أحد أسباب الإرهاب الدولي.. الجريمة الإلكترونية تجمع ما فرقته السياسية العالمية
السبت، 10 نوفمبر 2018 08:00 م
الجرائم الإلكترونية تُعد من أخطر أنواع الجرائم في العصر الحديث، وذلك نظرًا لاتساع نطاق استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة في العالم، لذا من الأهمية بمكان معرفة أسبابه وآثاره، وكذا طرق مكافحته.
ومن المعروف أن مصطلح «الجريمة الإلكترونية» الذي انتشر استخدامه بعد الطفرة التي حققتها استخدامات الحاسب الآلى والإنترنت وتكنولوجيا المعلومات وبالتحديد فى معظم الأنشطة الحياتية، كل هذه الأمور اضطرت عدد من الدول على مستوى العالم بلغت ما يقرب من 30 دولة للتوقيع على «الاتفاقية الدولية الأولى لمكافحة الجريمة عبر الإنترنت»، في بودابست، عام 2001 م، حيث تعد من أخطر أنواع الجرائم التي ترتكب عبر شبكة الإنترنت.
المقصود بالجريمة الإلكترونية ؟
الجريمة الإلكترونية تُعرف بأنها التهديد والتخويف والعدوان سواء المادى أو المعنوى من خلال الوسائل الإلكترونية التى تصدر من الأفراد والجماعات والدول إلى دول وأفراد فى أماكن أخرى حيث تؤدي تلك الهجمات التي يشنها إلى عنف ضد الممتلكات والأشخاص أو تحديداَ تؤدى إى إحداث أذى كافياً من أجل نشر الخوف والرعب، وذلك ما يُطلق عليه الإرهاب الإلكترونى الذى يعتمد على استخدام الإمكانيات التقنية والعلمية واستغلال الشبكات المعلوماتية، ووسائل الاتصال من أجل ترويع وتخويف الآخرين وإلحاق الضرر بهم وكذا تهديدهم.
اقرأ أيضا: القضاء يقتص من «داعش الصعيد».. قصة التنظيم من تجنيد السيدات والأطفال إلى المؤبد
مثل هذه الأمور، حدثت فى عام 2000م ، فى الوقت الذى أدى فيه انتشار فيروس الحاسوب «I love you» إلى كارثة بمعنى الكلمة عبارة عن إتلاف معلومات بلغت قيمتها نحو 10 مليارات دولار أمريكي، وكذا في عام 2003م حينما أدى فيروس «بلاستر» الدمار في حوالى نصف مليون جهاز من أجهزة الحاسوب، وفى تلك الأثناء قدرت «مجلس أوروبا في الاتفاقية الدولية لمكافحة الإجرام عبر الإنترنت» مبالغ ضخمة من الخسائر نتيجة الفيروسات المعلوماتية بنحو 12 مليار دولار أمريكي سنوياً.
وفى الحقيقة أن عملية ظهور الحواسب الآلية أدى بشكل مباشر إلى تغيير ملامح العالم بعد أن أصبح الاعتماد على الوسائل الحديثة لتقنية المعلومات يزداد بشكل مخيف ومرعب سواء فى المجال الأمنى أو التعليمى أو المرافق العامة أو المؤسسات المالية ما أحدث معه حالة تبدو إيجابية ذات فوائد جمه، إلا أن الوجه الآخر لتلك الوسائل الحديثة لتقنية المعلومات يتمثل فى الاستخدامات الضارة لهذه التقنية، وعلى رأسها الإرهاب الإلكتروني الذى أصبح بمثابة الخطر الأكبر الذى يهدد العالم بأسره.
الجرائم الإلكترونية أو الإرهاب الإلكترونى أصبح هاجساَ يسبب الرعب لمنطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة والعالم بصفة عامة، وذلك لتعرضه بشكل دائم لهجمات الإرهابيين من خلال التكنولوجيا الحديثة، وبثّ شائعاتهم وأفكارهم المسمومة عن طريق الإصدارات أو البيانات التحريضية، ومما يزيد معه الأمر صعوبة أنَ ذلك التقدم التكنولوجى لا يتوقف أو ينقطع لحظة.
عملية تدفق التقدم التكنولوجى يجعل من الصعوبة بمكان على الأفراد مواجهة هذه العمليات الإرهابية المستمرة التى تتخذ من التقنية سبيلاَ لتنفيذ مخططاتهم وجرائمهم والأخطر من ذلك كله أن الجيل السابع من التقنية الحديثة و التكنولوجيا فى ألعاب الأطفال أدخلت عدد من الألعاب التى تحرض الأطفال على ارتكاب الجرائم الإرهابية منها على سبيل المثال لا الحصر ألعاب تحرض الطفل على قتل الجنود والشعب مثل ألعاب الديمو وجاتا وغيرها من الألعاب حيث أصبح الإرهاب وشبكات الإنترنت مرتبطان بطريقتين: الأولي ممارسة الأعمال التدميرية والتخريبية لشبكات الإنترنت والحاسوب.
والثانية: أن شبكات الإنترنت أصبحت منبرا دائماَ للأفراد والجماعات المختصة بنشر رسائل الكراهية والعنف وللاتصال ببعضهم البعض وبمؤيديهم والمتعاطفين معهم .
وهناك العديد من الوسائل التى أدت لظهور الإرهاب في العصر الحديث منها أسباب فردية، وأخرى اجتماعية، ولعل أهم الأسباب الخاصة للإرهاب الإلكتروني والتى أدت إلى انتشاره ما يلى :
أولا: ضعف بنية الشبكات المعلوماتية وعدم خصوصيتها وقابليتها للاختراق بسهولة، لأن شبكاتِ المعلومات مصممة في الأصل بشكلٍ مفتُوحٍ دون قيود أو حواجز أمنية عليها، رغبة في التوسع وتسهيل دخول المستخدمين، وتحتوي الأنظمة الإلكترونية والشبكات المعلوماتية على ثغرات معلوماتية، ويمكن للمنظمات الإرهابية استغلال هذه الثغرات في التسلل إلى البنى المعلوماتية التحتية، وممارسة العمليات التخريبية والإرهابية.
