يد ترفع المعول ويد تدفع الرشاوى.. من وراء هدم المباني التراثية في الإسكندرية؟

الأربعاء، 31 أكتوبر 2018 09:00 م
يد ترفع المعول ويد تدفع الرشاوى.. من وراء هدم المباني التراثية في الإسكندرية؟
مذبحة المبانى التاريخية بالإسكندرية
وجدي الكومي

بات من الواضح أنه لا توجد كيانات في مصر قادرة على وقف أعمال الهدم التي تتعرض له المباني التراثية أو العقارات ذات الطابع الحضاري، والتي أسفرت مؤخرا عن هدم عقار جون خلاط السويسري الذي عاش في مصر، بعدما أحبها في الفترة من 1880، حتى رحيله في السبعينات، إذ تم هدم عقاره الواقع في شارع محمود عزمي رقم 10 بمنطقة العطارين.

عمارة جون خلاط بالعطارين
عمارة جون خلاط بالعطارين

 

عمارة جون خلاط
عمارة جون خلاط

 

يعود تاريخ إنشاء العقار إلى عام 1880 على يد اليوناني السويسري الذي عاش في الإسكندرية منذ ذلك التاريخ، ومؤخرا نجح مالك العقار، الذي انتقل إليه بعد وفاة جون خلاط في السبعينيات، في استصدار حكم قضائي بإخراج المبنى من المجلد التراثي، والتصرف فيه بالهدم، أو البيع، أو البناء، وبالفعل حصل العقار على ترخيص بالهدم من المركز الذكي بمحافظة الإسكندرية.

فيلا لروانس داريل قبل الهدم
فيلا لروانس داريل قبل الهدم

 

اللافت أن مصر تمتلك جهازا للتنسيق الحضاري، أحد قطاعات وزارة الثقافة، الذي نجح في إنقاذ عدد من المباني الأثرية، والتراثية الطابع، ومنها مبنى مصنع الأهرام للمشروبات بمنطقة بين السرايات، فلماذا عجز هذا الجهاز عن إنقاذ عقار جون خلاط؟.

كشف المهندس محمد أبو سعدة رئيس جهاز التنسيق الحضاري، في تصريحات صحفية أنه وضع كراسة اشتراطات لحماية جميع المباني التراثية بمحافظة الإسكندرية، خاصة بعدما تعرضت مبانيها التراثية لعمليات هدم في الفترة الأخيرة.

لماذا لم يسارع جهاز التنسيق الحضاري لإنقاذ المباني التراثية قبل هدمها، ولماذا تأخر محافظ الإسكندرية في تشكيل لجنة مهمتها الحفاظ على التراث المعماري، بعدما تم هدم ما يربو من 70 مبنى تراثي وأثري، من إجمالي 1350 مبنى بالمحافظة؟.

قضية الرشوة التي هزت الإسكندرية مؤخرا، وطالت نائبة المحافظ، ربما ترجح أن هناك العديد من قرارات الهدم صدرت بحق المباني، بعدما تورط مرتشون في تسهيل قرارات خروجها من مجلد التراث.

هدم فيلا أمبرون التي عاش فيها لورانس داريل صاحب رباعيات الإسكندرية
هدم فيلا أمبرون التي عاش فيها لورانس داريل صاحب رباعيات الإسكندرية

 

ومن الفيلات الأثرية الشهيرة التي تم هدمها في الإسكندرية، فيلا أمبرون الأثرية، التي خرجت من مجلد التراث بنفس الطريقة العام الماضي، حيث فوجئ أهالي محرم بك التابع لحي وسط بمحافظة الإسكندرية بهدمها بعد حصول مالكها على حكم محكمة بخروجها من مجلد التراث، وتعود أهميتها إلى أنها من تصميم المهندس المعماري بيل إيبوك وشيدت على الطراز الإيطالي عام 1920، وكانت ملكا لعائلة المقاول الإيطالي أمبرون وزوجته الفنانة التشكيلية إميليا، وكانت تحوي برجا أثريا، جعلها تجمع بين الطابع المميز للفيلا والقصر معا، وسكنها عدد من الفنانين المصريين والأجانب منهم الكاتب البريطاني الشهير لورانس داريل خلال الفترة من 1924 حتى عام 1956، وشهدت ميلاد رباعيته الشهيرة رباعية الإسكندرية.

وهذا التسارع في مطاردة المباني التراثية، واستصدار أحكام قضائية بإخراجها من مجلد التراث، يجب أن تنتبه إليه الدولة، وجهاز التنسيق الحضاري، لأنه يؤكد أن هناك مافيا من محترفي استغلال ثغرات القانون ينجحون في إخراج المباني التراثية من مجلد التراث، وفي غضون بضعة سنوات، سنجد محافظة الإسكندرية قد صارت محافظة الطوب الأحمر، ما لم نتحرك الآن لنجدتها، وإنقاذها من براثن مافيا المعاول.

 

اقرأ أيضا

مفاجأة في هدم المباني التراثية.. القانون يسمح بذلك (صور)

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة