جماعة الإخوان الإرهابية والأناضول والجزيرة.. «بالون اختبار» باء بالفشل
الخميس، 01 نوفمبر 2018 04:00 م
تستمر محاولات جماعة الإخوان الإرهابية في النيلّ من أمن واستقرار المملكة العربية السعودية، مستغلة حادث مقتل الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، والذي أعلنت المملكة ذاتها عن مقتله وحرصها على محاسبة المتسببين في ذلك الحادث المآسوي بالتعاون مع السلطات التركية.
رئيس حركة النهضة في تونس، راشد الغنوشي والمدعوم من جماعة الإخوان بشكل كبير حاول الربط بين مقتل جمال خاشقجي والشاب التونسي محمد البوعزيزي، والذي أحرف نفسه في ديسمبر من عام 2010 ما تسبب في إشعال الثورة التونسية في يناير من عام 2011.
وذكر في كلمة له خلال افتتاح الندوة السنوية الثانية لحركة النهضة أن قضية «خاشقجي» أيقظت الضمير الإنساني من سباته، قائلًا: «الندوة تعقد في مناخ يشبه مناخ احتراق البوعزيزي، وما فجره في العالم من تعاطف ونقمة على الظروف التي قذفت به إلى ذلك»، على حد تعبيره.
تصريحات «الغنوشي» هذه لاقت ترويجًا كبيرًا على مدار الأيام الماضية من قبل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية والأذرع الإعلامية التابعة لتنظيم الحمدين- حكومة قطر- ولاسيما قناة «الجزيرة»، الأمر الذي تصدى له قطاع من السعوديين عبر السوشيال ميديا ومن خلال المقالات والتحليلات، انتقادًا له وتوضيح ماهية تلك التصريحات والأهداف التي يمكن أن تكون وراءها.
وأشار الكاتب السعودي في مقال بعنوان «الغنوشي والسعودية مجددًا» إلى أن أتباع التنظيم الدولي بدعم قطري كاملٍ وتحالفٍ مع إيران كانوا يسعون جاهدين لخلق «ربيع عربي» للمرة الثانية، على أن تكون موجه هذه المرة للمملكة العربية السعودية.
وقال الكاتب السعودي، مشاري الزايدي في مقال له بعنوان « الغنوشي وخاشقجي… ومآرب أخرى»: «كأن المشهد يعيد نفسه… كأننا في مدخل الفوضى الإعلامية والتحريض الإخواني المستعر؛ موسم الربيع العربي، أو الفوضى العربية»، مضيفًا أنه «تحت الضغط الذي تشعر به جماعة النهضة؛ داخليًا وخارجيًا، يحاول زعيمها إشعال الشرارة مجددًا، باسم حادثة جمال خاشقجي، وتوسيع شبكة الحلفاء في المنطقة العربية، ومحاصرة الدول المناهضة للمشروع الإخواني؛ وفي المقدمة السعودية».
السبسي لـ DW: نطالب السعودية بالحقيقة ولكن نحن ضد النيل من استقرارها! pic.twitter.com/7kUtmBBDpF
— DW عربية (@dw_arabic) October 31, 2018
وفي لقاء إعلامي مع قناة «دويتشيه فيلله» الألمانية (DW) الأربعاء، قال الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي أن بلاده تدعم المملكة العربية السعودية»، محذرًا من المساس بأمن وسيادة السعودية، وقال: «نحن نبحث عن الحقيقة وليس الإدانة».
ويبدو أن «الغنوشي» ومن يقف خلفه لدعمه أدرك فشل تصريحاته في الوضول إلى أهدافها؛ فلم يجد أمامه سبيلًا سوى إحدى الروافد الإعلامية الداعمة للإخوان والمطبعة مع الإعلام القطري، حيث وكالة الأنباء التركية الرسمية (الأناضول)، ليُصحح تصريحاته بشأن السعودية، قائلًا: «الكاتب السعودي جمال خاشقجي ضحية عنف سياسي ضد الصحفيين»، مضيفًا «نؤكد هنا احترامنا للمملكة العربية السعودية التي تربطنا بها علاقات جيدة وأخوية ونحن نتمنى لها كل الخير»، متهمًا بعض الأطراف بتحريف كلامه بهدف بثّ الفتنة بينه والرئاسة التونسية، موضحًا أن تشبيه جمال خاشقجي يمحمد البوعزيزي، لم يكن يقصد به التدخل في شؤون السعودية.
تصريحات «الغنوشي» لا تنفي ما ذكره في تصريحاته الأولى، بل أكدت عليها، ولكن ربما «الأناضول» مثلت سبيلًا له في محاولة ترميم أزمته بالداخل التونسي، خاصة وأن مثل تلك التصريحات لم تمس فقط السعودية؛ بل أيضًا تونس، وخاصة بعد تصريحات «السبسي»، التي ألمح فيها أن التصريحات الرسمية التونسية لا يُعتد بها من أي أحد.
ان أسلوب «الغنوشي» هو ذاته الذي اعتدنا رؤيته من جماعة الإخوان الإرهابية وأعوانها في قطر وتركيا وإيران حيث المراوغة وإطلاق وبث الأنباء المغلوطة كنوع من «بالون الإختبار»، وإحتمالات النجاح والخسارة في الوصول إلى أهدافهم التي من شأنها الإضرار بأمن واستقرار المنطقة.