اقرأ أيضا: وفقا للقانون.. عقوبة الالتحاق بقوات أجنبية أو جمعية إرهابية للقيام بعمل إرهابي؟
ثانياً: غياب الرقابة الذاتية عن طريق التربية، وخصوصية الثقافة المجتمعية، وإلغاء الحدود الجغرافية داخل المجتمع الإلكترونى مما يؤدى إلى تدني مستوى المخاطرة، فيستطيع محترف الحاسوب أن يقدم نفسه بالهوية والصفة التي يرغب بها، أو يتخفى تحت شخصية وهمية، ويطلق على نفسه ألقابا، أو أسماء مستعارة، ويؤيدها بأدلة مادية ملموسة كالصور، أو بعض المعلومات الصحيحة ليثبت جديته، ومن ثم بعد فترة يستطيع أن يشن هجومه الإلكتروني وهو مسترخ في منزله من دون مخاطرة مباشرة، وبعيداً عن أعين الناظرين.
ثالثاً: سهولة الاستخدام التقنى وقلة التكلفة المادية، فقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى، وجميع وسائل التواصل الالكترونى زهيدة التكلفة ومتوفرة في جميع دول العلم، بخلاف فترة الثمانينيات من القرن الماضى مثلا إن السمة العولمية لشبكات المعلومات تتمثل في كونها وسيلة سهلة الاستخدام, طيعة الانقياد, قليلة الكلفة، لا تستغرق وقتاً ولا جهداً كبيراً، مما هيأ للقرصنة وهى فرصة ثمينة للوصول إلى أهدافهم غير المشروعة، ومن دون الحاجة إلى مصادر تمويل ضخمة، فالقيام بشن هجومٍ إرهابي إلكتروني لا يتطلب أكثر من جهاز حاسب آلي متصل بالشبكة المعلوماتية ومزود بالبرامج اللازمة.
رابعاً: صعوبة اكتشاف وإثبات الجريمة الإلكترونية، لأن التكنولوجيا لا تستطيع تحديد هوية مرتكب الجريمة الإلكترونية إلا عن طريق أجهزة معينة تمتلكها بعض المؤسسات الأمنية، أما الأفراد فلا يستطيعون تحديد ذلك .
في كثير من أنواع الجرائم المعلوماتية لا يعلم بوقوع الجريمة أصلاً وخاصة في مجال جرائم الاختراق، وهذا ما يساعد القراصنة على الحركة بحرية داخل المواقع التي يستهدفها قبل أن ينفذ جريمته، كما أن صعوبة الإثبات تعتبر من أقوى الدوافع المساعدة على ارتكاب الجرائم وأعمال الإرهاب الإلكتروني؛ لأنها تعطي المجرم أملاً في الإفلات من العقوبة.
اقرأ أيضا: تفاصيل جديدة في دعوى إغلاق "بي بي سي".. أسطوانة تفضح المخطط (مستند)
خامساً: : الفراغ التنظيمي والقانوني وغياب جهة السيطرة والرقابة على الشبكات المعلوماتية:
إن الفراغ التنظيمي والقانوني لدى بعض المجتمعات العالمية حول الجرائم المعلوماتية والإرهاب الإلكتروني يعتبر من الأسباب الرئيسة في انتشار الجرائم الإلكترونية وكذلك لو وجدت قوانين تجريمية متكاملة فإن المجرم يستطيع الانطلاق من بلد لا توجد فيه قوانين صارمة ثم يقوم بشن هجومه الإرهابي على بلد آخر يوجد به قوانين صارمة، وهنا تثار مشكلة تنازع القوانين والقانون الواجب التطبيق.
كما أن عدم وجود جهة مركزية موحدة تتحكم فيما يعرض على الشبكة وتسيطر على مدخلاتها ومخرجاتها يعدُّ سبباً مهماً في تفشي ظاهرة الإرهاب الإلكتروني, حيث يمكن لأي شخص الدخول ووضع ما يريد على الشبكة, وكل ما تملكه الجهات التي تحاول فرض الرقابة والصول إلى بعض المواقع المحجوبة, أو إغلاقها وتدميرها بعد نشر المجرم لما يريده فيها.
ومن الأسباب – أيضا – غياب دور المنزل والمدرسة في الرقابة على الأطفال والشباب، مما يجعلهم يستخدم هذه التكنولوجيا استخداما خاطئا، أو يتمادى الطالب في السلوك التقنى السئ، ومن الأسباب التى أدت إلى ظهور الإرهاب عامة والإلكترونى خاصة الغلو والتشدد في بعض نظم التربية، فبعض الشباب ممن يستخدمون التكنولوجيا يرون أنهم أعلم من غيرهم
وربما بدا سبب الفراغ الذى يغلب على كثير من الشباب سببًا رئيسًا، فبسبب الفراغ يلجأُ الشباب إلى هذه التكنولوجيا، وقد يقع في براثن الإرهابيين عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى، ومن الأسباب غير المباشرة الجهل بطريقة التصحيح الصحيحة في التعامل مع التكنولوجيا .
لكل هذه الأسباب والدوافع وغيرها أصبح الإرهاب الإلكتروني هو الأسلوب الأمثل والخيار الأسهل للمنظمات والجماعات الإرهابية ، بل وبعض الأفراد المرضى.