حضن شيطاني.. شاب يرقد بجوار والده لقتله طمعا في «ساعة يد» (مستندات)

لم يتخيل الرجل وهو عائد إلى منزله من أداء الفريضة أنها صلاة الفجر الأخيرة، أن أجله ينتظره على يد ابنه الطامع في مكافئة نهاية الخدمة التي تسلمها بعد تسوية عمله كموظف بأحد الفنادق، لتكتب دمائه فصلا جديداً في جرائم الأبناء بحق آبائهم.

دخل الحاج أشرف مسكنه بالقاهرة عائداً من صلاة الفجر، ليفاجئ بنجله يرقد في سريره على غير العادة، تملكته مشاعر الفرح والسعادة لوجود ابنه الذي دبت بينهما خلافات بسبب طمعه في مكافئة نهاية الخدمة التي حصل عليها وقرر أن يستغلها في تسهيل زواج ابنته.

الوالد لم يكن يتخيل أن رقود ابنه ما هو إلا الحضن الأخير بينهما، حضن قاتل تطلع به الابن إلى انهاء حياة الأب الذي حتضنه وخلد إلى النوم مبتهجا بوجوده في سريره على غير العادة. 

تقول التحقيقات عن وقائع الجريمة إن المتهم أوهم والده بالتظاهر بالنوم إلى جواره، وعقب خلود المجني عليه إلى النوم تسلل الابن القاتل من الفراش، ثم أحضر عصا خشبية كانت موجودة سلفا بالمنزل ووقف على مسافة متر وأجهز عليه حال استغراقه في النوم.

سدد المتهم إلى والده بالعصا الخشبية ثلاث ضربات قوية على رأسه ما تسبب في مفارقته الحياة، ومن ثم قام القاتل بتنفيذ باقي مخططه الطامع لسرقة أموال والده إلا أن طمعه راح هدرا فلم يجد إلا ساعة يد والده وكارت الفيزا الذي استولى عليهما.

وفقا للتحقيقات، أن المتهم فور قتل والده وتهشيم رأسه قام بمحاولة إخفاء الجثة عن طريق، لفها بكمية كبيرة من القماش والشكائر البلاستيكية، وغلق وسد فتحات جميع نوافذ الشقة منعا لانبعاث رائحة الجثة التي قرر تركها في مكانها.

وتروى أوراق الطعن رقم 28565 لسنة 86 قضائية محاولات مستميتة حاول خلالها محام المتهم بقتل والده تسويق فكرة إصابته بالجنون ومعاناته من أمراض نفسية، كذبتها تقارير الطب النفسي الذي عرض عليه الجاني بموجب قرارات النيابة العامة والقضاء.

وذكر التقرير الوارد من مستشفى الأمراض النفسية والعصبية، بأن المتهم لا يعاني من أي اضطراب نفسي أو عقلي، وهو قادر على الإدارج والتميز والحكم على الأمور وسليم الإرادة ومن ثم يعتبر مسئولا عما نسب إليه من اتهام بارتكاب جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد المقترنة بالسرقة.

محكمة الجنايات التي أصدرت حكما بإعدام المتهم قالت إن دفع المحامي بانتفاء نية القتل لدى المتهم دربا من الخيال، حيث أن اعترافات القاتل كشفت أنه نما إلى علمه باحتفاظ والده المجني عليه بمبلغ مالي، ما دفعه لعقد العزم وتبييت النية على قتله وسرقته، ونفاذا لذلك كمن له في مضجعه حتى استغرق في النوم وهنا تسلل لإحضار العصا المستخدمة في ارتكاب الجريمة.