أمريكا الوسطي ليست أمانا.. لهذا يلجأ مواطنو «السلفادور» إلى ترك بلادهم

الإثنين، 05 نوفمبر 2018 10:00 ص
أمريكا الوسطي ليست أمانا.. لهذا يلجأ مواطنو «السلفادور» إلى ترك بلادهم
الشرطة فى السلفادور ـ صورة أرشيفية

أمريكا الوسطى ليست أمانا، ففي السلفادور أعلى معدل لجرائم القتل في العالم، درجة أن العصابات باتت هي المتحكم الأول والأخير في الدولة، وفي حال تنظيم أي فعاليات للحكومة فيشترط إذن من مسؤولي العصابات.

 

صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، قالت إن السلفادور باتت رهينة، تسيطر العصابات فيها على كل شيء، حتى فى العاصمة يسيطرون على توزيع المنتجات الاستهلاكية مثل حفاضات الأطفال والمياه الغازية.

 

وأوضحت الصحيفة أن أمريكا اللاتينية تشكل 8% من إجمالى سكان العالم وثلث جرائم القتل، وهو ما يجعلها واحدة من أكثر المناطق خطورة فى العالم، مشيرة إلى أن السلفادور تعد نواة جرائم القتل حيث تنافس العصابات، التى تستلهم فكر العصابات الأمريكية السلطات الحكومية ويملك قادتها كميات كبيرة من الأموال والسلاح والشباب الذين هم رهن إشارتهم.

اقرأ أيضًا.. توعدت نيكاراجوا بعقوبات إضافية.. هكذا وضعت أمريكا فنزويلا وكوبا في مرمى نيرانها

وتنتشر عمليات الابتزاز في كافة شوارع الدولة، حيث تُخضع العصابات الركاب وموظفى خدمة العملاء والمطاعم وأصحاب المتاجر للابتزاز، وفى المناطق الريفية تهدد هذه العصابات المزارعين بحرق مزروعاتهم إن رفضوا دفع الإتاوات.

 

الصحيفة أشارت في تقريرها إلى أن برلمان السلفادور وافق في أبريل الماضى على منح إدارة السجون صلاحية إبقاء قادة العصابات في الحبس الانفرادى، وبمرور خمسة أيام على هذا القرار كانت العصابتان المسيطرتان هناك قد سفكت دماء أكثر من 100 شخص.

 

ونقلت تصريحات ماوريسيو راميريز وزير العدل والأمن فى السلفادور، المشرف على قطاع الشرطة الوطنية، والتي أكد فيها أن العصابات أصبحت مسيطرة لدرجة أن المواطن أصبح لا يعرف أين تنتهى الدولة وأين تبدأ هي.

قد يعجبك.. مشيدة بإجراءات مصر الأمنية لمكافحة الإرهاب.. أمريكا تدين الهجوم على قافلة المنيا

ويعيش رجال العصابات في السلفادور وهندوراس وجواتيمالا على استغلال أبناء جلدتهم، إضافة لعصابات المخدرات الكبرى، التي سيطرت لسنوات على المشهد واستخدمت القتل فى عمليات بيع الماريجوانا والكوكايين والهيروين بنسبة كبيرة إلى الأمريكيين.

 

وتشير وثائق تحقيقات رسمية إلى أن عصابة (إم.إس-13) تجنى 600 ألف دولار شهريا من إتاوات تحصل عليها من شركات الحافلات، ومتاجر البيع بالتجزئة ومشروعات أخرى، وتتراوح المدفوعات من بضعة دولارات يوميًا عن كل حافلة إلى مئات الدولارات شهريا تحصل العصابات عليها من البائعين فى الأسواق العامة.

 

وأوضحت الصحيفة أن عصابتى «إم.إس-13» و«باريو-18» قد يكونان أكبر مُشَغِلين فى السلفادور، وتقدر وزارة الدفاع أن هاتين العصابتين تشغل نحو 60 ألف شخص من الحراس وجامعى الأموال والقتلة وبالمقارنة يشغل أكبر مُشَغِلين فى القطاع الخاص معا نحو 20 ألف شخص فقط، مشيرة إلى أن معدل جرائم القتل يبلغ 95.7 جريمة قتل لكل 100 ألف شخص يجعل منها سادس أكثر المدن دموية فى العالم.

 

ونظرا لتردي الوضع الأمني في الدولة فإن هناك مبررا للتدفق الكبير من المهاجرين شمالا حيث يسعى آلاف لدخول الولايات المتحدة سنويا سواء بتقديم طلبات اللجوء أو بعبور الحدود بشكل غير قانونى، كذلك هناك معاناة من الوضع الاقتصادي حيث يعانى ثلثهم من الفقر، وفقا لبيانات البنك الدولى، بحصولهم على ما يقل عن 5.50 دولار أمريكى يوميا، ويبلغ متوسط نمو الاقتصاد فى السلفادور 2.5% على مدار 25 سنة الماضية وهو ما يقل عن غالبية الدول النامية.

 

ووجد الباحثون أن غالبية أولئك تسيطر عليهم مشاعر الخوف من العنف، وقبض ضباط الهجرة الأمريكيون والمكسيكيون على نحو 335 ألف مهاجر سلفادورى فى الفترة من عام 2014 وحتى نهاية عام 2017 حسب بيانات رسمية للدولتين. ومع مضى قافلة المهاجرين فى اتجاه الشمال عبر المكسيك انضم مئات من السلفادوريين هذا الأسبوع إلى قافلة جديدة تتجه صوب الولايات المتحدة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق