مراجعة خطبة الجمعة والبحث عن حل لحصة التربية الدينية.. نصائح لمحاربة التطرف
الإثنين، 05 نوفمبر 2018 01:00 م
بات من الواضح أن مصر بحاجة إلى خطة حاسمة لتجديد الخطاب الديني، وانتزاع الأفكار المتطرفة من الألسنة التي تصرح بها، وبات من الواضح أن هذه الخطة صارت مطلبا واجب التنفيذ، يوصي بها رأس الدولة، فمن يتلقف الوصية، ويعمل على تنفيذها؟
اقرأ أيضا: على طاولة المفتي.. هل استغناء دار الإفتاء عن كتب التراث يشوه مناهج الفتوى؟
وإذا كان الطريق صعبا، وغير ممهد، فمن الأفضل أن نبدأ اليوم، ولا نؤجل العمل إلى الغد، وفي أيدينا العديد من الأفكار، والحلول، أولها مراجعة ما يقوله خطباء الجمعة، والكثير منهم تابعين لوزارة الأوقاف، والتفكير في العبارات التي يخرج فيها أحيانا الخطباء عن النص، بحكم تعودهم على الخروج عن نص الخطبة المكتوبة.
وفي خطبة الجمعة كل أسبوع بكل شارع وبكل حارة في مصر، ستجد بسهولة الخطيب الذي يزم في شركاء الوطن، المسيحيين أو الأقباط، أو يبتذل أتباع الديانات الأخرى، أو يصفهم بأنها عقائد فاسدة، على غرار ما فعل أحد المتحدثين الأزهريين في برنامج تلفزيوني منذ شهير.
اقرأ أيضا: وزير الأوقاف يفتح الملفات الشائكة.. ماذا قال الدكتور «مختار جمعة» عن تجديد الخطاب الديني؟
والمجتمع الذي يمر بوقت صعب، ويأمل أن ينتزع نفسه من وحل الأفكار المتطرفة يجب أن يصوب جهده إلى الأجيال الجديدة، والنشأ، ويكون هناك حصة مدرسية يتحدث فيها مُعلم متخصص عن الوحدة المجتمعية بين الأطفال المسلمين والمسيحيين، ويحذر الأطفال من الممارسات المرذولة، ومن ذلك التهكم على الطلبة المسيحيين، المغادرين إلى حصة التربية المسيحية، بل ونبذ أيضا هذا التقليد، الذي يقصي بعض الطلبة من الفصل، ويبقي آخرين في حصة التربية الدينية، والتوصل إلى فكرة تمح من قلوب وأذهان الطلبة الصغار، أنهم يخرجون من الفصل وقت حصة التربية الدينية.
والقراءة أحد الحلول التي يجب أن يضعها في اعتباره الراغب في عمل إصلاح ديني حقيقي، فالقراءة تنور العقول، ومع نشر القراءة، والتأكيد على أهمية حصة القراءة المدرسية، وعدم محاربة الكتب، وعدم حظرها، وعدم مصادرتها، وإتاحتها، وفتح المكتبات العامة في كل حي وفي كل شارع، وعمل مسابقات للقراءة في الأحياء، والمدن، ومراكز الشباب، وغيرها، سوف يزدهر المجتمع، وسيتخلص تدريجيا وتلقائيا من الأفكار المتطرفة.
اقرأ أيضا: رسائل تصريحات السيسي لصحيفة الشاهد الكويتية: لا تصالح مع الإخوان ويجب تجديد الخطاب الديني
ومحاربة الأفكار والأكليشيهات ونشر الوعي هو أحد أهم وسائل محاربة التطرف، والفكر المنحرف، ومن هذه الأفكار والأكليشيهات، هو ما يردده الدعاة المتطرفون، والمنحرفون على منابر بعض الزوايا غير المفروض عليها سيطرة وزارة الأوقاف.
ومن المأمول أيضا أن تتحرك لجان وقوافل من المثقفين والمفكرين إلى البلاد النائية، وتُعقد الندوات مع الجماهير في المحافظات التي تشهد اضطرابات، ومشادات طائفية، ويسمح للمثقفين أن يتحدثوا مع الجماهير، ويخاطبوهم، ويعرفونهم بالممارسات الخاطئة والأقوال المؤذية، التي تعمق من المشكلات الطائفية، وتتسبب في زيادة النعرات الطائفية، واحتقان المشاعر تجاه الآخرين.
اقرأ أيضا: منتدى شباب العالم 2018.. السيسي: تصويب الخطاب الديني وتصحيحه أحد أهم المطالب
كما أن على راغب تجديد الخطاب الديني، أن يساعد الناس على حرية العبادة، ويؤكد على فكرة أن حرية العبادة مكفولة، وأن أي اعتداء على دور العبادة، هو اعتداء على العباد، وتخريب وفساد في الأرض، منهي عنه من السماء، وتجريم هذا الفعل، وتوعية المجتمع بخطورة التهاون مع المعتدين على دور العبادة.