غلق هرم منكاورع أمام الزائرين.. الآثار تبدأ خطة ترميم إرث الأجداد الدورية
السبت، 03 نوفمبر 2018 02:00 ص
بعد الانتهاء من أعمال ترميمه، فتحت وزارة الآثار هرم الملك خفرع أمام الزوار، معلنة في الوقت نفسه إغلاق هرم الملك منكاورع، أمام الزائرين لحين الانتهاء من أعمال الصيانة والترميم.
وأغلقت الآثار الهرم للبدأ في أعمال ترميمه والصيانة اللازمة له، وذلك في إطار خطة الوزارة للصيانة الدورية لأهرامات الجيزة عن طريق غلق هرم منهم للترميم وفتح الهرمين الآخرين للزيارة.
وتضمنت عملية الترميم، صيانة السلم والمشاية الخشبية المؤديين للهرم، وتغيير نظام الإضاءة بداخله، وتقوية كل الأجزاء الضعيفة الموجودة بالممرات أو داخل حجرة الدفن وتنظيف التابوت الجرانيتي الموجود بها.
وكشف وزارة الآثار، آليات ترميم هرم الملك خوفو، موضحة أن أعمال الترميم تمت عن طريق أعمال التنظيف الميكانيكي بالفرش، وتنظيف كيميائي محدود للأجزاء، التي لم يجدي فيها العلاج الميكانيكي.
الهرم الأكبر أو هرم خوفو هو الأثر الوحيد الباقي من عجائب الدنيا السبع، ويقع بمنطقة أهرام الجيزة في مصر المسجلة ضمن مواقع اليونيسكو للتراث العالمي. يعود بناء الهرم إلى نحو سنة 2560 قبل الميلاد حيث شيد كمقبرة لفرعون الأسرة الرابعة خوفو واستمر بنائه لفترة 20 عام.
ويعد بناء الهرم الأكبر نقلة حضارية كبرى في تاريخ مصر القديم، وقد تأثر خوفو بأبيه الملك سنفرو في بناء هرمه؛ فبعد موته، أصبح خوفو الإله الحاكم على الأرض، وأصبح من الضروري أن يفكر في بناء مقبرته التي تعد المشروع القومي الأول في مصر القديمة، الذي اشترك في بنائه عمال محترفون من جميع أنحاء مصر.
وظل الهرم الأكبر بارتفاعه الأصلي الذي كان يصل إلى 148 متر أعلى بناء أتمه الإنسان على الأرض على مدى 3800 سنة. وذكرت الآثار، أنه تم الانتهاء من استخلاص الأملاح على أسطح بعض الأحجار بالهرم، وأيضا إزالة مونات الاستكمال المتهالكة وتنظيف التابوت الجرانيتي الموجود في حجرة الدفن بالطرق الميكانيكية والكيميائية.
وشيد الهرم كمقبرة لفرعون الأسرة المصرية الرابعة خوفو واستمر بنائه لفترة 20 عام. يعتقد بعض علماء الآثار بأن يكون التياتي (الوزير) حم إيونو هو معماري الهرم الأكبر. يعتقد بأن الهرم الأكبر أثناء البناء كان طوله 280 قدم بالمقياس المصري 146.5 متر (480.6 قدم) لكن مع التآكل وغياب القطعة الهرمية الخاصة به أصبح ارتفاعه الحالي 138.8 متر (455.4 قدم). كل جانب للقاعدة كان 440 ذراع[؟] 230.4 متر (755.9 قدم) طول.
تقدر كتلة الهرم بنحو 5.9 مليون طن. حجم الهرم بالإضافة إلى الأَكَمَة الداخلية تقارب 2.5 مليون متر مكعب. استنادًا على هذه التقديرات، يحتاج بناء هذا الهرم في 20 عام تقطيع ونقل وتركيب ما يقرب من 800 طن من الحجارة يوميًا. وبالمثل، لأنه يتكون من ما يقدر بـ 2.3 مليون كتلة حجرية، فاستكمال البناء في 20 عاما يحتاج تحريك نحو 12 كتلة حجرية إلى موقعها كل ساعة ليلًا ونهارًا.
أجريت أول قياسات دقيقة للهرم من قبل عالم المصريات السير فلندرز بيتري من عام 1880 إلى 1882 ونشرها بعنوان أهرامات ومعابد الجيزة. تستند تقريبًا جميع التقارير على قياساته. كثيرًا من حجارة الكسوة وكتل الغرفة الداخلية تتناسب مع بعضها البعض بدقة متناهية. بناءً على القياسات التي أخذت لحجارة كسوة الجانب الشمالي الشرقي فعرض مدخل الأوْصال الرئيسي 0.5 مليمتر فقط.
ظل الهرم الأكبر أعلى مبنى في العالم طيلت 3,800 عام، لم يفوقه مبنى آخر حتى تم بناء قمة كاتدرائية لينكولن بارتفاع 160 متر (في عام 1300 بعد الميلاد). الدقة في إتقان بناء الهرم تتمثل في الجوانب الأربعة للقاعدة فمعدل متوسط الخطأ 58 مليمتر في الطول، فأطوال أضلاع الهرم التي قدرها «بيتري» في عام 1925 هي: 230.252 متر و 230.454 متر و 230.391 متر.
قاعدة الهرم أفقية ومسطحة في حدود ±15 مـم (0.6 بوصة). جوانب القاعدة المربعة تُحاذي الجِهاتُ الأصلِيّة الأربعة للبوصلة(ضمن 4 دقائق قوسية) على أساس الشمال الحقيقي، لا الشمال المغناطيسي، والقاعدة النهائية كانت مربعة بخطأ في الزاوية بمتوسط 12 ثانية قوسية.
تقدر أبعاد التصميم النهائي، كما اقترحته دراسة بيتري والدراسات التالية، أن الارتفاع كان في الأصل 280 ذراعا وبطول ضلع للهرم 440 ذراعا، فيكون محيط الهرم 1760 ذراع مصري قديم. النسبة بين المحيط إلى الارتفاع 1760/280، أي ما يعادل 2 ط وهي تختلف عن القيمة المضبوطة لـ (ط) بنسبة 0.05% فقط. يعتبر بعض علماء المصريات أن هذه النسبة كانت متعمدة وقت التصميم.