على تلك المقصورة كان يقيم «رمسيس الثاني» احتفالاته بالمطرية (صور)
الخميس، 08 نوفمبر 2018 12:00 مإبراهيم الديب
اكتشاف جديد وصف بـ«الهام» خلال موسم الحفائر الماضى «مارس- أبريل 2018»، والذى تنفذه البعثة الأثرية لجامعة عين شمس، أثناء عملها بمنطقة «عرب الحصن» بحى المطرية، بعد عثورها على «مقصورة احتفالات» الملك رمسيس الثانى التى تعد فريدة من نوعها، وتعود لعصر الدولة الحديثة فى رحاب معبد «رع» بمنطقة عين شمس.
البعثة الأثرية لجامعة عين شمس، استكملت أعمالها للكشف عن باقى القطع الأثرية المفترض وجودها فى تلك المنطقة، لاسيما بعد عثورها على باقى المقصورة، وأعتاب الأبواب المؤدية إليها لتتضح صورتها كاملة، والتى كان يستخدمها الملك «رمسيس الثاني» فى جلوسه، أثناء الاحتفال بأعياد تتويجه ملكا على مصر، وعيده اليوبيلى المعروف عند قدماء المصريين بالـ«حب سد».
الدكتور ممدوح الدماطي، رئيس البعثة الأثرية التابعة لجامعة عين شمس، أشار إلى أنه من المرجح استخدام تلك المقصورة لهذا الغرض طوال عصر «الرعامسة»، لافتا إلى الكشف عن مجموعة من الجدران اللبنية، وبداخلها جرار تخزين كبيرة من ألفخار فى موقعها الأصلى من عصر الآنتقال الثالث، وهو ما يقرر أن تلك المنطقة كانت ذات صبغة اقتصادية، وتم استخدامها لإمداد المعبد باحتياجاته من الغلال والسلع.
كما توصلت البعثة، بحسب «الدماطي» إلى اكتشاف العديد من القطع الأثرية منها الأوانى ألفخارية، و«جعارين»، والكتل الحجرية التى تحتوى على نقوش هيروغليفية محفورا على إحداها خرطوش الملك رمسيس الثاني.
ولم تتوقف اكتشافات البعثة عند هذا الحد، بل ظلت تمارس أعمالها، حتى توصلت الأسبوع الجارى إلى كميات كبيرة من أجزاء أحجار جيرية منقوشة تعود للعصور المتأخرة، حسبما أعلن الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الأثار المصرية، ورئيس البعثة حاليا من الجانب المصري، وتعود تلك الأحجار إلى عصر الأسر الثانية عشر، والعشرين، والعصر المتأخر.
الأحجار المنقوشة عثرت عليها البعثة بالقرب من وحدة لحرق الأحجار لصناعة الجير فى ذلك الوقت حيث إن جميع الأعمال تركزت هذا الموسم فى منطقة الورش الصناعية التي ترجع إلى ما بين القرن الرابع والقرن الثاني قبل الميلاد، بالإضافة إلى العثور على بعض أجزاء تماثيل، بالمنطقة الواقعة شرق مسلة المطرية.
وبالنسبة لموقع الكشف، فهو عبارة عن جدار من الطوب اللبن يمثل سور وسلم مصنوعان من الحجر الجيري، وتمر أسفل السلم قناة مياه من الحجر الجيري، وباب وهمى ملاصق للجدار مصنوع من الحجر الجيرى يرجح أنه كان مرتبطا بالطقوس داخل معبد الشمس، وقد تم العثور أيضًا على نقش يخص الاله «آتوم» بصفته المسئول عن ألفيضان ويرجع فى الغالب إلى فترة العصر المتأخر (٦٤٦ق. م ـــ ٣٣٢ ق.م).
وأنشأت البعثة مظلة عبارة عن بناء فى المتحف المفتوح فى الركن الجنوبى الشرقى من منطقة المسلة مفتوح من ثلاث جهات ومغطى بسقف لعزل الأحجار الجيرية المكتشفة والبازلت عن أشعة الشمس المباشرة وكذلك عرض هذه القطع بأسلوب متحفى لائق يجذب الزائر، وذلك بتمويل من الجانب الألمانى وتحت إشراف قطاع المشروعات بوزارة الآثار.