المعارضة الإيرانية تفتح النار على مراجع النظام.. طهران تستخدم الدين لتنفيذ أهدافها السياسية
الجمعة، 02 نوفمبر 2018 12:00 م
جدلًا واسعًا أحدثه المعارض الإصلاحي الإيراني مهدي كروبي في الأونة الأخيرة، مع دخوله خط الأزمة التي افتعلها رجل الدين آيه الله يزدي، جراء توجيه رسالة انتقاد لاذع لكبار المراجع في حوزة قم العلمية آية الله موسى شبيري.
وكانت هذه الأزمة بدأت بعد لقاء الأخير بمجموعة من كبار الإصلاحيين بينهم الرئيس الإصلاحى الأسبق سيد محمد خاتمى، وهاجم كروبى بشدة يزدى، معتبرا أنه أصبح أداة فى يد السلطة ينفذ أهداف لا تخضع لسلطة القانون.
وفي انتقاد واضح ليزدي، قال كروبى فى خطاب مفتوح، نشره موقع كلمة المقرب من الإصلاحيين، أن يزدي أهان المرجعية الشيعية، قائلا: «شئت أم أبيت فقد أصبحت أحد الناشطين فى ما أسماها مقرات تعمل على تنفيذ أهداف لا تخضع لسلطة القانون لمراكز القوى فى النظام، تحت مسمی العفوية».
وفى إشارة إلى أنصار النظام من الباسيج الذين يخرجون في تظاهرات موالية له وتشويه المنافسين السياسيين، اتهم كروبى هذه المقرات بشن هجمات على السفارات الأجنبية وخطابات العلماء ومنازل منتقدى النظام، لافتا إلى أن مثل هذه المقار تم تأسيسها فى الفترة التى تلت الثورة الإيرانية.
وهاجم كروبى الذى يخضع للإقامة الجبرية داخل منزله منذ عام 2011، يزدى مؤكدًا استهدف ساحة المرجعية الدينية الشيعية بمدافع انتقاده لأية الله شبيرى، أحد كبار المراجع الدينية فى حوزة قم العلمية، ورأىي أن تدخله وانتقاده للقاء جمع بين أحد رجال الدين يأتى ضمن مخطط داخل النظام يعمل على سلب استقلالية الحوزة العلمية وبث الفزع والخوف بين العلماء.
وأثارت رسالة وجهها آية الله يزدي عضو مجلس الخبراء إلى آية الله شبيرى جدلا واسعا بسبب انتقاده لقاء شبيرى بمجموعة من المعسكر الإصلاحى، على رأسهم خاتمى الذى فرضت عليه قيود منها حظر نشر اسمه فى وسائل الإعلام بسبب انتقاد النظام.
ويعد كروبى أحد رموز الحركة الخضراء وكان مرشح الإصلاحيين فى الانتخابات الرئاسية التى جرت فى إيران عام 2009، وشكك آنذاك فى فوز الرئيس المحافظ محمود أحمدى نجاد، الأمر الذى أدى إلى اندلاع تظاهرات واسعة فى البلاد، وبعد سنتين فرضت الإقامة الجبرية عليه بسبب دوره فى تلك الاحتجاجات التى اعتبرها النظام "فتنة".