ورش الكتابة الأدبية في عيون حاضريها.. تصنع كاتبا أم مكلمة فقط؟
الأربعاء، 07 نوفمبر 2018 12:00 ص
نظم معهد جوته الألماني بالقاهرة، حفلا لختام ورشة قصص القاهرة القصيرة، التى انطلقت في مصر للمرة الثالثة على مدار شهري يونيو ويوليو الماضيين، وكانت هذه الورشة مفتوحة لأي كاتب مصري للتقديم فيها، مجانا، شرط أن يكون نصه القصصي جيد، أو يتوفر فيه الحد الأدنى من المعايير الفنية والأدبية وتم اختيار لجنة من الأدباء والنقاد، لتحكيم النصوص القصصية المرسلة إلى الورشة، من أجل اصطفاء أفضل 12 نص قصصي قصير، ليكون أصحابهم أعضاء الورشة.
قصص القاهرة القصيرة
كان معهد جوته الألماني قد أطلق ورشة قصص القاهرة القصيرة، عام 2014، واستمرت بعدها لعام 2015، وشارك قصاصون وأدباء مصريون كثيرون في فعاليات هاتين الورشتين، وسافر الفائزون إلى فرانكفورت لحضور معرضها للكتاب، والمشاركة في فعالية أدبية عن الورشة، يقدم فيها الفائزون أنفسهم إلى جمهور المعرض هناك.
في يونيو الماضي بدأت الورشة، التي قدمها كاتب هذه السطور، والتي كانت تجربته الأولى في تقديم مثل هذه الورشة، وكان قبلها لا يعتقد في الورش الأدبية، ولا يرى أنها تصنع كاتبا من العدم، وأن الكاتب تصنعه ورشته الخاصة، ودأبه، وقراءته وممارسته للكتابة لساعات طويلة.
تلقيت تكليفات محددة من المسؤولين عن النشاط الثقافي بالمعهد، بمساعدة الكتاب المنخرطين في الورشة في تنقيح نصوصهم، وتحريرها، وبالطبع وضع محاور وبرنامج الورشة التي ستستمر لمدة 9 أيام في يونيو ويوليو.
كانت مدة العمل خلال هذه الأيام التسعة، ثمان ساعات كل يوم، مقسمة إلى 3 أيام كل أسبوع، ولمدة 3 أسابيع، فوضعت محاور وبرنامج لكل ثلاث أيام على حدا، ووضعت محورا عاما، يربط الأيام التسعة كلها، وهكذا كانت الورشة تمضي بين نقاشات ساخنة عن ماهية القصة القصيرة، وعن الفارق بينها وبين الرواية، والرواية القصيرة أو النوفيلا.
كانت المناقشة تبدأ في الغالب وفقا للمحاور التي وضعتها، من أسئلة تقليدية، عن القصة القصيرة، وكيف نبدأ الكتابة، كيف نستهل الحكاية، الفارق بين القصة والخبر الصحفي، الفارق بين القصة القصيرة الأدبية والقصة الصحفية، وكانت الورشة ممتعة لمقدمها، كما كانت ممتعة للكُتاب الذين شاركوا فيها، لأننا جميعا اكتسبنا خبرات جديدة عن الأدب، بمناقشة المعضلات التي تصيب الكُتاب خلال عملية الكتابة، وكذلك كيفية المواصلة، أو كيفية التوصل إلى حلول لإنهاء القصة أفضل نهاية.
ورشة الكتابة الأدبية، هي بمثابة دورة تدريبية قصيرة، تساعد الكاتب على شحذ أدواته، فإن كان هناك أنواع من النجارين، بعضهم كما يقال "نجار باب وشباك" فهناك نجارون متخصصون في صنع الحليات الخشبية الصعبة، والزخارف النباتية وصنع الديكورات العملاقة، في البيوت، أو المكتبات الشاهقة في الجامعات، وهؤلاء ليسوا كالأولين، وفي كل مهنة هناك فنانون متخصصون في صناعة القطع الصعبة، وهناك عاديون يعملون بآلية ووفق خط الإنتاج.
خلصت من الورشة أنني أنا أيضا استفدت من الكٌتاب المشاركين ومن خبراتهم في الكتابة، ومن حيلهم الطازجة كما شاركت معهم بأفكار تعرضت للنقد، والمراجعة، كما راجعوا هم أيضا أفكارهم عن الكتابة والقصة القصيرة، كما خلصت أيضا أن ورش الكتابة المجانية، هي أفضل من الورش التي يدفع فيها القصاصون مبالغ مالية، وربما لا يستفيدون منها، وإنما يستفيد فقط منظمو الورشة، وعليه فإن ورش الكتابة المجانية أو المدعومة من المراكز الثقافية الأجنبية هي في رأيي الأفضل لأن الكاتب يشارك فيها بنصه، أي بجهد وأفكاره الإبداعية المبتكرة، وليس بمبلغ مالي يجعل مشاركته في الورشة كمن يحجز مقعدا في كورس.
الفائزات في ورشة قصص القاهرة القصيرة هذا العام من اليمين إسراء وهند وكاميليا
فاز في ورشة قصص القاهرة القصيرة في دورتها الثالثة في مصر هذا العام الكاتبة هند جعفر، من الإسكندرية بقصتها "ركض دائري" وفي المركز الثاني حلت القاصة إسراء مقيدم بقصتها "أحمر لامع يسر الناظرين" وفي المركز الثالث حلت القاصة كاميليا حسين بقصتها "عناكب".