ممدوح عبد العليم.. "علي البدري" بطل من ورق باقٍ في القلوب
السبت، 10 نوفمبر 2018 05:00 م
ودع الفنان المصري الكبير ممدوح عبد العليم، عالمنا في 2016، في السابع من يناير، مخلفا صدمة لأحبائه حيث لم يعان الراحل الكبير من أية أمراض، إنما قضى نحبه متأثرا بمباشرة الرياضة في إحدى صالات الجيم الرياضية، بأحد الأندية الكبرى، دون مباشرة طبيب، أو مراقبة مدرب رياضي، يقيس درجة إنهاك قلبه، أو يجعله يتوقف عن ممارسة الرياضة، إذا ما لاحظ تعرضه للإجهاد.
ممدوح عبد العليم
وُلد ممدوح عبد العليم في مثل هذا اليوم العاشر من نوفمبر عام 1956، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية، إلا أنه أحب الفن، والعمل بالتمثيل، وكان قد تتلمذ على يد المخرجة إنعام محمد على حينما كان طفلا صغيرا، ثم قدمه المخرج نور الدمرداش في مسلسل الجنة العذراء، مع الفنانة كريمة مختار، وفي عام 1983 لفت انتباه المصريين بدوره في فيلم "العذراء والشعر الأبيض".
كانت سنوات الثمانينات هي الفترة الذهبية لبزوغ ممدوح عبد العليم، إذ أدى فيها أدوار عديدة في الكثير من الأفلام، التي منحته كارت الاعتراف بموهبته التمثيلية، فكان دوره في فيلم "البرئ" المثقف حسين وهدان، الذي يلقن ابن قريته أحمد سبع الليل الأفكار الخيرية عن المجتمع، ثم يفاجئ به في المعتقل، فيصرخ أحمد سبع الليل "أحمد زكي" بقوله: حسين أفندي بن الحاج وهدان لا يمكن أن يكون من أعداء الوطن أبدا.
عام 1986 سيكون أحد أهم الأعوام في مسيرة ممدوح عبد العليم الفنية، حيث سيمثل فيه ستة أعمال سينمائية دفعة واحدة، هي البرئ، والحرافيش، ووداعا يا ولدي، تحت التهديد، ووعد ومكتوب، ومشوار عمر، وفي العام 1988 سيلعب بطولة "بطل من ورق" الذي سيساهم في صنع نجوميته، وفي الفترة من 1986، حتى 1990، سيلعب المزيد من الأدوار في أفلام سينمائية ومسلسلات ستساهم في تكوين شهرته، ومنها كتيبة الإعدام، وسوبرماركت، وليالي الحلمية الجزء الثاني، كما ستتوالى مشاركته في أجزاء مسلسل ليالي الحلمية مطلع التسعينات، في دور علي البدري، نجل سليم البدري.
وفي العام 1991 سيقدم ممدوح عبد العليم فيلمه المهم "سمع هس" الذي سيلعب بطولته هو وليلى علوي، ويجسد فيه دور موسيقي مغمور، يتعرض لسرقة لحنه من قبل موسيقى شهير، معروف للنخبة الموسيقية، ويعجز عن انتزاع حقه في اللحن بالقانون، كما سيلعب في العام 1992 دوره الأشهر في فيلم "الحب في طابا" الذي سيقى راسخا في أذهان الشباب المصري مطلع التسعينات، وحتى نهاية العقد.
في لقاء له مع الإعلامية منى الشاذلي يقول ممدوح عبد العليم، أنه عام 1988، اعتاد أن يلتقى هو مجموعة من الفنانين والمخرجين، منهم شريف عرفة، وماهر عواد، وسعيد حامد، للعب الكوتشينة، في سهرة طويلة تنتهى بأن يجلب الخاسر عشاء للمجموعة، وفي ليلة من الليالي قرأ عبد العليم سيناريو فيلم "سمع هس" الذي حاول شريف عرفة وماهر عواد عرضه على المنتجين، لكنهم أغلقوا الباب في وجوههم بعد فشل فيلمهم "الدرجة الثالثة" لسعاد حسني، وأحمد زكي، الذي لم يستمر عرضه لمدة ثلاثة أسابيع.
اتفق ممدوح عبد العليم مع شريف عرفة، وماهر عواد، على إنتاج هذا الفيلم، الذي كان استعراضي، فألف ألحانه مودي الإمام، وكتبها بهاء جاهين.
حصل سمع هس جائزة مهرجان القاهرة السينمائي، ولم يتم طرحه في أعقابه المهرجان، في دور السينما، يقول ممدوح عبد العليم: أنتجنا الفيلم سنة 1989، وبعد حصولنا على جائزة في مهرجان القاهرة السينمائي، المسؤولون عن دور السينما أجلوا طرح الفيلم في دور السينما، الذين كانوا يقفون ضد نجاح الفنان في إنتاج فيلمه، فتأجل طرح الفيلم لمدة عام ونصف، الحكاية بها سبق إصرار على عدم مساعدة الفنان على أن ينتج فيلمه.
ويتابع: احنا لو كنا نجحنا، كان مسار السينما هيختلف تماما، وكان معايا شوية فلوس فكرت يا إما اتجوز بيهم، يا إما أنتج بيهم، فقررت أنتج لأن الإنتاج هيحقق كل الأحلام.
اقرأ أيضا
في ذكرى وفاته الأولى.. مصر تحقق حلم ممدوح عبد العليم بإنشاء وكالة فضاء مصرية