هل مشاعر الخوف مكتسبة أم وراثية؟.. العلم يجيب

الخوف هو شعور قوى بالرهبة تجاه أمر ما نواجهه، وقد يكون موضوعيا وواقعاً وحقيقيّاً، وقد يكون عبارةً عن تهيؤات أو خيال، ويقول علماء النفس، إن الإنسان يخاف من أحد ثلاثة أسباب، الظلام والمجهول والحركة المفاجئة، لذا فأغلب البشر مروا بمشاعر الخوف، على الأقل خافوا من واحدة من  الأسباب الثلاثة السابقة.

ولكن هل الخوف مكتسب من الخبرات والتجارب التى يمر بها الإنسان فقط؟، فى دراسة صادمة أجراها علماء نفس ونشرتها "نيويورك تايمز"، كشفت أن الخوف من الممكن أن يكون وراثيا فى الجينات، وقد أجرى العلماء تجاربهم على بعض الفئران الذين تم تدريبهم على الإحساس بالخوف والخطر حين تشم رائحة الكرز، عن طريق صدمهم بنبضة كهربائية كلما شموا أولاً رائحة الكرز، وثم فعلوا نفس الشيء مع أطفالهم.

اقرأ أيضا: الاتنين أسواء من بعض.. تعرف على الفرق بين البارانويا والفصام

وانتظر العلماء حتى أتي الجيل الثالث من ابناء الفئران، وحين تعرضوا لنفس رائحة الكرز،  فروا هاربين وفزعين رغم أنهم لم يتعرضوا للصدمات الكهربائية مثل أجدادهم، واكتشف العلماء أن مناطق كبيرة بالدماغ قامت بتمييز تلك الرائحة فتعمل على الخوف منها في تلك الفئران الصغيرة وكأن الأمر تم تشفيره في جيناتهم بسبب الخوف الذي تعرض له أجدادهم من قبل، وكان من الصعب على أي من الفئران الاقتراب من الكرز وكأنه يخالف غريزته التى ورثها.

وطبق العلماء نتائج تلك التجارب على الإنسان، فاكتشفوا أنه فمن الطبيعي أن تجد طفلاً يبعد عن النيران أو كبيراً يهاب المرتفعات رغم أنه لم يجرب أي فعل على مكان عالي والأمر بالنسبة لك أنت عادياً جداً، لأن الإحساس بالخوف في مثل هذه المواقف قد يكون جين متوارث ليس إلا.

اقرأ أيضا: لو خايف من مديرك الغلس.. هاجمه أمام زوجتك ومتكبتش انفعالاتك

ومشاعر الخوف هي صدمة شديدة ومفاجأة تحدث بعض ردود الأفعال الفسيولوجية الطبيعية في الجسم، أهمها هي إفراز الأدرينالين الذي يساعد الشخص لزيادة معدل الحرق حتى يتفادى الخطر المقبل، ويؤثر هذا الهرمون على القلب عن طريق زيادة معدل الضربات بشكل سريع الأمر الذى يزيد الضغط، وكمية الدم المتدفقة عبر الشرايين، ولكن استمر ذلك الأمر يتعرض القلب لحالة من التعب والأزمة القلبية وإن لم يتم إنقاذه بالوقت المناسب سيسبب ضرر كبير والموت في بعض الحالات، ذلك الأمر يحدث للقلب السليم فما بالك لو أن الشخص يعاني من مرض بالقلب من البداية، ذلك سيجعل الخطر أكبر ونسبة حدوثه عالية.

وهناك العديد من  الأسباب التي تؤدي للشعور بالخوف، مثل الخوف من مواجهة الجمهور، الخوف من الموت وهو ما يخشاه جميع البشر دون استثناء، الخوف من الأماكن المرتفعة، الخوف من الأماكن المغلقة، الخوف من المستقبل، الخوف من الظلام والأماكن المعتمة، الوقوع في مواقف خطر حقيقية كالخطف أو الأسر أو مواجهة حيوان مفترس أو مواجهة عصابة مسلحة.