القرارات وواضعي السياسات والمعلقين الاقتصاديين وأتباعهم، فنجد حسابات ضخمة لكبار الاقتصاديين يقترب متابعيها في بعض الأحيان من ملايين النشطاء، وبالتالي كلمات قليلة يكتبها هؤلاء، تجد لها تأثيرا غير متوقع، وخير مثال على ذلك حساب رئيس صندوق النقد الدولى، كريستين لاجارد، والتي بكلمة منها على موقع التغريدات القصيرة ترفع دول في تصنيفها إلى السماء، وتهبط بأخرى إلى سابع أرض. 

اقرأ أيضاً: تويتر يبدأ استغلال شعبية كرة القدم: إطلاق ميزة جديدة للمشجعين

حسابات الصحف الاقتصادية الكبرى، مثل وول سريت جورنال، وفاينشال تايمز، التي تناقش الموضوعات الاقتصادية، لها تأثير مباشر على الأسواق، لأنها قد تلفت الانتباه لأمر ما، وتخلق حالة من الجدل والنقاش حوله.

وتوصل الأكاديميون إلى الكثير من الأدلة على أن موضوعات التواصل الاجتماعي في وسائل الإعلام تتنبأ بما سيحدث في الأسواق، وبشكل خاص في فترات الأخبار الاقتصادية السلبية عندما تكون النماذج التقليدية التي تستخدم المتغيرات المالية فقط غير كافية.

وعلى سبيل المثال، وجدت الأبحاث الحديثة دليلاً على أن نشاط البحث على الإنترنت يتنبأ بتحركات الأسعار في أسواق الأسهم الأمريكية - وحتى في سوق العقارات السكنية الأقل سيولة.

وكلما زادت كثافة البحث مع تقييم المشترين للمعلومات المتاحة، كلما زاد التأثير على الأسعار، وأظهرت ورقة بحثية أنه خلال أزمة منطقة اليورو الأخيرة، أثرت مناقشة وسائل الإعلام الاجتماعية وعمليات بحث جوجل ذات الصلة بـ"بريكست" على انتشار تكاليف الاقتراض بين ألمانيا، ودول منطقة اليورو الطرفية "اليونان وإيرلندا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا"، وكان هذا يفوق تأثير أحدث البيانات الاقتصادية.

قد يعجبك: تويتر يشهد تغييرات جوهرية.. هل تعجب المغردون؟

كما وجدنا أن استعلامات بحث جوجل وفيسبوك وبريكست، كان لها تأثيرا على السوق أقل من البحث على تويتر، وهذا أمر ليس غريب، فطبيعي أن يتجه المستخدمون في مثل هذه الحالات إلى "تويتر".

ويحصل مستخدمو "فيس بوك" على أغلبية أخبارهم عن العائلة والأصدقاء بنسبة 70% تقريبا، ونسبة ضئيلة لا تتخطى 13% من المؤسسات الإخبارية والصحفيين، أما فى الموقع الاجتماعى "تويتر" فنجد أن 36٪ من الروابط الإخبارية من العائلة والأصدقاء، و27٪ من المؤسسات الإخبارية والصحفيين، وهذا المزيج الأوسع من المصادر يعني أن "تويتر" يوفر نطاقًا أكبر من المعلومات، كما يتتبع مستخدمو "فيس بوك" أيضًا الجمهور بشكل عام، في حين أن مستخدمي تويتر أكثر تعليماً.