قصة حب «هوارد كارتر» والصحراء تنتهي باكتشاف أهم مقبرة في التاريخ الفرعوني
الأربعاء، 07 نوفمبر 2018 06:00 م
هناك فى صحراء الأقصر وبالتحديد بالبر الغربي بمنطقة وادى الملوك الأثرية، مر 5 سنوات وهوارد كارتر يبحث عن إكتشافٍ أثرى جديد، ليعزز تاريخه فى البحث عن الأثار ويكتب اسمه بين مُكتشفى المقابر الأثرية العتيقة وكأحد أساطير علم المصريات، فكان الأمر مثل السراب الذى يبحث عنه تائه فى صحراء جرداء تخلو من كل شئ عدا الحلم، ولقد تعلق بحلمه الكثير من أبناء الصعيد ممن كانوا يعملون معه فى رحلة بحثه.
اقرأ أيضا: «هما معانا ولا علينا».. «النباشين» على بُعد خطوات من الاندماج مع منظومة النظافة الجديدة
كلما مر الوقت، زاد شغف ورغبة «كارتر» فى إكتشاف مقبرة أحد ملوك الفراعنة العظام، أو حتى أحد خَدَمِهم، فمنذ أن لمست قدماه وادى الملوك بالأقصر، وهو يحفر ويبحث ولا يأخذ قسطاً من النوم أو الراحة إلا القليل، وينادى ربه عسى أن يمنحه ما يريد، إلا أنه بعد مرور 5 سنوات من تواجده فى مواقع الحفر، تملك اليأس منه ونفذ صبره وقرر أن يُنهى ما بدأ، ثم ذهب لأخذ قسطاً من النوم فى خيمته.
اقرأ أيضا: طريقة جديدة لمحاربة المخالفين.. «القاهرة» تُحذر المواطنين: هذه المباني فيها «سم قاتل»
لحظات مرت على دخول «كارتر» مضجعه، دخل عليه عامل صعيدى وأحد أبناء مدينة أقصر الطيبة وهو يصيح «لقينا حاجة.. فى رسومات فرعونية»، تاه عقل كارتر للحظات، وكأنه لم يُصدق ما سمعته أذناه، ثم قفز الرجل مسرعا من مضجعه وكأنه شاب لا يزال فى مقتبل عمره وتحققت إحدى أحلامه مما دفعه للانطلاق، ففى واقع الأمر اكتشف هذا العامل الذى ارتسمت الملامح الفرعونية على وجهه أحد أهم الاكتشافات الفرعونية على مر التاريخ.
تحرك كارتر نحو الاكتشاف الذى قاده إليه العامل، فوجد قبو فرعونى وحوائط مزخرفة برسومات مصرية قديمة، وحينها لم يكن كارتر يصدق ما يرى، فقرر حينها على الفور شق الأنفاق والأخاديد حتى يجد طريقاً يقوده إلى الوصول إلى دهاليز هذا الكهف الفرعونى المجهول، حيث لفت انتباهه ثبات الحوائط والتى بدت وكأنها على حالتها من آلاف السنين، فهدوء المكان يثبت صحة ما اعتقده كارتر، هذا المكان لم يدخله بشر منذ أن لمسته أيادى الفراعنة منذ أكثر من 2500 عام.
اقرأ أيضا: محتويات المتحف المفتوح في معبد الكرنك.. بوابة مهمة لتنشيط السياحة
بالفعل بدأ العمال فى حفر الأنفاق، وبعد ساعات من الحفر المستمر دون توقف، صاح أحد العمال «حيطة تانية عليها أقفال»، لم يصدق كارتر ما سمع، وتوجه بنفسه ليري شكل الحائط، فوجده مثل السرداب السرى، يخفى شئياً خلفه، فتح كارتر القفل بنفسه، وبعد أن فتح السرداب السرى، وجد مقبرة لم يظهر عليها فخامة الفراعنة وملوكهم، ظن حينها أن اكتشافه لم يكن لأحد من ملوك هذه الأرض فى يو من الأيام، على الرغم من تواضع تخطيطها.
لحظات قليلة من تأمل كارتر فيما شاهده، فقد وجد قبر خشبي تكسوه مياه الذهب، وكأنه لطفل صغير، على الفور استرجع تاريخ الفراعنة وملوكهم، وأى الملوك مات صغيراً، فحضر فى ذهنه توت عنخ أمون الصغير، ابن الملك أخناتون العظيم، فقال فى باله: «كيف ذلك، هل وجدته فعلا، الملك الصغير الذى قُتل من أجل السلطة، ابن الملك أخناتون العظيم، يا الله»، إلا أنه كان ذلك حقاً.
اقرأ أيضا: بلاغ لـ«الآثار والخارجية».. قناع أثري من تابوت يرجع للقرن الـ25 معروض للبيع بلندن
على الفور أمر كارتر بخروج تمثال الملك الخشبى الموجود، وطلب من أحد العمال أن ياتى لكى يحمل تمثال الفرعون إلى خارج السرداب، أتى الرجل فرحا وكأنه يعطيه كنزا له، حمل التمثال برفق، كأنه يحمل طفل، ينظر بنظرات حانيه فخوراً، فهو أول من حمل أصغر ملوك مصر القديمة وأشهرها.